يعتبر الهاتف النقال وسيلة اتصال بين الأفراد، والذي يساعد على تسهيل التواصل وتبادل الآراء، إلا أنه أصبح لحد بعيد يحدث مشاكل عديدة سيما في أوساط الشباب المراهقين. فرغم أهمية الهاتف النقال في التواصل بين الأشخاص ورغم إيجابياته الفعالة في توطيد العلاقات الإنسانية الاجتماعية، إلا أن هذه النعمة تحولت لحد كبير إلى نقمة جراء استعمال صاحبه في أمور أخرى والتي تكون اغلبها عكس التيار الاتصالي، كالمضايقات والتحرشات الكلامية وتصل في بعض الأحيان إلى أروقة المحاكم خاصة إذا كانت متبوعة بتهديدات واستفزازات خاصة من طرف فئة الشباب، لتبقى الفئة الأكثر عرضة لمضايقات الهاتف الفتيات اللواتي كثيرا ما يصادفن مشاكل كبيرة من هذا النوع وتكون بذلك نتائجها وخيمة . المكالمات المجانية سبب انتشار الظاهرة لعل الامتيازات التنافسية التي تمنحها مؤسسات الاتصال لمختلف زبائنها هي من ساهم في بروز مثل هذه الظاهرة وانتشارها بصورة مقلقة بين فئة المراهقين خاصة، ومن أهم هذه الامتيازات هي المكالمات المجانية خاصة في الفترة الليلية التي تنقص فيها خاصة مراقبة الأهل، حيث يقول اسماعيل من بن عكنون أن شبابنا أصبح يعتبر الهاتف النقال ضروري وأساسي في حياتهم اليومية، ليضيف ذات المتحدث أن الامتيازات الممنوحة للزبائن ساهمت بقسط كبير في كثرة الحديث عبر الهاتف في مختلف الأماكن في الحافلات وفي المقاهي وفي الحدائق العمومية حتى وإن كان الحديث غير نافع، وأضاف عمي سعيد في قوله أن سياسة الكل يتكلم هي فكرة مستحسنة وتبقى مسألة معرفة استغلال هذه السياسة في المنهج السليم هو الأصح، ويؤكد أن المشكل الأساسي يكمن فينا نحن البشر وليس في الوسيلة. ضحايا المضايقات أصبح الهاتف النقال في وقتنا الراهن نقمة على صاحبه نتيجة المضايقات والتحرشات التي يتعرضن إليها خاصة الفتيات، حيث تقول نسيمة أنها كثيرا ما تتعرض لمضايقات عبر الهاتف خاصة في الفترة الليلية لتؤكد أنها قامت بتغيير رقم هاتفها حتى تتفادى هذه المعاكسات. أما السيدة حكيمة فتقول أن المضايقات تجاوزت المعقول لدى بعض الشباب الغير محترمين لتحكي لنا أنها كانت على وشك الطلاق من زوجها جراء المضايقات التي كانت تتعرض لها عبر هاتفها. إيمان طالبة جامعية تقول أنها تعرضت للتحرشات والمضايقات من طرف الشباب بعدما قام صديقها السابق بتوزيع رقم هاتفها على بعض أصدقائه وذلك لتخويفها وتهديدها للعودة إليه. الذكور هم الآخرون عرضة للمضايقات ولو بنسبة أقل، فمن خلال استطلاعنا توصلنا إلى أن هذه السلوكات لم تكن مقتصرة فقط عند الشباب الذكور وإنما هي موجودة أيضا عند الفتيات بغرض التعرف وإقامة علاقات، حيث يقول " عمر" انه تلقى مرتين مكالمات هاتفية من فتيات قصد التعرف عليه وربط علاقة معه، ومحمد قال أنه يتلقى مرارا مكالمات هاتفية من طرف إحدى السيدات ليؤكد لنا انه كان يتحدث معها مطولا رغم انه متزوج وأب لطفلين، ليكتشف في الأخير أنها زميلته في العمل كانت تسعى للإيقاع به في شباكها. وفي ظل ما استطلعناه من آراء واكتشفناه من حكايات حول هذه الوسيلة الاتصالية والتي هي في جوهرها وسيلة تفاعلية لتصبح نقمة في أيدي من لا يحسن استعمالها أو يتعمد استغلالها في النمط الغير سوي.