بعد حل الهيئة الرئاسية للحزب عاد حزب جبهة القوى الاشتراكية إلى مفترق الطرق بسبب الصراعات العميقة بين قيادته الحالية، بعد إعلان ثلاثة أعضاء من الهيئة الرئاسية للحزب عن استقالتهم من الهيئة الرئاسية للحزب، ويتعلق الأمر بكل من الثلاثي محند أمقران شريفي وابراهيم مزياني وشيوخ مزياني. وجاء في بيان صدر عن الأعضاء الثلاثة، أن استقالتهم سينجر عنها بالضرورة الدعوة إلى انعقاد مجلس وطني استثنائي في الشهر القادم، طبقا لما تنص عليه المادة 48 من لوائح الحزب، على أن يكون جدول أعمال المجلس انتخاب هيئة رئاسية جديدة. وبحسب الأعضاء الثلاثة، فإن الطريق المتخذ حاليًا لحلّ أزمة الحزب، عبر إيجاد توافق واستدعاء مجلس وطني بين الفريقين المتخاصمين، طويل وشاقّ، في حين أن الأزمة تتطلب تحركًا عاجلًا. وذكر البيان، أن الانتهاء من حالة الانقسام، سيسمح بالذهاب إلى مؤتمر الحزب في الآجال القانونية، ووضع الآليات التي تسمح بتنظيمه عبر لجنة تحضير المؤتمر، التي سيتم تشكيلها وتكليفها من قبل المجلس الوطني. وبحسب مصادر مقربة من الحزب من المرتقب أن يقدم أعضاء في اللجنة الخاصة التي تم تنصيبها من قبل القيادة الحالية لجبهة القوى الاشتراكية، لإنهاء التخبط الذي يشهده الحزب منذ نهاية 2016، استقالتهم من هذه المهمة، حيث توجت الاجتماعات التي عقدتها اللجنة بالفشل، أولها انعقد بمقر فيدرالية الأفافاس بتيزي وزو، الذي شهد مقاطعة قطاع عريض من أعضاء المجلس الوطني للحزب، لأنهم يعارضون جناح العسكري، ولحقه اجتماعات أخرى انعقدت بولايات الشرق والغرب آخرها انعقد منذ أيام بولاية الجزائر العاصمة. وطرح أعضاء اللجنة خيارين لدأب الصدع الذي يتخبط فيه أقدم حزب معارض، يتعلق الأول بالتوجه نحو انعقاد دورة طارئة للمجلس الوطني تتم فيها الاتفاق على التوجه نحو تنظيم مؤتمر استثنائي في الشهر القادم بغرض ترتيب البيت، دون الحاجة إلى بقاء تشكيلة الهيئة الرئاسية. أما الخيار الثاني وهو ما وقع أمس فيتعلق باستقالة ثلاثة أعضاء من أصل خمسة يشكلون الهيئة الرئاسية وهم كل من محند امقران شريفي وسفيان شيوخ وابراهيم مزياني، لتحل الهيئة تلقائيا وتعود الأمور إلى نصابها ويكون المجلس الوطني للحزب هو سيد الموقف . ولن يكون التئام المجلس الوطني للحزب في دورة طارئة مهمة سهلة بالنظر إلى اشتداد الصراع بين الفريق الذي يقوده على العسكري عضو الهيئة الرئاسية والسكرتير الأول الموالي له حكيم بلحسل وفريق آخر تعتبر النائبة السابقة في المجلس الشعبي الوطني حياة تياتي من أبرز وجوهه. وكان من المنتظر أن يلتئم المجلس الوطني للحزب في دورة استثنائية يومي 14 و 15 فيفري، وهو المقترح الذي تقدمت به اللجنة الخاصة بتنظيم شؤون أقدم حزب معارض وإنقاذه من الأزمة الكبيرة التي يتخبط فيها، غير أن المقترح أحدث شرخا كبيرا على مستوى أعضاء المجلس الوطني، حيث أبدى قطاع منهم موافقتهم عليه، بينما رفض آخرون ولم يقتنعوا تماما لعدة أسباب أبرزها أن المجلس الوطني لن يحل الأزمة، وطالبوا بعقد مؤتمر استثنائي وانتخاب قيادة جديدة.