في إطار التحضيرات لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" التي ستحتضنها الجزائر على مدار سنة 2011، وضع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي أجندة ثرية ومتنوعة، للمساهمة في الفعاليات، حيث يستعد هذه الأيام لإنجاز تسعة أعمال مسرحية جديدة، أولها يحمل عنوان "كلام" للمخرجة أمال مينراد، كما ستخوض الفنانة والممثلة سعاد سبكي أول تجربة لها في عالم الإخراج المسرحي، من خلال العمل الذي ستقدمه إضافة إلى تقديم أربعة أعمال مسرحية كبيرة تدخل في إطار المسرح الكلاسيكي والحديث، وفي هذا الصدد أوضح المكلف بالاتصال على مستوى المسرح الوطني فتح النور بن براهم، أن هذه الأعمال المسرحية ستشارك في إنتاجها مختلف الجمعيات والتعاونيات الثقافية. أما فيما يخص قاعات العرض، فقد أوضح ذات المصدر أنه سيتم تقديم العروض كل شهرين على مستوى قاعة المسرح الوطني، في حين ستعرض هذه الأعمال شهريا على مستوى قاعة الحاج عمر، لتكون بذلك بمثابة مسرح تجريبي لمختلف الإبداعات المسرحية، حيث سيشحن لها ثلة من المنتخبين والناقدين، الممثلين والسينوغرافيين، كل من جهته يحاول إضفاء لمسة قصد تحسين الإنتاج والرفع به إلى قمة الاحترافية. ليكون في مستوى تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. من جهة أخرى تضم أجندة محي الدين بشطارزي تنظيم العديد من الندوات الفكرية والدراسية، تعالج في مجملها واقع، وإنجازات الفن الرابع الجزائري، كما قرر القائمون على المسرح الوطني تقديم الجزء الثاني من اتفاقية "البطاقة البيضاء"، التي تم إبرامها مع مسرح الانش بمرسلين حيث قدم بموجبها المسرح الوطني مجموعة من العروض المسرحية في إطار التبادل الثقافي مع فرنسا، والآن حان دور المسرح المارسيلي لعرض تجربته أمام هواة الفن الرابع ببلادنا. تجدر الإشارة إلى أن وزيرة الثقافة خليدة تومي أعطت الإشارة الرسمية لانطلاق التحضيرات لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، وذلك خلال الزيارة التفقدية والتنوع الذي سيكسو فعاليات التظاهرة، فمن المرتقب تنظيم 10 مهرجانات وآخر ذو بعد دولي سيخصص فن الخط ومهرجان حول الديكور في الفن الإسلامي والسينما، كما تمت برمجة 14 ملتقى وندوة ستتمحور أشغالها حول التاريخ والتراث والفن المعماري لعاصمة الزيانيين، كما يضم البرنامج المسطر تنظيم 15 معرضا لإبراز التراث المادي واللامادي. هكذا إذن يكون مختلف الفاعلين في القطاع الثقافي الجزائري من مسرحين وفنانين تشكيلين ومؤلفين، وسينمائيين، على أهبة الاستعداد لاستقبال هذا العرس الثقافي الجديد الذي تخوض غماره الجزائر، والذي من شأنه تعزيز الحركة الثقافية والتبادل المعرفي والثقافي بين البلدان العربية، محاولة حصد ما تزرعه وزارة الثقافة من مجهودات للنهوض بالقطاع الثقافي والمهني قدما، على أن تحصد تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ذلك الذي أحرزته في القيروان بتونس التي كانت آخر منظم للتظاهرة.