لم تتخلّف المرأة الجزائرية عن آداء دورها خلال مرحلة الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر، فقد تجنّدت المرأة في شتى المناطق لمرافقة الرجل في مهمة النضال، وكانت زوليخة عدي واحدة من آلاف النسوة اللواتي قُدْن معارك التحرّر ضد الاستعمار. وسط ظروف صعبة كان يعيشها الجزائريون مطلع القرن التاسع عشر، في وجود الاستعمار الفرنسي، ولدت يمينة الشايب، التي عُرفت فيما بعد ب زوليخة عدي، يوم 7 ماي 1911، من عائلة عُرفت بالنضال السياسي ضد الفرنسيين، بمنطقة حجوط، وترعرعت في مدينة شرشال غرب العاصمة الجزائرية. مع مرور الوقت، بدأ الوعي السياسي يتبلور لدى النخب السياسية المناضلة في الجزائر، فاختارت زوليخة عدي النضال من أجل تغيير الواقع الذي ظلم ملايين الجزائريين . قادت المجاهدة الراحلة جيش التحرير في جبال سيدي سميان، وبوحرب، لكن القوات الفرنسية التي حاصرتها يوم 15 أكتوبر 1957، تمكنت من اعتقالها، ووضعها تحت التعذيب القاسي، وربطها إلى عربة عسكرية وجرها وسط طرقات القرى المجاورة، لتخويف باقي المواطنين من هذا المصير، وبعد 10 أيام من التعذيب، تم إعدامها رميا من طائرة عسكرية. ظلت جثة زوليخة مجهولة لم يعثر عليها أحد ولم يعرف مكانها منذ ذلك التاريخ حتى عام 1984، حيث تحدث فلاح مسن أنه في يوم من أيام عام 1957 وجد سيدة مهشمة على الطريق فقام بدفنها، وعندما حفر في المكان الذي دفنها فيه، وجدوا بالفعل عظام لسيدة وبقايا فستانها الذي أعدمت به وتم التعرف علىها . وبقت زوليخة عدي قصة مشرقة في جهاد المرأة الجزائرية جنباً إلي جنب مع أشقائها الرجال في محاربة الاستعمار الفرنسي ، وكان أخر ما قالته زوليخة " إخواني كونوا شهداء على ضعف الكيان الاستعماري الذي سلط جنوده وأسلحته ضد امرأة واحدة.. لا تستسلموا وواصلوا كفاحكم حتي يرفرف العلم الوطني".