بينما لا يزال المتابعون ينتظرون التجاوب المغربي مع الموقف الجزائري الغاضب من السقطة التي وقع فيها القنصل العام المغربي بوهران، أحرضان بوطاهر، الذي وصف الجزائر ب"بلد عدو"، بادر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، باتصال هاتفي مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم. المعلومة لم تكن بيانا رسميا من الخارجية المغربية، وانما تسريبا أوردته الجريدة الالكترونية المغربية، هسبريس، التي قالت إن وزير خارجية الرباط قام باتصال هاتفي مع وزير خارجية الجزائر، مشيرة إلى أن المكالمة، تناولت تطورات العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر. وكتبت "يبدو أن ناصر بوريطة، تناول مع بوقادم أزمة تصريحات القنصل المغربي في وهران، خصوصا بعد تصاعد التوتر بين البلدين بسبب عبارة "بلد عدو". اتصال وزير الخارجية المغربي بنظيره الجزائري، جاء بعض الغضب الذي عبرت عنه الجزائر، باستدعائها السفير المغربي المعتمد لدى الجزائر، حسن عبد الخالق، للتعبير عن احتجاجها على التوصيف العدواني المغربي للجزائر، الذي أطلقه القنصل المغربي في لقائه بمجموعة من رعايا بلاده بوهران. وقال بيان الخارجية الجزائرية إنه تم إبلاغ السفير المغربي بأن "توصيف القنصل العام المغربي في وهران للجزائر، إذا ما تأكد حصوله، على أنها (بلد عدو) هو إخلال خطير بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله" لأن التصريح المنسوب للقنصل المغربي هو "مساس بطبيعة العلاقات بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين، ما يستوجب على السلطات المغربية اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي أي تداعيات لهذا الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين". ولم تكشف الصحيفة المغربية عن فحوى ما دار في هذه المكالمة بين الوزيرين، لكن المتابعين للعلاقات الجزائرية المغربية، يجزمون بأن المكالمة استهدفت محاولة التخفيف من الغضب الرسمي والشعبي للجزائريين، من سقطة الدبلوماسي المغربي. وايا كانت فحوى هذه المكالمة فإن الطرف الجزائري يكون قد قدم تصوره لحل هذه الأزمة الدبلوماسية، والتي يعتقد الملاحظون أن الطرف الجزائري سوف لن يقبل بحل لهذه الازمة سوى باستدعاء القنصل العام بوهران، أو اضطرار الجزائر الى طرده وفق ما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية، ولا سيما في ظل الضغط الشعبي الذي يدفع بقوة الى هذا الح