المجازر التي تقع في طرقات الجزائر، تودي بحياة الآلاف من الأبرياء سنويا، الأمر الذي يجعلنا في صدارة دول العالم من حيث حوادث المرور. لقد أصبح إرهاب الطرقات اليوم، أبشع من إرهاب المحشوشة بالأمس، ولا يبدو أن هذا الأمر يثير قلق السلطات لحد الساعة، رغم أن المآسي والأحزان التي تخلفها هذه الحوادث المروعة، وهذه المجازر البشعة، أصبح يطرق أعدادا متزايدة من الأسر الجزائرية، مع ما يخلفه ذلك من يتامى وأرامل ومعوقين بكل ما تحمله هذه المصطلحات من تكلفة اجتماعية باهظة. هذا يعني: أننا نعيش في حرب صامتة منذ زمن طويل، الفرق أن الضحايا لا يسقطون بالكلاش والقنابل، وإنما يسقطون بحديد السيارات والشاحنات، ولو قارنا أعداد الضحايا عندنا بسبب هذه الحرب الصامتة، وأعداد الضحايا في نزاعات دولية كاليمن أو مالي مثلا، سنجد أن أعداد الضحايا عندنا أكبر، ومع ذلك لا أحد يتحرك. بعد حادثة الوادي” وأعداد القتلى والجرحى الكبير، وفي غياب أي رؤية حقيقة لمواجهة الوضع الخطير، ربما احتجنا إلى تدخل منظمات الأممالمتحدة لفض النزاعات، وفرض السلم بالقوة، عبر ارسال قوات القبعات الزرق، لوضح حد لهذه المهزلة.