نشط كمال قرور، المدير العام ل «الوطن اليوم للطباعة والنشر والإشهار والخدمات الفنية»، ندوة صحفية، الأحد، بالمكتبة الوطنية بالحامة، قدم فيها مشروع ألفيّة القراءة وكتاب الجيب، وهو المشروع الذي بلغت إصداراته 50 كتابا، في انتظار تشكيلة أخرى في شكل سلسلات، ومجموعة من المشاريع الطموحة قيد التجسيد. وتراهن «الوطن اليوم» على خصوصيات كتاب الجيب، من حيث سهولة التناول وتنوع المجالات واللغات وانخفاض السعر. قال كمال قرور، مدير دار «الوطن اليوم»، إن الإصدارات بلغت 50 عنوانا منشورا، منذ بداية العملية قبل سنتين، بالإضافة إلى عناوين جديدة قادمة، دائما في شكل كتاب الجيب، الذي يشترط أن يكون من الحجم الصغير 19 على 11 سم. واعتبر قرور أن عصر الوسائط المتعددة أثر على طبيعة القراءة، لذلك وقع الاختيار على كتاب خفيف ذي سعر معقول ويمس كل الجوانب الفكرية والأدبية. وأكد قرور أن الدار ترمي إلى مرحلة أخرى وهي أن يكون لكل مجال من المجالات سلسلة خاصة به، وذكر على سبيل المثال الرواية البوليسية والخيال العلمي، والتراث والعلوم المبسطة، إلى جانب سلسلة كلاسيكيات أدبية باللغات الثلاثة. واشتكى قرور كثيرا من المكتبات، خاصة وأن لكل واحدة من هذه الأخيرة سياستها، وبدل أن يكون القارئ هو السيد وتغيب الحواجز بينه وبين الإصدارات وأن تكون المكتبات واجهة ديمقراطية، فإن من هذه الأخيرة ما له توجه معين. الناشر الجزائري... متعدّد المهام «بعد سنة من العمل اضطررنا إلى تأسيس شركة توزيع مهيكلة بشكل بسيط ولكن تستطيع القيام بدورات عبر الوطن»، يقول قرور، مؤكدا بلوغ مدن مثل تلمسان وعين تموشنت وميلة وقسنطينة وغيرها. وتأسف قرور لحال الناشر الجزائري، ففي حين يفترض أن يكون هناك مؤسسات مختصة في التوزيع، وأخرى في الترويج، فإن «الناشر الجزائري يجد نفسه هو الموزع وهو المروّج وهو كل شيء». كما قال، إن المكتبات ترى في إصدارات الدار كتبا فكرية، وهو ما يعرقل توزيعها أو وضعها في الواجهات، خاصة وأن «الكتاب الفكري سيء السمعة عندنا»، يقول قرور. وتحرص دار «الوطن اليوم» على المشاركة في معارض الكتاب الجهوية، كما بادرت إلى صنع رفوف يتم تقديمها لكل مكتبة تقبل كتب الدار، في طريقة لإيجاد حل لكلّ معضلة تعرقل عملية التوزيع، التي صارت هاجسا يؤرق الناشرين لأنها حلقة هامة في دورة صناعة الكتاب... «في 2017، استطاع كتاب الجيب الذي نصدره الوصول إلى نقاط لم نكن نتوقعها»، يؤكد قرور. مضيفا، سعيه إلى تغطية كل التراب الوطني، وسيدعم ذلك مشاريع أخرى للدار على غرار الكتاب الإلكتروني والصوتي، والبيع الإلكتروني والبيع بالمراسلة، وهو المسعى الذي سيدعمه إنجاز موقع إلكتروني محترف للمشروع، والاتفاق مع شركة مواصلات لشحن الكتب وهو قيد التحقيق. ومن وسائل استراتيجية التوزيع أيضا، ضمان التواجد في مشروع أكشاك محطات نفطال في الطريق السيار، وكذا أهم المطارات (العاصمة، قسنطينة وورقلة...)، وفي هذا الصدد يقول قرور: «شعارنا هو الذهاب إلى القارئ أينما كان». قريبا... سلسلة عن رؤساء الجزائر وعن برنامج النشر، تحدث قرور عن دخول مرحلة النشر باللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية. ومن مشاريع سلسلات الكتاب الجديدة ذكر «أعلام الجزائر» الذي يشكل العديد من الشخصيات الجزائرية من مختلف الحقب والمجالات كالسياسة والكتابة والفن، بطريقة كرونولوجية حيادية وموضوعية، وستكون البداية برؤساء الجزائر من الرئيس بن بلة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة... وقد تكون هذه السلسلة حاضرة في معرض الجزائر الدولي. كما يجري الاشتغال على مختارات من الشعر الشعبي، والثقافة العربية والإنسانية. ونجد أيضا ترجمات ملخصة لكل من محمد ديب، بوعلام صنصال، رشيد ميموني وياسمينة خضرة، أنجزها المترجم والأكاديمي محمد ساري. من جهته، قال الشاعر ناصر معماش، إن الدار سعت إلى أن يكون الكتاب جزائريا خالصا، وأضاف بأن كتاب الجيب خفيف الوزن ولكنه عميق الفكر، معبّرا عن أمنية بلوغ المائتي عنوان. بوباكير... الأكثر مبيعا سألنا قرور عن العناوين الأكثر مبيعا لحدّ الآن، فأجاب دون تردد بأن كل نسخ جزءي كتاب عبد العزيز بوباكير «الجزائر في عيون الآخر» قد نفدت، أي ما يعادل 500 نسخة لكل جزء. أما عن سؤالنا بخصوص المجالات أو الأسماء التي تركز عليها الدار، فأجاب قرور بأن الباب مفتوح أمام الجميع دون استثناء. ومن العناوين التي تقترحها دار «الوطن اليوم»، نذكر «ملامح جزائرية «للخيّر شوّار، «عودة حمار الحكيم» لمحمد زتيلي، «الفلسفة في الجزائر» لفارح مسرحي، «المواطن الرقمي» لمحمد لعقاب، رواية «التراس» لكمال قرور، «القول المأثور في كلام المجذوب» لفارس كعباش، «العولمة الاقتصادية» لمصطفى بودرامة. للتذكير، فقد سبق لكمال قرور أن أعلن عن مشروع «ألفية القراءة» مطلع سنة 2013، حينما كان يترأس منتدى المواطنة الذي تشكل بمبادرة من مثقفين وإعلاميين وفنانين، ونشط تحت الغطاء القانوني لجمعية «آفاق» للإبداع الثقافي لمدينة العلمة بولاية سطيف. وكان قرور حينذاك قد قال إن هذا المشروع «سيمكن من إنشاء جيل يقرأ في وقت بات الكتاب يعرف عزوفا كبيرا» حيث سيكون هذا الكتاب بحجم الجيب وبصفحات لا تتجاوز المائة، وهو المشروع الذي يبدو أن كمال قرور لم يتخلّ عنه مذ ذاك.