قدّمت المرأة الجزائرية تضحيات جسام إبان الثورة التحريرية في جميع الميادين السياسية، العسكرية، والاجتماعية إلى جانب أخيها الرجل، فكانت الزوجة والأم والأخت والجندية والممرضة والمسبلة والفدائية وناقلة الأخبار.. فقد كانت عنصرا فعالا في نظام جبهة وجيش التحرير الوطني، حيث رفعت البندقية ووضعت القنابل لتساند الرجل في كفاحه ضد المحتل الغاشم الذي سلب الأرض قرابة 132 سنة.. عذّب وقتّل وشرّد أبناءها. فلم تَخَفْ المرأة من دبابات ورشّاشات جيوش العدو وواجهَته بكل بسالة، فمنهن من سقطن شهيدات أثناء تأدية واجبهن الوطني مثل الشهيدة البطلة مليكة قائد التي استشهدت وهي تحمل رشاشة في يد واليد الأخرى تداوي بها المرضى، وجمعت بين مهنة الممرضة والجندية الباسلة. وعلى شاكلتها الشهيدات حسيبة بن بوعلي، وريدة مداد، وفطيمة مدار ذات ال 15 سنة عندما ألقى بها البوليس الفرنسي في ال 17 اكتوبر 1961 بنهر السين.. وللأسف لحد الآن لم تنل الكثيرات منهنّ حقهنّ في الاعتراف والتقدير. دون أن ننسى الشهيدة مسعودة موساوي بطلة الثورتين التونسية والجزائرية، والشهيدة البطلة يامنة الشايب المدعوة »زوليخة« لما لها من دور مميز في دعم الثورة بمدينة شرشال. وكان لها دور ريّادي في نشر الوعي الوطني بين أهالي المنطقة، وإفشال مخططات المصالح الإستخبارية الفرنسية لكسر شوكة الثورة وعزلها عن الشعب، الى جانب قيام خليتها بجمع الأموال وتوفير الأدوية والمؤونة والملابس للمجاهدين. ولقد فقدت زوليخة زوجها الذي كان من الأوائل الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير بشرشال، والذي تمت تصفيته من طرف المستعمر سنة 1957، ليعرف فيما بعد ابنها الفدائي أحمد نفس المصير، وبالرغم من فقده واصلت الشهيدة نضالها لغاية التحاقها بركب الشهداء الطاهرين في25 أكتوبر 1956. بالاضافة إلى هاته الشهيدات، هناك مجاهدات بطلات كتب اللّه لهن عمرا طويلا لينقلن رسالة الشهداء للأجيال الصاعدة لرفع المشعل، ويحكين ما اقترفه الاستعمار البغيض من جرائم في حق الشعب الجزائري. كما خدمت المرأة الجزائرية الثورة فنيا عبر فرق مسرحية تجوب كل أنحاء العالم للتعريف بالهوية الجزائرية وموروثها الثقافي، وأن الجزائر ليست قطعة فرنسية ويجب تحريريها من براثن الاستعمار، وبالمقابل مطربات يشِدن بالثورة والثوار فالمرأة الجزائرية تبقى المرأة العربية التي أثبتت جدارتها وشجاعتها على كل الأصعدة منذ الفاتح نوفمبر 1954 لغاية اليوم.