اقتنت الجزائر، يوم الخميس الماضي ، سفينتان حربيتان من طراز " النمر " من روسيا، مما جعل المركز الدولي للبحوث السلام ، يصنفها من أكثر البلدان تسلحا في القارة السمراء مباشرة بعد دولة جنوب إفريقيا و التاسعة عالميا. ووفقا لما نقلته وكالة أنباء موسكو عن مصدر الأسلحة "روس أوبورون أكسبورت" فان الصفقة تم توقيعها في المعرض الدولي للدفاع البحري الذي نظم خلال العام الجاري في سانت بطرسبرغ في روسيا. وحسبما نقلته الوكالة على لسان تروتسينكو، فان التوقيع يخص شراء كورفيتين من نوع "تيغر"، وهو نوع من السفن لم تسبق لروسيا أن باعته لأي دولة، وهو يستخدم في ضد السفن أو الغواصات، وأيضا في تقديم الدعم للقوات في الإنزال وضد الأهداف الجوية، وهي مجهزة بصواريخ مضادة للسفن ومضادة للطائرات، وقال خبراء فإنها ستكلف بين 120 و 150 مليون دولار. وكان مصدر قريب الصلة مع إدارة مؤسسة "روس أوبورون أكسبورت" التي تشرف على الصادرات الروسية من الأسلحة، قد كشف في وقت سابق أن الجزائر قد تتعاقد قريبا مع روسيا من اجل شراء ثلاث سفن حربية من نوع "20382" (أو "تيغر")، وهو الخبر الذي أكده مصدرا بمصنع السفن "يانتار" في مدينة كالينينغراد لصحيفة "فيدوموستي"، حيث قال بأن مصنعه سيقوم، على الأرجح، بأعمال بناء الكورفيتات الثلاثة المطلوب التي تريدها إلى الجزائر. وحسبما جاء في الوكالة، فان الجزائر كانت تريد شراء فرقاطات من نوع "11356"، من روسيا، غير أنها غيرت رأيها، واقتنت ثلاثة كورفيتات من نوع "تيغر"، وهي ارخص ثمنا.
وتضاف عملية شراء السفينيتن الروسيتين، إلى العمليات والصفقات التي أبرمتها مع المعامل الروسي خلال هذه السنة ، حيث وصل معدل إنفاق الجزائر على الأسلحة، حسب المركز الى 3.548مليار دولار لسنة 2007، كانت مسبوقة بصفقات شراء عتاد حربي مابين سنة 2005و2009، منها شراء 180دبابة و 28 طائرة حربية مقاتلة، سلاح جويب متطور الجوي، هذا فضلا طائرات الهيليكوبتر وأنظمة مضادة للصواريخ ، فضلا عن برمجتها لاقتناء فرقاطات. وتعد روسيا الشريك الأساسي لجزائر في مجال الأسلحة، منذ فجر الاستقلال، علما أن اكبر عمليات التزود بالسلاح تمت خلال العشرية السوداء لمكافحة الجماعات الإرهابية، وكانت خلال هذه السنوات نفقات الدفاع تحتل المرتبة الأولى في النفقات الداخلية للجزائر مقارنة بالقطاعات الأخرى. ومن بين أهم الأسباب التي تبقى الجزائر من ضمن أكثر الدول تسلحا في القارة السمراء، بعد دولة جنوب إفريقيا، الإرهاب في منطقة الساحل والدور المحوري للجزائر كقوة إستراتيجية، وهو موقع تعزز أكثر في ظل إفرازات الحرب الليبية وتسرب كميات هائلة من الأسلحة و عتاد حربي من المخازن الليبية، هو الآن في يد الجماعات الإرهابية المسلحة، أمام شساعة الحدود مع الدول المجاورة. بالإضافة إلى هذا، فان للحرب الليبية إفرازات سلبية على الجزائر، حتى وأن كان موقفها محايد اتجاه الحرب، وهذا لان العديد من العناصر الإرهابية تستغل هذه الحرب لمضاعفة عملياتها والقيام بنشاطات أكثر و خطف الرهائن والحصول على الأموال لتمويل نشاطها في المستقبل، فضلا عن هذا فإنها تنظر للتدخل الناتو في ليبيا من منظار الحرب الصليبية التي يتحتم عليها مواجهتها والتصدي لها بطريقة او بأخرى، الأمر الذي تأخذه الجزائر بعين الحسبان وتستعد له قبل حدوث أية مفاجآت بمنطقة الساحل التي هي الآن مفتوحة على جميع الاحتمالات. بوصابة ع