رجحت مصادر مقربة من اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا، توجه الجزائر نحو استيراد نوعين من اللقاحات المطروحة في السوق الدُولية لمواجهة فيروس كوفيد_19، ويتعلق الأمر باللقاح الصيني "سينوفارم" الذي بدأت ثلاث دول عربية التطعيم به وهي الإمارات والبحرين والسعودية، أما اللقاح الثاني فهو لقاح "سبوتنيك" الروسي. حسب مصادر "الجزائر الجديدة"، فإن العوامل التي تشجع الجزائر على اختيار هذين اللقاحين، تتمثل في تطابق التعريف الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية على اللقاح المُضاد لفيروس كورونا مع تركيبة هذين اللقاحين، فهما يعتمدان على الطريقة التقليدية، حيث أنهما مُشكلان من فيروسات ميتة وعديمة الفعالية لتحفيز الاستجابة المناعية لدى الإنسان عكس لقاح فايزر_بيونتيك الذي يعتمد على طريقة أكثر تطورا، فهُو مبني على أساس مختلف عن لقاح "سينوفارم"، فيقوم بإعادة برمجة خلايا الجسم لتكوين أجزاء من الفيروس نفسه، ويتم ذلك عن طريق حقنتين من التعليمات الجينية التي تستخدمها الخلايا لصنع جزء من الفيروس. ويُعتبرُ سعرا لقاح "سينوفارم" الصيني و"سبوتنيك 5″ الذي يُطوره مركز "غاماليا" الوطني لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة الروسي، أقل بكثير من أسعار لقاحات شركتي "فايزر" و"مودرنا" الأمريكيتين. وما قد يشجع على اقتناء اللقاحين، هو العامل اللوجستي، حيث أنه يمكن حفظ لقاح سينوفارم في ثلاجات عادية، بينما لقاح فايزربيونتيك مثلا يجب أن يُحفظ في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر. كما أن اختيار الدول يعتمد أيضا العامل الاقتصادي وتوفر المنتج، حيث لن يستطيع منتج واحد تغطية احتياجات العالم كله، وبالتالي يمكن أن تلجأ الدول لأكثر من مورد طالما أن النتائج الأولية مبشرة وتؤكد سلامة اللقاح. وشهدت السوق الجزائرية، في الأشهر الأخيرة، منافسة شديدة بين الدول المتنافسة على صنع اللقاح خاصة أمريكاوروسيا، لأن عدد السكان في البلاد يتخطى عتبة 40 مليون نسمة، وهو ما يمثل موردا ماليا هاما بالعملة الصعبة لاقتناء كميات كبيرة من اللقاحات. وقال سفير روسيا الاتحادية إيغور بيلياف، في تصريحات صحفية في وقت سابق، إن وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد أبلغه أن الجزائر تريد أن تكون من الدول الأولى التي تقتني اللقاح الروسي فورا عندما يكون جاهزا ومتوفرا للتصدير نحو الخارج. كذلك استفسر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، خلال لقاء جمعه بسفير الصينبالجزائر بداية الشهر الجاري، عن المضمون العلمي للقاح الذي أعدته المخابر الصينية، وعن نسبة نجاعته وشروط تأمينه. وانتهى اجتماع الوزير الأول عبد العزيز جراد مع اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوضعية الوبائية لدراسة اقتناء اللقاح الأنسب المضاد لفيروس كوفيد _19 في قصر الحكومة، أمس الأول، دون أن يتم الكشف عن هوية اللقاح المرتقب. وحددت اللجنة العلمية خلال الاجتماع الذي شهد مشاركة الوزراء المكلفين بالشؤون الخارجية والصحة والنقل والصناعة الصيدلانية وإصلاح المستشفيات وكذا رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي وأعضاء اللجنة العلمية لمتابعة تطور الجائحة وممثلي وزارة الدفاع الوطني، قائمة المخابر المطورة للقاحات وذكرت أن العقود يجري استكمالها بالنسبة للتسليمات الأولى.