طغت الثقافة الغربية على مجتمعاتنا مؤخرا وما جنيناه منها سوى تغييرات في المظهر والشكل فيا ترى هل هذه التغيرات إيجابية أم سلبية؟ وما هو الصدى الذي تتركه في نفوس المراهقين••؟ المؤكد أن زمننا هذا فقد عدة مبادئ وأساسيات كانت في يوم من الأيام أهم أعمدة المجتمع الجزائري كما كانت تعد مقياسا لحالة الناس ومدى ارتباطهم بالجانب الروحي والأخلاقي إلا أن وقتنا الراهن كشف على كثير من السلبيات أكثر ما شد انتباهنا هو تحول بعض الثانويات إلى أوكار للفساد، ولكي نحافظ على مجتمع مثالي خال من كل الشوائب علينا أن نجهر بواقع اجتماعي مر لكنه حقيقي. إنها ظاهرة دخيلة على مجتمعنا وهي تحصيل حاصل للظروف المعيشية الجديدة المبنية بالأساس على الظروف المادية والمظاهر وهو ما يقود بعض المراهقين والمراهقات إلى التقليد السلبي للغير، خاصة بعد ظهور الفضائيات هذا إلى جانب غياب السلطة الأبوية وهو عامل جد مهم كون المراهق أصبح هو من يسير حياته دون تدخل الأولياء في كثير من الحالات، هنا يبقى المراهق أو المراهقة تائها في تقليده من مصدر آخر وهذه نتيجة أخرى للثقافة الغربية التي زرعت في مجتمعنا مؤخرا، ونلاحظ أن التغيير جذري حتى في اللباس، ، التدخين، المخدرات، الهاتف النقال ••• فالمراهقات يظهرن عاريات لأن محيطهن يتطلب هذا المقياس الذي لا استغناء عنه فالمجال مفتوح أمامهن دون رقيب ، لا مكان إلا للابتسامات المصطنعة على الشفاه مجرد حركات صفراء لا معنى لها وضحكات فاتت درجة سلم القهقهات، نعم مراهقات لا يعرفن البراءة وإنما تذكرنك بفنانات استعراضية . وهكذا يضيع شوق حواء في دقيقة بعد غزو البرابول للديار وظاهرة الانفتاح لحد الجنون، الذي أصبح بدوره ملحا في نفس الوقت لا بل طلباته متعددة• فهذا مراهق مدمن مخدرات وتلك زميلته تشاركه الإدمان. وحتى الهاتف النقال تغيرت وظيفته الأساسية ليتحول إلى كاميرا للأفلام الخليعة القصيرة المدى التي تنتشر فيما بعد في المؤسسات التربوية والجامعات• لا أحد الآن يجادل في الأهمية القصوى التي يحظى بها النقال في عالم الاتصال والتواصل غير أنه رغم ذلك يفاجئنا بين الحين والآخر ببعض الجراح الغائرة التي في أعماقها ظواهر سرية لا يمكنها سوى أن تؤثر في تفسخ أخلاقي فاضح ومنظم اخترق الإنجاز التواصلي وأصبح أكثر تداولا. كل شيء تغير من العقلية إلى المظاهر والمادة والسبب التنافس المادي الذي أنجب طبقية ومركبات نقص لدى العديد من المراهقين حتى يسلكون المسار الخاطئ. وهي نتيجة منطقية للتدهور النفسي والأخلاقي والاجتماعي وتعير المجتمع وتقاليده في طريق لتكوين جيل جديد مختلف تماما عن السابق والشبيه بالغرب .