شرعت وزارة الثقافة في بث سلسلة محاضرات وندوات تفاعلية حول التراث الثقافي في الجزائر، في إطار برنامجها المخصص لفترة الحجر تحت شعار “ريّح في دارك، التراث الثقافي ضيفك”، بمشاركة باحثين ومهندسين وأثريين ومهتمين بالتراث الثقافي. وقد استهلت المبادرة التي قسمت إلى مراحل، بمحاضرة الأستاذ منير بوشناقي، خبير في منظمة اليونسكو، حيث قال في مداخلته أن البشرية جمعاء تمر هذه الأيام بظروف صعبة بسبب جائحة كوفيد 19، وما تعرفه من تطورات يوما بعد يوم، الأمر الذي يملي علينا أخذ الحيطة والحذر، مع التسلح بالكثير من الصبر والالتزام التام بقواعد الحماية لنا ولكل المحيطين بنا، مضيفا أن هناك أكثر من 199 دولة منها الجزائر مستها هذه الجائحة، مقدما تعازيه لجميع ضحايا هذا الفيروس والشفاء العاجل للمرضى. وأشار الخبير أنه في ظل هذه الأزمة الصحية العالمية التي تحد من حركيتنا وألزمتنا حجرا جزئيا أو شاملا، يحسن بنا مواصلة عملنا من بيوتنا، وذلك من خلال الإبداع أو المشاركة في مختلف النشاطات الإعلامية التحسيسية منها والمعرفية وغيرها، فبالنسبة لنا -يضيف- في مجال تخصصنا واهتماماتنا وهو التراث الثقافي الوطني والعالمي بغية التعريف به وتثمينه وترقيته وحمايته، وسعيا لتجسيد هذا الهدف العام دعا الجميع للحضور عبر الفضاء الأزرق “فيسبوك” والإسهام في تنشيطه ثلة من المحاضرات التفاعلية المقترحة تتمحور حول جملة من القضايا التي من شأنها أن تعزز منظومتنا في التعامل مع تراثنا. وتمنى بوشناقي المساهمة الناجعة في هذه النشاطات من خلال حضور تفاعلي وازن من شأنه أن يتفحص واقع التراث وآليات الاشتغال على حمايته وتثمينه وتطويره، عبر مداخلات، وعروض أو شهادات حية، من منطلق الحرص على المصلحة العامة ومرافقة للأسر المحجورة في بيوتها داخل الجزائر وخارجها في لفتة إنسانية تضامنية. وتتناول المرحلة الأولى من المحاضرات “الاتفاقيات والمعاهدات الدولية حول حماية التراث الثقافي” والتي جرت أمس، فيما سيكون الموعد بعد غد الجمعة مع محاضرة “الخطوات الأولى للجزائر المستقلة في مجال حماية التراث الثقافي الوطني”، أما الأحد المقبل (12 أفريل) فستتم مناقشة “التراث الثقافي المعرّض لخطر الحروب والصراعات الدّاخلية”، في الساعة 14 و30 دقيقة لكلّ موعد. يُذكر أن الأستاذ منير بوشناقي، خبير في منظمة اليونسكو، مختص في علم الآثار، اشتغل في الجزائر لمدة 17 سنة، و25 سنة في منظمة اليونسكو بباريس، كما اشتغل لمدة 6 سنوات في المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM) في روما، إيطاليا، بادر بإنشاء المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية بالشارقة، كما ساهم في إنشاء المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية بالبحرين.زينة.ب