دعا علماء وأئمة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك إلى الحفاظ على شعيرة الأضحية، وذلك في غياب أي دليل علمي يثبت تسببها في زيادة انتشار الوباء وتفشيه في حال التقيد بإجراءات الوقاية . و دعت جمعية العلماء المسلمين إلى الحفاظ على كل الخصائص التي تميز الأمة الإسلامية و تحفظ وحدتها و إخوتها و سلامتها وفي مقدمتها شعيرة الحج ، مع مراعاة الظرف و ما يتطلبه تحقيقا لغاية التضحية و الفداء في معناها الواسع ، وتساءلت " لعل الظرف الذي تمر به البلاد حمل الكثير من المواطنين إلى التساؤل عن إمكانية التصدق بثمن الأضحية عوضا عن الذبح ؟ " ، و هنا أوضحت جمعية العلماء أن " الصدقة لا تقوم مقام الأضحية في مثل هذه الحال ، مستندة إلى القاعدة التي تقول " إن الوارد أفضل من غير الوارد " و العبادة المؤقتة مقدمة على العبادة المطلقة " . غير أنه، حسب الحمعية، في بعض الحالات الاستثنائية يصدر العلماء فتوى ظرفية بجواز التصدق بالثمن عوضا عن الذبح ، و في هذا الصدد دعت إلى الجمع بين الذبح و الصدقة ، مع التقيد بالإجراءات الاحترازية و الأخذ بالأسباب العلمية ، كما أكدت على تنظيم الأسواق بصفة جدية مع الرقابة الصارمة بتوفير الظروف و الوسائل الكفيلة لأداء سنة الأضحية دون إلحاق ضرر بالآخر و تنظيم عملية الذبح في الأحياء السكنية ذات الكثافة السكانية .
و أضافت جمعية العلماء أن " ذبح الأضاحي هو إحياء لسنة الفداء ، و هو صلة تربط بين محمد صلى الله عليه و سلم و أمته و بين ابراهيم و ابنه اسماعيل عليه السلام و العيد يضمن استمرارية الجماعة و ترابطها و العيد جزء من هويتنا و دعمت قولها بقوله عزوجل : " لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم " ، كما دعت إلى عدم التزاور و الاكتفاء بتقديم التهاني عن طريق وسائل التواصل ، مؤكدة في هذا الصدد أن المسؤولية فردية و أسرية و اجتماعية . ويأتي موقف الجمعية في ظل انتشار دعوات، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، لإلغاء شعيرة الأضحية هذا العام، بسبب فيروس كورونا. من جهته قال مجلس الأئمة في بيان أمس، إنه "يتابع باهتمام وقلق كبيرين، تعالي الأصوات الداعية إلى إلغاء شعيرة الأضحية ، و أنه لا يوجد أي دليل علمي يثبت تسبب شعيرة الأضحية في زيادة انتشار الوباء وتفشيه، إذا تم الأخذ بأسباب السلامة والوقاية ، داعيا إلى التمسك بها .