تشهد محلات بيع “الشيفون” بعدد من الأحياء الراقية بالعاصمة، إقبالا كبيرا من قبل العائلات العاصمية، نظرا للغلاء الذي مس الملابس والأحذية بأنواعها، لاسيما منها المتعلقة بالأطفال أو رغبة في “الماركة” ولو كانت قديمة، غير مبالين بالخطورة المترتبة عن استعمالها على المدى البعيد. كما كانت تجارة الشيفون مرتبطة بالأحياء الشعبية بسبب طبيعية العائلات المقيمة هناك وضعف قدرتها الشرائية، كما انتقلت هذه التجارة إلى الأحياء الراقية بالعاصمة، وهو ما يعكس الأوضاع الإجتماعية وغلاء المعيشة التي دفعت بالعائلات الجزائرية لكسر الطابوهات التي كانت تميز الطبقات الإجتماعية.. من أحياء شعبية وأخرى راقية. بينما كنا نتجول بشوارع حيدرة، تفاجأنا بوجود جمع غفير من العائلات من كل الفئات داخل محل تجاري قيل لنا إنه يعد من أكبر محلات بيع الشيفون بتلك المنطقة، تهافت فاق كل التصورات. حسبما صرح لنا صاحب المحل، في بداية كل أسبوع تدخل “بالة جديدة” للمحل وبمجرد فتح المحل يتوافد إليه الزبائن بأعداد كبيرة.. وما هي إلا حلظات فقط حتى تنفد الأحذية الجلدية التي صنفها صاحبها ب”التوب” وتتراوح أسعارها بين 400 و 800 دج. كما صرحت لنا إحدى الزبونات من طبقة راقية على خلفية مظهرها الخارجي: “أنا معتادة على اقتناء أحذيتي وملابسي من هذا المحل، لأنها مميزة عن باقي السلع وأسعارها معقولة.. فما الداعي لكي أتوجه إلى محل آخر يستورد سلع صينية وتايوانية؟!”. وحسب صاحب ذات المحل لبيع الملابس والأحذية المستعلمة، فإن زبائنه يمثلون طبقات مختلفة، منها طبقة الموظفين الذين بإمكانهم التوجه نحو محلات بيع السلع الجديدة إلا أن اقتناعهم بوجود الملابس المستعلمة جعلهم يتابعون أسبوعيا وصول كمية من السلع لاختيار ما يناسبهم.