لجأ الكثير من مرضى الجهاز التنفسي والمصابون بفيروس كورونا بولاية قسنطينة، إلى الاستشفاء المنزلي بعد تشبّع المؤسسات الصحية وعدم توفر الأسرّة في أقسام كوفيد، حيث اضطر مواطنون إلى شراء عبوات الأوكسجين من مؤسسة «ليند غاز» بأثمان تزيد عن 5 ملايين سنتيم ناهيك عن تكاليف العلاج المنزلي، فيما طالبوا بتخفيف الإجراءات الإدارية لاقتناء هذا النوع من الغاز الطبي. و أكد أطباء من مستشفيات البير وديدوش مراد، فضلا عن المستشفى الجامعي، أن نسبة استهلاك الأوكسجين الطبي قد تضاعفت بأكثر من 10 مرات منذ نهاية شهر جوان المنصرم، حيث أوضحوا أن تسجيل هذا الارتفاع ليس فقط بسبب الزيادة الكبيرة في عدد مرضى كوفيد 19، بل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة التي تؤثر سلبا على المصابين بأمراض تنفسية مزمنة، إذ أن إدارات المستشفيات تقوم يوميا بملء الخزانات، وهو ما أكده لنا أيضا مدير المستشفى الجامعي الذي صرح، أنه يتم إمداد خزان المؤسسة بشكل يومي كما يتم استهلاك ما يفوق 8 آلاف لتر يوميا من هذا الغاز الطبي. وأمام هذا الوضع لم تتمكن الطواقم الطبية في ظل الضغط الكبير، من التكفل بجميع الحالات، حيث لجأ العديد من المواطنين إلى اقتناء العبوات من مؤسسة ليند غاز بالمنطقة الصناعية بالما، حيث ذكر لنا أحد المواطنين الذي قدم من مدينة أم البواقي أنه وفي ظل عدم توفر مكثفات الأوكسجين العادية، اضطر إلى اقتناء جهاز ضخ وعبوة غاز الأوكسجين الطبي من المؤسسة إذ أن والدته تعاني من مشاكل تنفسية، كما أنه تجنب التوجه إلى المستشفى خوفا من تعرضها للعدوى. وتعرف مكثفات الأوكسجين المستعملة لمساعدة المصابين بالاضطرابات التنفسية ندرة كبيرة في السوق، كما أن سعر الجهاز وصل إلى 14 مليون سنتيم بعد ارتفاع الطلب عليه منذ شهر ماي المنصرم، وهو ما جعل مرضى الجهاز التنفسي في مواجهة وضع صعب منذ بداية الجائحة. وأكد لنا مواطنون، أنهم اضطروا إلى اقتناء العبوات إثر إصابة أقارب لهم بفيروس كورونا، حيث ذكر أحدهم للنصر أن والده خضع للعلاج لمدة 6 أيام بالمؤسسة الاستشفائية البير، ثم تم توجيهه إلى الاستشفاء المنزلي بعد استقرار حالته لكن الأطباء نصحوه باقتناء عبوة أكسجين لاستعمالها في المنزل وهو ما تم، إذ اشتراها بمبلغ 52 ألف دينار كما أنه يجلب في كل مرة ممرضا بمبلغ ألفي دينار. وذكر مواطن آخر يقطن بعلي منجلي، أنه اشترى عبوة أوكسجين لكنه عانى الأمرين طيلة يومين قبل الحصول عليها، إذ أن ملف اقتنائها يتطلب المرور على مؤسسة ليند غاز و مصالح الأمن، فضلا عن مديريتي الصحة والنقل، كما أن سعر القارورة يقدر ب 52 ألف دينار إذ تقوم المؤسسة بحجز مبلغ مليوني سنتيم إلى غاية إعادة العبوة. وطالب أقارب المرضى، بضرورة التقليل من الإجراءات الإدارية التي وصفوها بالمرهقة، وذلك مراعاة للضرورة التي تفرضها الوضعية الوبائية، فضلا عن حالة المرضى التي تتطلب سرعة في العلاج، حيث ذكروا أن الحصول على العبوة يتطلب على الأقل ثلاثة أيام بسبب التنقل من مديرية إلى أخرى. وأكد لنا مدراء مؤسسات صحية وأطباء، أن الأمر لا يشكل أي خطر على المرضى، حيث أن اقتناء العبوات قد تزايد خلال الفترة الأخيرة فقط بسبب التخوفات من مضاعفات مرض كوفيد، مشيرين إلى أن العديد من المصابين بالأمراض التنفسية كانوا يستخدمون هذا النوع من العلاج في المنازل قبل الجائحة، كما دعا محدثونا المرضى وأهاليهم إلى حسن استخدام هذه التجهيزات التي قد تشكل خطرا في حال عدم استخدامها بشكل مطابق للتوصيات التقنية. ولفت محدثونا، إلى أن المستشفيات لجأت هي الأخرى إلى اقتناء هذه العبوات وإدراجها ضمن مخزونها الاستراتيجي، إذ يمكن ربطها أيضا بشبكات الأوكسجين الداخلية للمؤسسات الاستشفائية، كما أكدوا أنه قد عرض عليهم مؤخرا شراء قارورات مهربة من دول أجنبية ولا تحمل أي أرقام منجمية لكنهم رفضوا لعدم قانونية الإجراء، داعين المواطنين إلى عدم اقتنائها إلا من المصدر الرسمي. وكان المكلف بالإعلام على مستوى مؤسسة ليند غاز قد صرح للنصر، أن المؤسسة لاحظت تزايدا في طلبات الأوكسجين الطبي منذ بداية الجائحة على مستوى ولايات الشرق، حيث أكد أن عملية التزويد تتم وفق برنامج تمليه عدة عوامل، من بينها موعد الطلب والكمية المخزنة لدى المؤسسات الاستشفائية، في حين أشار إلى أن المستشفيات الجامعية هي الأكثر طلبا للغازات الطبية بصفة عامة والأوكسجين بصفة خاصة، لأنها تتوفر على صهاريج تخزين كما تملك القدرة على استقبال أعداد معتبرة من المرضى.