يعرف مركز البريد ببن عكنون حالة من الفوضى والاكتظاظ تنتج عنها يوميا اشتباكات وحالات إغماء وسط الطلبة الجامعيين المندرجين ضمن النظام الداخلي، الذين يقيمون في الإقامات الجامعية، من أجل دفع مستحقات النقل والإقامة. قانون الالتحاق بالإقامة الجامعية يقضي أولا بدفع مستحقات الإقامة المقدرة ب 500 دينار، وحقوق النقل المقدرة ب 150 دينار، حيث يتوجب على الطلبة المعنيين، إتمام هذه الإجراءات، قبل الحصول على غرفة الإقامة، ونظرا لوجود 3 إقامات جامعية ببن عكنون، فإن كل الطلبة المنتميين إلى هذه الإقامات يقومون بمعاملاتهم المالية من سحب ودفع بمركز بريد بن عكنون، وهو ما جعله هذه الأيام منذ انطلاق الموسم الدراسي الجامعي يستقبل يوميا آلاف الطلبة من ذكور وإناث، فالزائر لهذا المكتب يندهش من الطوابير الطويلة للطلبة، منذ الساعات الأولى من الصباح وإلى غاية الساعة السادسة مساء، وبما أنهم كلهم يقطنون في الولايات البعيدة، فإنهم يرغبون جميعا في إنهاء هذا الإجراء في يوم واحد، لأنهم ببساطة لا يجدون مكانا يقضون فيه ليلتهم، أولا بسبب ارتفاع التكاليف، ناهيك عن مشقة السفر كما هو الحال ليزيد طالب بجامعة الحقوق السنة الثالثة، ومقيم بإقامة طالب عبد الرحمن للذكور، والذي يسكن ولاية قسنطينة، وقد تنقل عبر الطائرة، وقد أكد لنا أنه إن لم يتمكن من إتمام إجراءات الإقامة والتي كانت تبدو مستحيلة بسبب طول الطوابير، الممتدة إلى خارج مركز البريد، فإنه سيقضي ليلة في الفندق أمام طالب آخر، وأكد أن معظم الذين يسكنون في ولايات بعيدة، ولا يملكون إمكانيات مادية، فإنهم يضطرون إلى المبيت في الشوارع وهو حال الكثيرين، الذين قضوا أكثر من ليلة في الشارع أمام مركز البريد، فكانت حالته يرثى لها من شدة الصراخ والتدافع الذي يتطلب تدخل أمن المكتب، بسبب سوء التنظيم، وحالة الفوضى التي تعرفها الطوابير والتي خلفت عدة مشاكل لموظفي البريد الذين لم يتمكنوا من العمل على أكمل وجه، وكانوا كثيرا ما يضطرون إلى الانسحاب لعدة دقائق، حتى ينظم الطلبة أنفسهم، وقد طلبت إحدى الموظفات من الطلبة التوجه إلى مكاتب البريد المتواجدة بالبلديات الأخرى لتخفيف الضغط عليهم.