قبل بداية الموسم كان يعتقد الكثيرون من عشاق ومتتبعي فريق شباب بلوزداد أن إدارة الفريق وعلى رأسها الرئيس محفوظ قرباج قد تعاقدت مع مدرب مغمور يتمثل في الأرجنتيني قاموندي، حيث لم يكن له لا صاع ولا باع في أوساط الكرة الجزائرية، كما ظن الجميع من أنصار الفريق أن تجربته مع الشباب لن تكلل بالنجاح كباقي المدربين الذين يأتون إلى الجزائر. ومع مرور الجولات في أول بطولة محترفة في الجزائر، تيقن الكثيرون أن الفريق وبالتشكيلة التي يمتلكها لم يكن بمقدوره منافسة الأندية الكبيرة في الجزائر أمثال شبيبة القبائل ووفاق سطيف...والتي تمتلك إمكانات مادية كبيرة يستطيع من خلالها انتداب لاعبين وأسماء كبيرة في الفريق، وهو الشيء الذي لم يكن متوفرا لدى إدارة فريق شباب بلوزداد التي لن تستطيع منافسة الوفاق أو الشبيبة ماديا، لكن هذا الفارق في الإمكانات المادية لم يشعر به أنصار الفريق والمسيرون وحتى اللاعبون أنفسهم، حيث استطاع الشباب مقارعة الأندية التي كانت مرشحة من أجل الظفر باللقب، كما أكد معظم التقنيون والمحللون أن المدرب قاموندي تمكن من صنع فريق من لا شيء، اذ أن تشكيلة شباب بلوزداد هذا الموسم لا تزخر بأسماء كبيرة ولاعبين معروفين لكن قاموندي استطاع بخبرته وحنكته أن يضخ روح معنوية قوية للفريق وان يرجع الثقة التي غائبة عند هؤلاء الشبان أمثال المدافع عبدات، بوكرية وربيح. شخصية قوية، ومحنك تكتيكيا ومن العوامل التي جعلت المدرب الأرجنتيني قاموندي ينجح في قيادة فريق شباب بلوزداد إلى التألق هذا الموسم، هو الشخصية القوية التي يمتلكها، حيث أنه لا شيء يعلوا فوق قراراته التي يتخذها سواء من الجانب التكتيكي واختيار اللاعبين الذين سيشاركون في المباريات، اذ لا يسمح بتدخل أي كان في صلاحياته لا من قريب ولا من بعيد،كما أنه ومنذ أول يوم له في الشباب تحصل على البطاقة البيضاء التي تخول له التحكم الكامل في المجموعة، مما انعكس بالإيجاب على أداء الفريق ونتائجه هذا الموسم. ومن جهة أخرى، فان جميع المحللين والمتتبعين يجمعون على أن نتائج فريق شباب بلوزداد الايجابية لم تكن تحقق بضربة حظ، وإنما بواسطة الحنكة التكتيكية للمدرب قاموندي الذي يقرأ المنافس جيدا ويبني خططه على ضوء أسلوب الخصم، حيث أن وفي الكثير من المرات فاز زملاء اللاعب ربيح في الأشواط الثانية من المباريات التي وجد فيها الفريق صعوبة في المرحلة الأولى، ومن جهة أخرى ومما يؤكد أن المدرب قاموندي يعرف لاعبيه والفريق جيدا هو أنه في فترة الميركاتو لم يطلب لاعبين من إدارة الفريق قصد تدعيم التشكيلة وإنما كان يعلم أن الفريق ينقصه صانع ألعاب فقط، وهو الشيء الذي وفرته الإدارة بالتعاقد مع اللاعب السابق لاتحاد الجزائر عمار عمور، حيث استطاع هذا الأخير أن يعطي الإضافة اللازمة للفريق في خط الوسط في النصف الثاني من البطولة. هذا التألق لم يمر مرور الكرام، والعروض تتهاطل عليه وبعد التألق اللافت مع الشباب هذا الموسم وقيادته إلى اعتلاء الوصافة قبل جولتين عن نهاية البطولة والتي لم يكن ينتظرها أكبر المتشائمين، بدأت العروض تتهاطل على المدرب قاموندي من عديد الأندية والتي تريد خطف مدرب الشباب الموسم المقبل، حيث أفادت بعض المصادر المقربة من الفريق أن الأرجنتيني يوجد محل أطماع أندية خليجية عبرت عن رغبتها بالتعاقد مع قاموندي، وعرضت عليه راتبا كبيرا. قرباج عرض عليه ضعف ما يتقاضاه، في سابقة أولى من نوعها وبعد هذا الاهتمام الكبير الذي من الأندية التي تريد خطف قاموندي من بلوزداد، شرعت الادارة وعلى رأسها رئيس الفريق قرباج بالتفاوض مع الارجنتيني من أجل البقاء في الفريق الموسم القادم، حيث عرض محفوظ قرباج في اجتماع جمعه بالمدرب بمضاعفة راتبه الشهري، اذ يتقاضى في هذا الموسم 7 آلاف يورو مما يعادل حوالي 70 مليون سنتيم بالعملة الجزائرية، وهو المبلغ الذي سيتحول الى 14 ألف يورو في الشهر، أي مما يعادل 140 مليون سنتيم بالعملة المحلية. مما يؤكد الرغبة الكبيرة لإدارة الشباب في الاحتفاظ بالمدرب ميغيل قاموندي كمدرب للشباب تحسبا للموسم المقبل، كون مسؤولي بلوزداد يدركون قيمته والعمل الكبير الذي قام به مع الشباب خير دليل، وهو الأمر الذي جعلهم يقومون بمضاعفة راتبه الشهري في خطوة أولى من نوعها لمدرب في شباب بلوزداد، الذي لا يملك مداخيل مالية كبيرة كفرق أخرى. المفاوضات تسير في الطريق الصحيح وحسب مصادر قريبة من إدارة شباب بلوزداد، فان المفاوضات الجارية مع المدرب قاموندي من أجل البقاء على رأس الفريق الموسم القادم تسير بخطى ثابتة، كون أن الإدارة قيمت جيدا الأرجنتيني وهو الأمر الذي سيدفعه للبقاء وخاصة انه من نوعية المدربين الذين يريدون مواصلة المشروع الطموح الذي بدءوه مع الأندية التي يشرفون عليها. ومن جهة أخرى وإذا نجح الفريق في تحقيق الوصافة التي تمكنه من لعب كأس رابطة أبطال إفريقيا الموسم القادم، سيكون بمثابة دافع إضافي لقاموندي لمواصلة الدرب مع الشباب، لأن التألق قاريا يعد هدف أي مدرب كان. أمثال هؤلاء المدربين نريدهم في بطولتنا ولا يخفى على أحد أن المدرب الأرجنتيني قاموندي يعتبر مدربا محترفا بأتم معنى الكلمة، سواء خلال المباريات أو بعدها، حيث حتى وان انهزم فريقه شباب بلوزاداد فهذا لم يمنعه إلى الخروج والحديث مع الصحافة حول اللقاء وبكل شفافية رغم الانتقادات، وهو الأمر الذي يحسب له ويكرس مدى احترافيته التي تعتبر شبه غائبة عن مدربينا المحليين الذين لا يتوانون عن إدارة ظهرهم للصحافة التي حتى وان تقوم بالنقد إلا أنها بصدد القيام بعملها، فكلمة الاحتراف في البطولة لا تعني فقط من ناحية الأداء فوق المستطيل الأخضر، بل تعني كذلك تسهيل مهمة الصحفي في أداء مهامه داخل الميدان وحقه في محاورة المدربين بعد كل لقاء. ابراهيم حنيفي