قبل ثلاث جولات عن إسدال ستار منافسة البطولة الوطنية المحترفة لهذا الموسم، اتضح الثلاثي الذي سيلعب الموسم القادم في البطولة الثانية، و يتعلق الأمر بكل من وداد تلمسان المنهزم في الجولة الماضية أمام مولودية وهران بهدفين مقابل صفر، مما يرهن حظوظه في البقاء برصيد 28 نقطة، واتحاد البليدة الذي رغم عودته بنقاط المباراة من تيزي وزو بعد فوزه على الشبيبة بهدف لصفر، لم يشفع له ذلك في ضمان البقاء في حظيرة الكبار، نفس الأمر فيما يتعلق بأهلي برج بوعريريج الذي رغم فوزه على وفاق سطيف بثلاثية كاملة، إلا أنه يبقى يقبع في المرتبة الأخيرة برصيد غير كاف ليضمن بقاءه في الرابطة الأولى. وقد كانت نتائج الجولة 27 التي لعبت يوم السبت الماضي مفاجأة، حيث أن بعض الأندية التي كانت مهددة بالسقوط فازت ومنها من فاز خارج قواعده، وهي التي لم تكن تتمكن حتى من تحقيق نتائج إيجابية في عقر دارها، لتهزم في نهاية الموسم الحالي فرقا لازالت هي الأخرى تبحث عن اللعب عن المراتب الأولى، فلم يكن أيّا كان ينتظر أن تؤول إليه نتائج اللقاءات المحلية إلى تعادل كل من شباب بلوزداد أمام اتحاد العاصمة في ملعب 20 أوت، أو عودة الوفاق السطايفي بنتيجة ثقيلة من البرج أمام فريق لم يقنع أبدا طيلة الموسم، في حين كانت نتيجتا بولوغين ووهران منطقية، بالنظر إلى أن مولودية الجزائر هي التي استقبلت الحراش في بولوغين دون حضور الجمهور الحراشي، وفي وهران، رغم أن وداد تلمسان يعاني الأمرين، إلا أن مولودية وهران حافظت على أخلاقيات اللعبة ولم تمنح أية هدية لأبناء الزيانيين. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يظن أن الصراع سيكون على أشده من أجل المرتبة الثانية في الترتيب العام، بعد أن ترسم تتويج جمعية الشلف بلقب الموسم الحالي بعد فوزه برباعية كاملة ضد اتحاد عنابة، تساهلت هذه الأندية التي كانت تسعى إلى الرتبة الثانية مع الفرق التي واجهتها، ويبدو أن طول الموسم الحالي الذي لن يعرف النهاية إلا في 8 جويلية القادم، أدخل الملل والتعب في صفوف اللاعبين من مختلف الأندية الذين اعتادوا في هذه الفترة بالذات على أخذ عطلهم، هذا ما يجعلنا ننتظر إلى نهاية بطولة كارثية بمستوى ضعيف مثل الذي أظهره لاعبو شبيبة القبائل في لقائهم الماضي ضد إتحاد البليدة في تيزي وزو، فكثافة البرنامج التي طالما تحدث عنها رئيس شبيبة القبائل والتي دفعته إلى اتخاذ قرار ترك عالم كرة القدم كلية، يبدو أنها انعكست سلبا على كل الأندية وليس فقط الشبيبة، وإلا كيف نفسر انهزام الوفاق السطايفي بثلاثية كاملة وهو الذي لازال يتنافس على المرتبة الثانية، أو إهدار شباب بلوزداد لنقاط اللقاء أمام فريق عاصمي آخر لم يظهر هذا الموسم إمكانياته المعهودة، في وقت كانت كل الأندية التي تلعب في 20 أوت تذهب ضحية إعصار الشباب الذي يضرب بقوة في كل مرة. فرق أخرى لعبت الكل من أجل الكل في هذه الجولة الماضية، مثلما حدث في الخروب التي استقبلت شبيبة بجاية، فالخروبيون الذين كانوا مهددين بالسقوط أرادوا الفوز بكل الطرق، فحسب أحد مسيري شبيبة بجاية، فإن عناصر هذا الفريق عاشوا الجحيم في الخروب، خاصة بعد أن كانوا فائزين بهدفين لهدف واحد، كما بدا من خلال هذه الجولة الماضية أن الأندية التي تلعب في وسط جدول الترتيب، لعبت من أجل البقاء في هذه المنطقة، فمنها من انهزم ومنها من فاز، وكأن كل هذه الأندية تنتظر نهاية الموسم فقط من أجل الراحة. ومهما يكن، فيبدو أن الأمور لن تحسم بعد فيما يخص الأندية الهابطة والباقية والتي ستحصل على المرتبتين الثانية والثالثة، حيث سننتظر الجولات الثلاثة المتبقية حتى نتعرف رسميا على من سيترك الرابطة الأولى المحترفة ومن سيبقى فيها، رغم أن الثلاثي النازل بدأ يظهر، إلا أنه إن حدثت مثل المفاجآت التي عشناها في الجولة ,27 فإن كل الأمور ستتغير، وقد تتحقق المعجزات عند بعض الأندية التي رقدت طيلة العام وتسعى في النهاية إلى الإستفاقة بكل الوسائل.