يتجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى تشكيل حكومة توافق أو "إئتلاف"، من خلال المشاورات السياسية الموسعة التي باشرها أمس، مع التشكيلات الفائزة في تشريعيات 12 جوان، حيث كانت البداية مع صاحبي المرتبة الأولى في البرلمان ويتعلق الأمر بكل من حزب جبهة التحرير الوطني وكتلة الأحرار. تتجه الأنظار نحو ما ستتمخض عنه المشاورات الموسعة التي يجريها رئيس الجمهورية مع مختلف التشكيلات السياسية، الممثلة داخل مبنى زيغود يوسف، بشأن تشكيلة الحكومة المقبلة، حيث استقبل أمس، الرئيس تبون كلا من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ووفدا عن كتلة الأحرار وفق ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية، مع الإشارة إلى أن الأفلان جاء في الريادة من حيث المقاعد في البرلمان ب 98 مقعدا، متبوعا بالأحرار الذين حلوا في المرتبة الثانية ب 84 مقعدا. وجاء في بيان رئاسة الجمهورية "في إطار المشاورات السياسية الموسعة لتشكيل الحكومة، استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم" أمس" الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي". كما استقبل الرئيس "وفدا عن ممثلي الأحرار، يقوده عبد الوهاب آيت منقلات، يتكون من السيدة والسادة: علي مونسي، الساكر بري، عبد الحميد بلكحل، بن عودة بطاهر الحاج، عبد القادر قوري وفاطمة بيدة". وحسب بيان الرئاسة، فقد حضر الاستقبال نور الدين بغداد الدايج مدير ديوان رئاسة الجمهورية، محمد الأمين مسايد الأمين العام لرئاسة الجمهورية وبوعلام بوعلام مستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية والقضائية. وقال بعجي عقب اللقاء إن المناقشات تمحورت حول "سير الانتخابات التشريعية والظروف التي جرت فيها مع تحليل نتائجها من جميع النواحي"، فضلا عن "الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد وسبل النهوض بالتنمية بصفة عامة". وأضاف أنه قام ب"استعراض النظرة المستقبلية للحزب فيما يخص الحكومة المقبلة والمجلس الشعبي الوطني، استنادا الى نتائج انتخابات 12 جوان"، مضيفا أن الحوار بين الطرفين كان "صريحا وشفافا". وتابع قائلا: "استمعنا الى توجيهات الرئيس حول الوضعية العامة في البلاد وكيفية النهوض بها بإشراك الجميع"، مؤكدا على أهمية مشاركة الأحزاب الفائزة في تشريعيات 12 جوان من أجل "مستقبل البلاد من كافة الجوانب". من جهته قال النائب عبد الحميد بلكحل، نيابة عن وفد ممثلي الأحرار، "حظينا بجلسة مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لمسنا من خلالها أريحية تامة في الحوار بيننا كمجموعة من النواب الأحرار ورئيس الجمهورية الذي كان مستمعا جيدا لكل ما تم طرحه". كما أكد بلكحل أن رئيس الجمهورية "كان ملما بكل الحيثيات وبكل ما يحدث في الوطن العزيز"، مشيرا الى أنه لمس لدى الرئيس تبون إرادة في "تجسيد كل الاصلاحات التي وعد بها، بدءا بهذه الانتخابات التشريعية ومرورا بكل ما ورد في برنامجه الرئاسي". ومن المقرر أن يواصل رئيس الجمهورية عبد المجيد سلسلة المشاورات مع باقي التشكيلات السياسية الأخرى، بهدف بلوغ حكومة توافق وطني، وهو السيناريو الذي يطرح نفسه بقوة، في ظل المؤشرات السياسية الراهنة، وأيضا في ظل المواقف التي أبداها رؤساء الأحزاب الفائزة في تشريعيات 12 جوان. وفي اتصال مع "الجزائر الجديدة" ثمن النائب رضا جواهرة الخطوة التي باشرها رئيس الجمهورية الرامية الى بلوغ التوافق بشأن تشكيلة الحكومة المقبلة، معتبرا أن الشرعية التي يحوزها رئيس الجمهورية تتيح هذا الخيار، معتبرا أن الظروف التي تعيشها البلاد والتحديات التي تواجهها خاصة على الصعيد الاقتصادي تفرض تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الحزبية. وفي هذا السياق يرى النائب جواهرة عن حزب جبهة التحرير الوطني خيار الذهاب نحو حكومة توافق تفرضه التحديات الراهنة، داعيا إلى تضافر الجهود لإنجاح هذا المسعى، معتبرا أن رئيس الجمهورية يملك نظرة استشرافية بشأن توليفة الحكومة المقبلة التي ستحمل على عاتقها رهان إحداث الوثبة الاقتصادية الحقيقية، بعيدا عن ريع النفط.