أدى الجزائريون، أمس، واجبهم الانتخابي عبر 58 ولاية، وسط ظروف هادئة وتنظيم محكم، عدا بعض العراقيل التي حصلت ببعض المراكز، التي تم حل الاختلالات فيها بعد اطلاع السلطة الولائية ببعض الولايات. وبدت شوارع الجزائر العاصمة هادئة، صبيحة أمس، مع حركة مرور خفيفة، ما خفف من حدة الضغوطات الملقاة على كاهل أعوان الأمن الذين انتشروا بشكل مكثف في الشوارع والطرقات الرئيسية وأمام مراكز الاقتراع مُنذ الساعة السادسة صباحا. ولاحظت "الجزائر الجديدة" حركية جد ضئيلة في بلديتي قهوة شرقي ودرقانة وحتى برج الكيفان، في الصبيحة، إذ اقتصرت على عدد من المتقاعدين الذين كانوا يجلسون في المقاهي للتسامر والحديث وارتشاف قهوة الصباح، بينما كان قطاع عريض من الشباب يغطون في النوم بعد الداربي المغاربي الساخن الذي جمع المنتخب الجزائري بنظيره التونسي سهرة أمس الأول. الأوضاع ذاتها شهدتها بلديتي الرويبة والرغاية وهراوة خلال الفترة الصباحية، فالشوارع والساحات كانت شبه فارغة، وكان يبدو الأمر كذلك أيضا بولايات أخرى، حسب ما توحي إليه نسبة المشاركة على المستوى الوطني إلى غاية العاشرة صباحا، حيث كانت في حدود 3.78 بالمائة، وهو فعلا ما تعود عليه الجزائريون في كل إنتخابات، حيث يكون الاقبال دائما ضعيفا في الفترة الصباحية. لكن عند منتصف النهار، بدأت نسب المشاركة نشهد ارتفاعا طفيفا شيئا فشيئا، حيث كان الناخبون يتوافدون بشكل أكبر على مكاتب التصويت، خاصة بالولايات الجنوبية، حيث عند الواحدة زوالا كانت النسب تتجاوز 20 بالمئة بهذه الولايات، على غرار تيميمون 20.02 بالمائة، عين صالح 23.75 بالمئة ، بني عباس 24.98 بالمئة، جانت 30.02 بالمئة، تمنراست 28.56 بالمئة، ايليزي 34.58 بالمائة، فيما كانت النسب عند الواحدة زوالا بالولايات الشمالية والداخلية تتراوح بين 7 و13 بالمائة، ما عدا بعض الولايات الوسطى التي سجلت نسب أقل من 5 بالمئة. وإلى غاية الواحدة زوالا كانت نسبة المشاركة الانتخابية 10.02 بالمائة وطنيا، قبل أن ترتفع على الساعة الرابعة مساء إلى 14.47 بالمائة، حسب ما أعلن عنه رئيس سلطة الإنتخابات محمد شرفي، الذي أعلن أيضا عن تمديد فترة غلق مكاتب التصويت بساعة واحدة إلى غاية الثامنة مساء، بطلب من المندوبيات الولائية، حسبه. تجاوزات معزولة وعكس الهدوء الذي خيم على العديد من الولايات، شهدت بعض بلديات البويرة وبجاية بعض المناوشات، فيما لم تشهد ولاية تيزي وزو ظروفا غير عادية حسب ما صرح به مندوب سلطة الإنتخابات بالولاية ، بالرغم من أن 86 مركز تصويت من أصل 704 مركز لم يفتح أبوابه لاستقبال الناخبين لغياب الظروف المواتية لذلك، فيما كانت نسبة المشاركة بالولاية في الصبيحة ضعيفة جدا. وبميلة، كسر خبر إقصاء رئيس بلدية وادي "العُثمانية" المترشح ضمن قائمة الأحرار، في آخر ساعات من عمر العملية الانتخابية الهدوء الذي خيم على ولاية ميلة في الساعات الأولى من صبيحة أمس، وحسب التفاصيل التي كشف عنها المُكلف بالإعلام بالمندوبية الولائية للسلطة الوطنية المُستقلة للانتخابات أحمد لكحل، فإن قرار الإسقاط جاء بعد استشارة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، حيث قضت بذلك لثبوت إدانته بعقوبة تمس بقانون الانتخابات، والمتمثلة في تورطه بقضية مال فاسد. وحسبما أورده المكلف بالإعلام في المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، فقد تم إسقاط اسم هذا المرشح من هذه القائمة الحرة دون تعويضه، بحيث حملت البطاقة الممثلة لها في مكاتب الاقتراع صور وأسماء تسعة أشخاص بدلا من 10. واشتكت بعض القوائم أمس، من اختفاء أوراق قوائمها ببعض المكاتب والمراكز، بولايتي باتنةوالمسيلة مثلما كشفه ممثلو بعض القوائم بهذه الولايات. وفي نفس السياق، كشفت حركة مجتمع السلك أمس في بيان لها أمس عن تسجيل تجاوزات وخروقات معزولة في عدد من المراكز، منبهة السلطة المستقلة إلى ضرورة الاستدراك حتى لا تسمح للمتسللين بإفساد العرس الانتخابي، ومن هذه الخروقات عدم تسليم شارات المراقبين إلى غاية صباح أمس في عدد من الولايات منها (المسيلة . عنابة . سطيف . تبسة)، مع تسجيل نقص أوراق التصويت في عدد من المراكز، وعدم توفرها نهائيا في عنابة بلدية البوني إلى غاية 09:20 صباحا، وكذا عدم السماح بدخول المترشحين وممثليهم المكفولة قانونا طبقا لأحكام المادة 143، فضلا عن تصريح عدد من ممثلي السلطة في البلديات والولايات بعدم منح محضر الفرز إلى ممثلي القوائم والمترشحين والمنصوص عليها في المادة 155 من نفس القانون. وفي المقابل عرفت العملية الانتخابية سيرورة هادئة في العديد من المراكز والمكاتب خاصة على مستوى المدن الكبرى، والتي أظهر العديد منها أيضا صرامة كبيرة في التقيد بالإجراءات الصحية لتفادي انتشار عدوى فيروس كورونا. نحو برلمان "فسيفساء"..وترقب للإعلان عن النتائج وينتظر أن يعلن اليوم، رئيس السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات عن النتائج الأولية للانتخابات، والمتعلقة أساسا بالقوائم الحزبية الفائزة في الانتخابات التشربعية قبل الإعلان النهائي عن المترشحين الذين فازوا بمقاعد في الغرفة السلفى. ويتوقع الكثير من المراقبين أن تسفر النتائج النهائية للانتخابات التشريعية بتسجيل تقارب في عدد المقاعد بين التشكيلات السياسية، مع نيل الأحرار حصة معتبرة من المقاعد. وتوحي كل المؤشرات إلى أن البرلمان القادم سيكون فسيفساء، يجمع العديد من التشكيلات السياسية، ما يعني، فرضية إقامة تحالفات بين مختلف الأحزاب السياسية من اجل تشكيل حكومة توافق وطني، لتسيير المرحلة المقبلة وبناء الجزائر الجديدة التي يطمح إليها الجميع. ويتوقع محللون أن تساهم هذه المحطة في استكمال بناء مؤسسات الدولة، والمساهمة في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد، مع تلبية متطلبات الشعب وطموحاته وآماله.