تعرف محلات ألبسة الشيفون إقبالا وتوافدا كبيرا على مختلف السلع المعروضة من مختلف شرائح المجتمع، بعدما كانت هذه السلع مقتصرة على فئة معينة. تشهد ملابس البالة أو الشيفون كما تعرف إقبالا متزايدا من قبل المواطنين بعدما كانت هذه السلع في وقت ما تحمل في طياتها مظاهر الخوف من ما يمكن أن تحمله من أمراض لتكون الفئة المتوافدة على هذه السلع أصحاب الدخل الضعيف والمحدود جدا الذين هم مجبرين ومضطرين على التبضع من هذه المحلات. ومع غلاء المعيشة وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن انقلبت الموازين لتستقبل محلات البالة زبائنها من مختلف الطبقات الاجتماعية، فلم تعد هذه المحلات مقتصرة على الفقراء والمحتاجين بل اتسعت لتشمل متوسطي الحال وغالبا ما تكون للطبقة الميسورة الحال نصيبها من هذه الألبسة وذلك لاقتنائها الألبسة ذات النوعية الرفيعة بأثمان زهيدة، من هذا المنطلق ارتأت الجزائر الجديدة التقرب عن كثب من بعض محلات بيع ألبسة الشيفون في بعض مدن العاصمة والتحدث مع بعض من زبائنها لمعرفة سر إقبال المواطنين على هذا النوع من الألبسة بعدما كان الإقبال عليها في وقت ما بصفة محتشمة. نوعية رفيعة وسعر منخفض حيث يقول إسماعيل في هذا الشأن صاحب محل ألبسة البالة أن هذا النوع من الألبسة بعدما كان المواطنون يتعاملون معه بحذر نجد اليوم فيه نوعا ما من الإقبال، وذلك راجع لوجود نوعية رفيعة وبسعر أقل بكثير من المحلات الكبرى. أما فريد هو الأخر صاحب محل ألبسة الشيفون يؤكد أن هناك تزايد في إقبال المواطنين على هذه المحلات خاصة خلال الموسم الدراسي مضيفا في حديثه أن الزبون أصبح يبحث عن الماركة بقيمة اقل وبسعر منخفض، فيما يضيف لنا "مروان" تاجر في ألبسة الشيفون في ذات السياق أن التجارة أصبح لها سياسة إستراتيجية ليؤكد انه يتعامل مع أصحاب المحلات الكبرى فيقوم بتحديد العدد الذي يناسبه من محلات الشيفون ويعيد بيعها بعد ذلك في محله على أساس أنها سلعة جديدة، المهم أنها ماركة أجنبية ليقتنيها الزبون بعدها بسعر 2000 دينار مثلا عوض أن يشتريها شيفون ب 400 دينار على اعتبار أنها السلعة نفسها، حيث يقوم على تعليق نسبة من معاطف النساء ماركة فرنسية ويعيد بيعها بسعر السوق بعدما يقوم بتنظيفها. ألبسة الشيفون هي الأخرى تخضع ل " الصولد" يقول عمي عمر في هذا الموضوع أن هذه الألبسة هي بدورها تخضع لتخفيضات، حيث خلال الفترة المصادفة لنهاية فصل الصيف وخوفا من تكدس البضاعة وعدم بيعها في وقتها المناسب يقوم أصحاب هذه المحلات بتخفيض أسعار هذه الملابس قصد بيعها كلها وجلب سلعة جديدة تتماشى وفصل الشتاء، ولقد صرح فيصل قائلا إن المعادلة صعبة فرغم أن السلع تعرض بأسعار منخفضة إلا أن تجارتها صعبة، ويؤكد انه في بعض الأحيان يضطر للتصدق بها إلى الفقراء والمحتاجين لتلك السلع الخفيفة التي تكدست لوقت طويل واعتبار أنها لم يقم ببيعها في الوقت المناسب، هذا ما يؤدي إلى رفع السعر في البداية ضمانا لعودة رأس المال. وفضولا منا لمعرفة حقيقة وسر انتشار ظاهرة التبضع من هذه المحلات الخاصة بألبسة البالة، طرحنا الموضوع على بعض من الزبائن الذين التقيناهم بعد الجولة الاستطلاعية الميدانية التي قادتنا لبعض من هذه المحلات، فكان لنا هذا الاستجواب. تقول السيدة فتيحة من الحراش خياطة بأنها تفضل ألبسة الشيفون باعتبارها تجد النوعية الرفيعة لمختلف الملابس بأثمان منخفضة، وتضيف ذات المتحدثة أنها تعتمد على ألبسة البالة في معظم تصميماتها، أما السيدة مليكة أم لأربعة أطفال في الطور الابتدائي تقول أن ملابس الشيفون تساعد أصحاب الدخل المحدود فتؤكد أنها اقتنت كل ملابس أبناءها خلال الموسم الدراسي من محلات البالة لان ميزانيتها لا تسمح لها باقتناء كل ما هو جديد. في حين تؤكد السيدة ليلى على أنها دائمة الإقبال على هذا النوع من المحلات لأنها حسب قولها تجد ألبسة مميزة ذات نوعية رفيعة وبأسعار منخفضة، وتضيف السيدة مروة في ذات الشأن أن ألبسة البالة أو الشيفون كما تسمى رغم أنها ليست جديدة 100 بالمائة إلا أنها من نوعية رفيعة ومن ماركات أجنبية مختلفة، لتؤكد في الأخير حسب رأيها أن هذا النوع من الألبسة بعيدة عن كل ما هو رديء وبما يعرف ب " تايوان"، لتضيف بأنها مقتنعة بهذه الألبسة وكثيرة الإقبال على هذه المحلات كلما سنحت لها الفرصة حيث تقول أشتري البدلة وأقوم بغسلها وكيها لتصبح أكثر لمعان وأرتديها بكل اطمئنان سواء بالنسبة لي أو لأودي وبين غلاء المعيشة والميزانية القليلة للمواطن وبين حيرة وتخوف تجار البالة من تكدس بضائعهم وعجزها على بيعها في الوقت المناسب سيما خلال هذه الفترة تبقى المعادلة التجارية في هذا الشأن صعبة لتنقلب موازينها لدرجة أضحت هي الأخرى تخضع للتخفيض، بعدما كان الإقبال عليها محتشما وتجارها مدركين لقانون اللعبة وقانون السوق.