نتأسف كثيرا في الجزائر عندما تكون نقطة بداية الاحتراف الكروي قد تأخرت إلى غاية سنة 2010 في حين سبقتنا دول أخرى إلى عالم الاحتراف بل وسبقتنا في الهياكل وفي التكوين وفي نوعية الانتدابات للمدربين والتقنيين والأطباء واللاعبين ، في حين نمتلك من الطاقات ومن الموارد المالية والبشرية ما يؤهلنا لأن نكون ضمن أفضل البطولات المحترفة في العالم، ومن المتواجدين الدائمين على مختلف منصات التتويج. لقد عاش المناصرون الجزائريونلحظات منشودة ومعزوفة من أوتار أندية البطولة ، وعرفت البطولة تنافسا شديدا بين الأندية فمنذ بدايتها استطاع أي مناصر أن يحكم على فريقهالمفضل، وشهدنا تنافسا كبيرا في مراكز المؤخرة وبين أندية عريقة ومنها مولودية العاصمة ، اتحاد العاصمة ، شبيبة القبائل ، وداد تلمسان. حسم «أسود الونشريس» اللقب منذ جولات عديدة قبل المحطة الأخيرة، حيث ظهرت ملامح الفوز بالبطولة عند أشبال «مزيان إيغيل» هذا المدرب الذي دخلموسوعة تاريخ البطولة الوطنية حيث ركّز على العديد من النقاط ممّا أدى إلى تحقيق اللقب ، ومن أهم مفاجآت هذا الموسم فريق «مولودية سعيدة» التي أنهتالموسم في المركز 6 تحت قيادة المدرب الشاب «توفيق روابح»، إضافة إلى «اتحاد الحراش» الذي قدّم مستوى جيد ووصولها إلىالمركز 4 و خسارة لنهائي كأس الجزائر. ومن جهة أخرى عرفت البطولة المحترفة سقوط فريق «اتحاد عنابة» بعدما قضى 5 مواسم في القسم الأول ، ونفس الآمر بالنسبة لفريق «أهلي البرج» الذي بقي 10 سنوات كاملة في الوطني الأول ، كما عرف هذا الموسم سقوط «اتحاد البليدة»التي تعاني منذ سنوات من مشاكل إدارية وفنية. يمكن تبرير التّأخر بالمراحل السياسية الصعبة التي مرّت بها البلاد والتي أثرت على كل الأصعدة وليس على الصعيد الرياضي فقط، ولكن كانت هناك أيضا نظرة استخفاف ولامبالاة من طرف المسؤولين أجلت أفراح الجزائريين لسنوات، ولم يلتفتوا بجد إلى الرياضة إلا بعد أن صنع المنتخب الوطني ما صنعه بعد تأهله إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا، وكيف خرجت الجماهير إلى الشارع وكيف صار الجميع يلبس الأعلام الوطنية ويهتف بالشهداء، وبالجزائر صباح مساء. أعلن عن انطلاق أول بطولة احترافية لكرة القدم في الجزائر بداية من شهر سبتمبر 2010، وتم تحديد النظام الجديد للمنافسة تبعا لعدد النوادي التي ستتشكل في مؤسسات ذات طابع تجاري، سواء كمؤسسات ذات أسهم أو مؤسسات ذات مسؤولية محدودة.وخلال اجتماع للاتحادية الجزائرية لكرة القدم برؤساء أندية القسمين الأول والثاني، تقرّر أنّ نوادي القسمين الأول والثاني باتت مطالبة بإنشاء مؤسساتها التجارية قبل تاريخ 30 جوان 2010، لكي تستطيع أن تصبح نواد محترفة، وبعد التاريخ المذكور، لن يكون باستطاعة أي ناد بهيكلته السابقة أن يشارك في منافسات البطولة الجزائرية المحترفة.وتحسبا للالتحاق بالبطولة المحترفة تم وضع تسهيلات للنوادي على مستوى مراكز السجل التجاري للاستفادة من صفة المؤسسة التجارية، وبعد إتمام إجراءات صفة النادي المحترف، تمكنت الفرق المعنية من الاستفادة من التدابير الجديدة التي وضعتها الدولة لتدعيم بعث بطولة وطنية محترفة في كرة القدم. القول ودون تردد أن برمجة توقيت اللقاءات خلال هذا الموسم كانت كارثية على طول الخط، وانتهاءها المتأخر يوم 8 جويلية خير دليل على ذلك. فبينما عادت النوادي في الجهات الأخرى من العالم إلى التحضير تحسبا للموسم القادم بعد انتهائها من العطل السنوية، أنهت الفرق الجزائرية لتوّها المنافسة، ما يجعلها في مواجهة صعوبات جمّة في إعادة ضبط أمورها في تحديد فترة الراحة، واستئناف ما سيعرّض اللاعبين إلى إرهاق شديد .وقد ساهم سوء البرمجة في انخفاض ملحوظ لمستوى عدة نوادي خاصة التي شاركت في المنافسة القارية، نظرا لكثافة المباريات ما سبب لها إرهاقا شديدا أدى إلى تراجع رهيب في نتائجها، وطنيا وقاريا ، وهذا أول المشاكل المعقدة التي ستواجه الرئيس الجديد للرابطة الوطنية المحترفة «محفوظ قرباج» الذي سيكون مطالبا بإيجاد حل له، بصيغة ترضي الجميع. التحكيم دائما في قفص الاتهام رغم المجهودات الكبيرة التي بدلتها هيئة «بلعيد لكارن» لتدريب وتطوير مستوى الحكام الجزائريين وحتى الإجراءات العقابية الصارمة بقيت مسألة سوء التحكيم مطروحة بقوة في أغلب مباريات البطولة الوطنية، وقليلة هي النوادي التي لم تقدّم ملاحظتها حول الحكام، بل وصل الأمر إلى أن اتهم مدرب إحدى الفرق النازلة إلى القسم الثاني التحكيم بأنه السبب الرئيسي في هذا السقوط، أما آخر فكانت جميع اللقاءات التي ينهيها فريقه متعادلا أو منهزما يحمل مباشرة الحكم المسؤولية كاملة. عنف الملاعب لا يزال نقطة سوداء لم يختلف هذا الموسم من عمر البطولة الوطنية، عن المواسم السابقة من حيث أحداث العنف المؤسفة التي شهدتها ملاعبنا ، فقليلة هي اللقاءات التي خلت من مظاهر العنف، ووصلت الأمور في بعض الأحيان إلى درجات توتر كبيرة من اقتحام للميدان وأعمال التخريب والتكسير خارج الملعب سواءا في الرابطة المحترفة الأولى أو في الثانية، ممّا جعل الرابطة الوطنية تتخذ قرارات عقابية عديدة للملاعب، فقد أجريت أكثر من ست لقاءات دون جمهور في مرحلة الإياب فقط.وأصبحت رؤية ملاعبنا خالية من هذه المناظر المؤسفة بمثابة الحلم، ويرى الكثيرون أنه القاعدة الأساسية لتطوير المستوى الذهني في ممارسة كرة القدم في بلادنا. مستوى آداء اللاعبين لم يتغيّر كثيرا.. تمنى الجمهور الرياضي رؤية أداء جيد في بطولة احترافية يصنع الفرجة ويطوي زمن الضعف الذي أضر كثيرا بالكرة الجزائرية. لكن المستوى لم يكن مغايرا لما سبقه من مواسم، فلم نشاهد خلال ال 30 جولة مباراة نارية مثيرة يحفظها الأنصار في أذهانهم لمدة طويلة من الزمن، وحتى التدريبات خلت منها الفرجة والإثارة التي كانت تميزها.وبإستثناء بعض الفرق التي قدمت مستوى ثابتا كأولمبي الشلف وشباب بلوزداد واتحاد الحراش، فإن الآداء العام كان هزيلا وخاصة في المرحلة الثانية من البطولة التي حملت تراجعا رهيبا في أداء الأندية، مما جعل 9 نوادي كاملة مهدّدة في وقت واحد بالنزول إلى الدرجة الثانية. بروز قيمة التسيير الجيّد والاستقرار لاشك أن جميع النوادي الجزائرية سواءً التي رضيت بأدائها أو التي قدمت أداء غير مقبول خرجت بعبرتين أساسيتين وهما أهمية التسيير والاستقرار كعاملين رئيسيين للتألق وحصد الألقاب.فالأزمة التي أصابت وفاق سطيف ومولودية الجزائر، وغيرها من النوادي التي لعبت على ضمان البقاء كانت أزمة تسيير أكثر من أي شيء آخر، وكذلك أزمة اللاإستقرار في العارضة الفنية واللاعبين.والنجاح الذي حقّقه «أولمبي الشلف» وكذا المستوى الجيد الذي ظهر به كل من اتحاد الحراش وشبيبة بجاية وشباب بلوزداد ومولودية سعيدة كان نتيجة استقرار في الطاقم الفني والإداري وثمرة عمل سنوات وهو درس مهم ومفيد. موسم سقوط الكبار ما ميّز الموسم الكروي أيضا هو التراجع الكبير لآداء فرق مصنفة ضمن فئة الفرق الكبيرة، ومنها من كان تراجعها منذ انطلاقه على غرار نادي «مولودية الجزائر» بطل الموسم الماضي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط وكذلك الجار «إتحاد العاصمة» الذي بدل أن يلعب الأدوار الأولى كعادته لعب هذا العام على الأدوار السفلى وضمان البقاء وكذلك «اتحاد عنابة». أما فرق أخرى، فقد انهارت في مرحلة الإياب وأبرزهم «وفاق سطيف» الذي تصدعت قلعته السوداء بشكل غريب ، وأنهى الموسم يسبح ضد التيار، ويعاني هجرة نجومه إلى فرق أخرى ما يجعل وفاق الأفراح في الأربع سنوات الماضية مقبل إلى وجهة غير معلومة.نفس الأمر يحدث لشبيبة القبائل، فحامل كأس الجمهورية لعب الجولة الأخيرة، وهو ضمن قائمة النوادي المهدّدة، ما جعل الأنصار يستغربون لهذا التراجع، إلا أنّ «حناشي» فسره بكثافة المنافسة، وانخفاض العزيمة لدى اللاعبين بعد التتويج بالكأس ، وهذا تفسير لم يشفع للمدرب «بلحوت» الذي عوضه «موسى صايب» على رأس العارضة الفنية. المهم الآن أنه ستكون لفسيلة الاحتراف جذور في الأرض سيشتد عودها وستينع أفنانها وأزهارها وثمارها مع الوقت ومع تراكمات العمل والتجارب، ولكن ذلك مرهون بمدى اهتمام أسرة كرة القدم بهذه الفسيلة الصغيرة ومرهون بمدى قدرتنا على تجاوز خلافاتنا والقدرة على تعبئة الجميع من أجل إنجاح المشروع، فلا يجب أن نُحمّل اللاعب وحده عبء الاحتراف بل الإدارة أيضا مطالبة بتغيير طرقها التقليدية في التسيير ومطالبة بتحسين ذهنياتها فكفانا ما نقرأه على صفحات الجرائد من نشر للغسيل وتبادل للتهم، ومن إضرابات للمدربين واللاعبين احتجاجا على عدم تلقي الأموال أو على التدخل في الصلاحيات. الاحتراف ليس القائمة الأساسية للفرق فقط بل هناك قائمة احتياطية أيضا وهناك من اللاعبين من لا يلعب لنصف الموسم أو الموسم كله بسبب تواجد عدة لاعبين مميزين في نفس المنصب الذي يلعب فيه، ويصبح بذلك «لاعب البنك» لاعبا بطالا أو لاعبا محترفا على الورق فقط، هذا الواقع يستدعي أن تكون هناك بطولة وطنية للاحتياطيين تمكنهم من البقاء في المنافسة على الدوام وجاهزين للعب في القائمة الأساسية في أي وقت وهذا ليس جديدا بل هو مطبّق في الكثير من البلدان العربية والأجنبية. الاهتمام بالفئات الصغرى جزء من وصفة النجاح لضمان الاستمرارية فقد شهدت المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى خروجا جماعيا من مختلف المنافسات العالمية هذا الموسم، والأسباب يعرفها الجميع: الاحتقار وعدم توفير الإمكانيات المالية والبشرية اللازمة، وتسمح بحصد النتائج الايجابية، فإنشاء بطولة وطنية لمختلف الأصناف مع المتابعة الميدانية للفرق والمواهب الشابة من شأنه أن يكون خزانا للفرق الوطنية. الجماهير مطالبة أيضا بتحسين أدائها فوق المدرجات والبحث عن طرق حضارية للتشجيع والاحتجاج. كما أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مطالبة بتوفير الدعم الكافي على أساس برنامج من أجل إنجاح الاحتراف كتكوين المدربين والحكام، والأطباء، وكل من له علاقة بكرة القدم، كما يتوجب على «الفاف» تسجيل كل العوائق والمشاكل التي صاحبت أول بطولة محترفة في الجزائر من أجل دراستها وتفاديها في العام المقبل، عملية التقييم بعد كل جولة ونهاية الموسم أكثر من هامة من أجل ربح الوقت، كما أن تحديث التشريع الرياضي الجزائري سيمكن من ضبط حسن صيرورة اللعبة، ولا بد وأن يتماشى مع البيئة الكروية الجزائرية، ومن لا ينضبط تؤدبه المجالس التأديبية والمحكمة الرياضية. عدد المباريات : 240 مباراة ، معدل الأهداف في المباراة الواحدة : 2.13 فاز منها داخل الديار : 140 مباراة ، معدل الأهداف في هذه المباريات : 1.45 . فاز منها خارج الديار : 32 مباراة ، معدل الأهداف في هذه المباريات : 0.69 . تعادل فيها : 68 مباراة ، عدد أهداف هذه المباريات : 512 . أحسن جولة حسب الأهداف كانت : ال19 ، معدل الأهاف التي سجلت فيها : 17.07 . أحسن فريق داخل الديار : أولمبي شلف ب19 إنتصارات . أضعف فريق داخل الديار : أهلي البرج ب17 إنهزام . أحسن فريق خارج الديار : أولمبي شلف ب5 إنتصارات . أضعف فريق خارج الديار : اتحاد عنابة ب14 إنهزام . أحسن هجوم : أولمبي جمعية الشلف ب 51 هدف . أحسن دفاع : أولمبي جمعية الشلف ب 20 هدف . أضعف هجوم : اتحاد البليدة ب 16 هدف . أضعف دفاع : أهلي شباب البرج ب 42 هدف .
أجمع كل المتتبعين لكرة القدم الجزائرية أنّ تجربة أوّل بطولة احترافية كانت بعيدة عن مستوى الاحتراف في عدة جوانب، كما أنّ المستوى الفني خلال المباريات كان تحت المتوسط ولم يرق إلى تطلعات الجماهير الجزائرية ، ويرى عدد كبير من التقنيين والمسؤولين بعدة فرق أنّ أوّل بطولة احترافية جزائرية لم تحقق الأهداف المرجوة حيث ظهرت نقائص عديدة وفي عدة جوانب كالبرمجة على سبيل المثال ، حيث أسدل الستار عن البطولة فقط في شهر جويلية ، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على إمكانيات اللاْعبين ولم تحقق الاتحادية أحد أهم الأهداف المرجوة من الاحتراف وهو القضاء على سوء التحكيم ، حيث استمرت الأخطاء التحكيمية في أغلب مباريات الموسم المنقضي حسب رأي المتتبعين الذين يعتقدون أنّ كلّ ما تغير في البطولة الاحترافية هو التسمية وفقط . قال «سرار» بأن البطولة الوطنية عقيمة و ما زالت بعيدة عن المستوى، بدليل أننا لا نملك لاعبين كبار في الفريق الوطني (أ) رغم أنه لدينا حوالي 200 لاعب ضمن البطولة المحترفة، كما لا يوجد لاعب واحد مطلوب في بطولة أوربية كبيرة أو حتى إقليمية أو عربية رغم موقع الجزائر الاستراتيجي بقربها من أوربا، ورغم كون بطولتنا معروفة عربيا وخليجيا، إلا أن سوق اللاعبين تبقى عقيمة، ولا يوجد لاعب يسيل لعاب أي نادي، فبطولتنا مستواها متدني كثيرا، فاتحاد الحراش كان نموذجا، فقبل انطلاق البطولة لا أحد كان يراهن على احتلاله المرتبة الرابعة وتنشيطه نهائي كأس الجمهورية، فماعدا «بومشرة»و«بوعلام» فإن باقي التعداد استقدمه المدرب «بوعلام شارف» من الدرجة الثالثة، واليوم أصبحت الأندية تتهافت لاستقطابهم، لكن أؤكد بأن وسائل الإعلام هنا كان لها دور كبير في التضخيم الحاصل، حيث نال البعض حظه إعلاميا أكبر ممّا يستحق. اعتبر المدرب السابق لرائد القبة تطبيقَ الاحتراف في الجزائر كان متسرعا، ولم يغيّر شيئا على أرض الواقع، وهذا بالرغم من الأموال الضخمة التي أصبحت تتوفر عليها الأندية في الجزائر، معللا ذلك بسوء استغلال الأموال والإمكانات، وعدم تركيز النوادي على التكوين .وأن كرة القدم الجزائرية لم تتغير كثيرا في أول تجربة احترافية لها ، مؤكدا أن الممارسات السابقة لا زالت قائمة، وعلى رأسها كثرة الحديث عن ترتيب نتائج المباريات، والانتقادات الموجهة للتحكيم، معتبرا أن كرة القدم الجزائرية لم تستفد من الملايير التي صرفت على الأندية بالخصوص. وصف النجم الدولي السابق لخضر بلومي أول بطولة محترفة جزائرية ب "كارثة من الكوارث" ، بسبب المستوى الفني الضعيف وسوء البرمجة ، وقال بلومي أنّ بطولة الموسم المنقضي تلخصت في الجولة الأخيرة التي أظهرت جلياًّ أنه لا مصداقية في مباريات البطولة « كإشارة منه إلى نتائج المباريات التي تشوبها الكثير من الشكوك ، وأضاف «بلومي» أنّ هناك الملايير تنفق في البطولة دون نتائج ، وأن رؤساء الفرق يتكلمون أكثر من الجميع ويرى اللاعب السابق لغالي معسكر ومولودية وهوان أنّ فشل أوّل بطولة محترفة يعود إلى مشاكل الفرق التي تعتقد أن كرة القدم هي المال . يرى مدرب جمعية الشلف «مزيان إيغيل» أنّ المستوى العام لأوّل بطولة محترفة جزائرية كان جدّ متوسطاً ، وأنه لا يوجد فرق حقيقي مقارنة بالمواسم السابقة ماعدا التسمية ويضيف مدرب بطل أوّل بطولة محترفة أنّ الاحتراف يتطلب الوقت وأنه الموسم المنقضي لم يكن إلاّ مرحلة انتقالية، ويحب انتظار المواسم القادمة لتحقيق الأهداف الأساسية للإحتراف في الجزائر ، ويعتقد المدرب الوطني السابق أنّ اللاّعبين لدى كل الفرق المحترفة كانوا في مواجهة نمط تسيير جديد وذهنيات جديدة ، وهو ما يتطلب الكثير من الوقت للتأقلم . من جهته ، يرى مدرّب شبيبة بجاية «فؤاد بوعلي» الذي قاد فريقه إلى المرتبة الثانية أنّ ثمة عوامل كثيرة تسببت في فشل أوّل بطولة محترفة وجعلتها تبتعد عن بلوغ أهدافها المسطرة ، الآن يجب نسيان البطولة المحترفة الأولى والتحضير للموسم المقبل ، أغلب مباريات الموسم المنقضي كانت ذات مستوى جد متواضع إن لم نقل ضعيف ، يجب إيجاد أسباب الفشل لمعالجتها ، وندد المدرب السابق لوداد تلمسان بظاهرة العنف بالملاعب التي يراها قد تساهم بشكل أو بآخر في هبوط مستوى مباريات البطولة ، إذ كانت وراء معاقبة العديد من الفرق باللّعب دون جمهور ، وهو ما أفقد المباريات نكهتها وانتقد «فؤاد بوعلي» تأخر انتهاء الموسم إلى غاية شهر جويلية . لم يذهب المدرب السابق لإتحاد العاصمة «نورالدين سعدي» بعيداً عن سباقه عندما صرّح أن أخلاقيات الرياضة لم تحترم في آخر جولة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى ، وهو ما أثّر سلباً على سمعة أوّل بطولة جزائرية، لقد كانت الكواليس هي الفاصل في تحديد هوية الفرق النازلة للأسف ، والاتحادية والرابطة بقيا صامتين إزاء هذا الواقع ، على حدّ قول «نورالدين سعدي»، وعن مستوى البطولة ، قال «سعدي» أنّ بعض المباريات تميزت بالتنافسية لكن المستوى العام لم يكن جيداً . كما وصف المدرب السابق لمولودية العلمة «عبد الكريم بيرة» المستوى العام للبطولة المحترفة ب «تحت المتوسط» ، لأن خمسة فرق فقط تنافست على صدارة الترتيب والبقية لعبت من أجل ضمان البقاء وهي سابقة أولى في تاريخ كرة القدم الجزائرية حسبه ، ويشاطر «بيرة» رأي كل من لخضر بلومي ونور الدين سعدي حول لعبة الكواليس التي ظهرت جلياًّ خلال الجولات الأخيرة عندما قال عنها أنّها "ظاهرة لوثت محيط كرة القدم ". أكد مدرب مولودية الجزائر السابق "نور الدين زكري"، أن البطولة المحترفة في الجزائر لم ترقى حتى إلى مستوى المتوسط، وأن سياسة "البريكولاج" هي السائدة هذا الموسم من خلال ترتيب بعض المباريات خاصة في الجولات الأخيرة من عمر أول بطولة احترافية في الجزائر، إضافة إلى أن عدد المباريات التي لعبت من دون جمهور وصلت هذا الموسم إلى 27 مقابلة، فضلا على أن جل الملاعب الموجودة في الجزائر ليست بمواصفات تليق بلعب كرة راقية، حيث تجد أرضية الملعب معشوشبة اصطناعيا، وملاعب أخرى صغيرة ومدرجات لا تكفي لأكثر من 15 ألف متفرج، فأين الاحتراف؟؟ أكد لاعب المنتخب الوطني السابق "مصطفى كويسي"، أن الحديث عن فشل أو نجاح أول بطولة احترافية في الجزائر سابق لأوانه، حيث قال: "يكفي أننا دخلنا عالم الاحتراف، ومع مرور الوقت سوف يعرف الكل معنى الاحتراف"، حيث دعا المتحدث كل المسؤولين ومحبي كرة القدم مد يد العون لإنجاح هذا البرنامج الاحترافي في أقرب وقت ممكن، وهذا من شأنه تحسين أوضاع ومستوى الكرة الجزائرية خاصة في المحافل الدولية.