أبدى سكان بلدية عين الإبل الواقعة جنوب ولاية الجلفة استياءهم للوضعية المزرية التي يعيشونها في ظل فقدان أبسط الشروط الملائمة للعيش. الطرق غير مهيأة تعزل أهل المنطقة أكبر ما يعانيه أهل المنطقة يسجل على مستوى الطريق الرئيسي الذي يشق البلدية والبالغ طوله 75 كلم، حيث تقع مسعد في الجنوب على بعد حوالي 35 كلم والولاية في الشمال على ببعد مسافة 40 كلم، ونظرا لتآكل الطريق خاصة الجزء الجنوبي البالغ طوله 2 كلم فلم تعمل السلطات على إعادة تهيئته وتزفيته وإنما لجأت إلى تعطيل الحركة به وتوقيف النقل الرابط ين عين الإبل ومسعد وتحويله إلى الولاية، حدث هذا منذ التسعينات بعد أن كان هذا الطريق يشهد حركة متواصلة لمختلف أنواع المركبات بما فيها سيارات الأجرة وحافلات نقل المسافرين، وبالتالي فمن أراد الذهاب إلى مسعد فعوض اختصار المسافة قطع 35 كلم فإنه يضطر إلى التنقل للولاية بقطع مساف 40كلم ثم التوجه إلى مسعد يقطع 75 كيلومتر على الطريق الوطني رقم واحد الواقع غرب دائرة عين الإبل. بالإضافة إلى ذلك فإن الجزء الشمالي من الطريق المؤدي إلى الولاية يعرف هو الآخر نقص التهيئة خاصة على بعد 14 كلم من الدائرة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حوادث المرور في كل عام بهذا الطريق خاصة في فصل الشتاء أين يكثر الجليد بهذه المنطقة التي تعرف في بعض الأحيان حالة تجمد نظرا لارتفاعها، كما أن هذا الطريق تكثر به الإلتواءات. كل هذا زاد من معاناة أهل المنطقة وجعلهم في عزلة تامة بالرغم من توفر المنطقة على مؤهلات تجعلها من المفروض تحوز على اهتمام السلطات المحلية وحتى الولائية، حيث تعتبر المنطقة الأولى من حيث الثروة الحيوانية على مستوى الولاية، بالإضافة إلى توفرها على أكبر سوق للمواشي الواقع بمنطقة عين الرومية في الشمال الغربي للبلدية والذي يشهد حركة دؤوبة من كل ربوع الوطن وحتى من دول المغرب العربي، إضافة إلى تربعها على معالم أثرية فريدة كعين الشرشارة التي نسبت إليها تسمية المدينة، وباب الحارة وبعض المساكن القديمة التي يعود تاريخها إلى حقبة ما قبل الاستعمار، كما أن للمنطقة بعد اقتصادي هام بتوفرها على مصنع تكسير الحجارة وكذا مصنع الإسمنت الذي بدات أشغاله منذ مدة. سكنات هشة توشك على السقوط ولا تتوقف معاناة أهل المنطقة على الطرق بل تتعدى إلى أكثر من ذلك، حيث يعاني هؤلاء من السكنات الهشة والتي لا تتماشى وتطلعاتهم حيث معظمها سكنات قصديرية وبعضها أسقفها من قصب، وبعضها الأخر بالطوب ومن بين هذه السكنات حي نقاف سعد وباب الحارة التي تعتبر من الأحياء الشعبية في المنطقة أين تكثر السكنات القديمة التي أغلبها يعود إلى فترة ما قبل الاستعمار. ونظرا لتخوف المواطنين من سقوط هذه السكنات في أي لحظة خاصة أثناء موسم الأمطار فإنهم في كل مرة يناشدون السلطات المحلية ترحيلهم إلى سكنات لائقة والإحتفاظ بهذه السكنات كمعالم أثرية تشهد عن الحقبة الإستعمارية وما قبلها، لكن السلطات وفي كل مرة تعد بالتكفل بهؤلاء غيرأنه في الواقع ليس الأفعال كما الأقوال فمرة الوعود بالترحيل وأحيانا الوعود بإعادة الترميم، وأمام هذا وذاك يبقى أهل المنطقة ينتظرون وصامدون أمام معاناتهم وتخفوهم من سقوط هذه البيوت فوق رؤوسهم خاصة وأن تلك المباني تعرف تشققات في الأسطح والجدران مما يسمح بدخول مياه الامطار بسهولة.الافتقار لعدة مرافق جوارية والأكثر من ذلك فإن المنطقة تفتقر لأهم المرافق الجوارية كالمستشفى، أين تتوفر على قطاع صحي يبقى تابع لدائرة مسعد ومع ذلك فإنه يشهد عجزا كبيرا في التغطية الصحية من حيث الوسائل والأدوية الضرورية، كما يشهد خدمات صحية سيئة أين تحوّل معظم الحالات إلى المستشفى الأم مسعد في حين لا يتوفر هذا القطاع سوى على مخبر للتحاليل الطبية والذي لا يقوم بكل التحاليل وإنما ببعضها فقط وسيارة إسعاف واحدة للطب العام الذي يشهد اكتظاظا بأهل المنطقة البالغ عددهم 28 ألف نسمة ليس هذا فقط وإنما السكان متذمرون على أوضاعهم المزرية، نظرا لوجود المحكمة التي تنتسب إليها معظم قضاياتهم وكذا مصلحة الضرائب ومكتب التسيير العقاري في مسعد رغم أن عين الابل دائرة مثلها مثل مسعد. ويبقى هؤلاء يطالبون السلطات المحلية إعادة النظر في نقل هذه المرافق إلى دائرتهم والإسراع في فتح الطريق الرابط بينهم وبين مسعد على الاقل في الوقت الراهن.ورغم التوسيع العمراني الذي تشهده هذه المدينة ضمن المخطط الخماسي لفخامة رئيس الجمهورية فإن المنطقة تبقى تفتقر إلى سوق يومي مغطى وكذا حديقة للتسلية التي تبقى من تطلعات أهل المنطقة.