ارتفع عدد الإصابات بوباء "كوفيد 19 " في ولاية تلمسان في الأيام الأخيرة بشكل مخيف، في ظل عدم قدرة الهياكل الصحية على استيعاب الأعداد الوافدة إليها ما ينذر بكارثة صحية. كما تضاعف عدد الموتى، دون نشر الهيئات المعنية لإحصائيات حول الموضوع. ولم يعد المركز الاستشفائي الجامعي لتلمسان قادرا على استقبال المرضى مع نقص مادة الأكسجين. هذا الوضع الخطير جعل نشطاء الحركة الجمعوية ومجموعة من الأطباء يدقون ناقوس الخطر وينظمون حملات توعية وسط المواطنين لتحسيسهم بخطورة الوضع، وضرورة الالتزام التام بالبروتوكول الصحي. كما توجه النشطاء نحو المحسنين وأرباب الأموال لطلب اقتناء أجهزة الأكسجين. خاصة وأن قارورات الأوكسجين في مستشفى تلمسان تنفد بسرعة في ظل الارتفاع المخيف للإصابات. ولدى اتصالنا بالمدير الولائي للصحة والسكان لولاية تلمسان منصور بوخيار قال "إن الوضع في تلمسان أصبح خطيرا وينذر بكارثة حقيقية إذا لم يع سكان الولاية خطورته. والأمور لا تبشر بالخير فالمركز الاستشفائي الجامعي لم يعد قادرا على استقبال المرضى، لأن عددهم يرتفع كل يوم. كما أن مادة الأوكسجين تنفد بسرعة طالما أن المريض يحتاج فقط للأوكسجين". وأوضح أن عدد المصابين لم يستقر مادام أن المرضى يظهرون كل يوم. ولجأ الأطباء إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية وتحسيس المواطنين وطلب المساعدة من خلال تفادي حضور الولائم والأعراس والجنائز والتقيد بالتعليمات الصحية. في ظل محدودية طاقة المركز الاستشفائي الجامعي وبقية الوحدات. من جهة أخرى قامت إدارة المؤسسة العمومية الاستشفائية لولاية سبدو بفتح مصلحة جديدة لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد، بعد الاكتظاظ الكبير الذي يعرفه المستشفى الجامعي لتلمسان. وحسب مدير المؤسسة العمومية محمد بن هيبة فإن المصلحة تتوفر على 35 سريرا، وتستقبل المرضى في حالة غير خطيرة ويتطلبون علاجا مسبقا. وفي ولاية الشلف اعترفت إدارة مستشفى الشطية بخطورة الوضع الصحي بعد دخولها مرحلة التخوف من العجز عن التكفل بالعدد الكبير للمصابين بكورونا بسبب إصابة العديد من الأطباء والممرضين بهذا الوباء. مما ساهم في تقليص عدد العاملين في المستشفى مقابل زيادة عدد المرضى خلال الأيام الأخيرة. ووجهت إدارة مستشفى الشطية نداء إلى المتقاعدين في قطاع الصحة وخريجي المدارس الخاصة للشبه الطبي من أجل الالتحاق بمصلحة كوفيد لتقديم المساعدة في إطار التطوع الإنساني، للحيلولة دون انهيار المنظومة الصحية بفعل الانتشار الكبير للعدوى، نتيجة عدم الالتزام بالبروتوكول الصحي والتهاون في ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي من طرف العديد من المواطنين. خاصة مع ارتياد الأسواق قبل عيد الأضحى والمشاركة في الأعراس والمآتم التي أصبحت أكبر بؤرة لانتشار العدوى للإشارة فإن السلطات الولائية للشلف قررت غلق قاعات الحفلات ومنع الكراسي في المقاهي والمطاعم لتجنب اجتماع روادها وبالتالي التقليل من الإصابات. غير أن هذه الإجراءات تبقى محدودة الجدوى في ظل محدودية التلقيح من طرف المواطنين وحتى العاملين في القطاع الصحي والإسعاف، الذين يرفضون أخذ اللقاح، رغم أنهم يلقحون غيرهم. الأمر الذي أثار الريبة في أوساط العديد من المواطنين. بينما تتواصل جهود الأطباء في توعية الناس بضرورة أخذ اللقاح ضد كورونا لتوقيف انتشار العدوى والتحكم في الفيروس على غرار ما حدث في الصين الذي ظهر به أول مرة.
توجت بوهران المساعي التي قام بها النائب البرلماني رشيد شرشار، عن حركة البناء الوطني، بتوفير 100 قارورة أوكسيجين، نصفها تبرعت بها مؤسسة مغرب للتغليف، سلمت لإدارة مستشفى حي "النجمة" المخصص لعلاج مرضى "كوفيد 19" يوم أمس الخميس. وهذا بعد عجز خزانات هذه المؤسسة، التي تبلغ سعتها 8 آلاف لتر، في توفير الأوكسيجين لكل المرضى المتواجدين فيها. وهي التي بلغت مرحلة التشبع منتصف الأسبوع الماضي، مع تسجيل أكثر من 15 وفاة، حسب مصادر من عائلات المرضى. ما تطلب الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية التي نصبت خيمتين عند مدخل مصلحة الاستعجالات لتوفير الأوكسيجين للمرضى الوافدين يوم العيد. في الوقت الذي تواصل جمعيات المجتمع المدني حملاتها التضامنية مع المصابين بالوباء وذويهم، بتوفير وجبات الغذاء والأفرشة وشراء الدواء للمعوزين منهم. وكانت السلطات المحلية لولاية وهران قد أعلنت قبل بداية الشهر الجاري عن فتح المستشفيات الجديدة في قديل، الكرمة وواد تليلات لتدعيم إمكانيات استقبال مرضى "كوفيد". إلا إنها أعلنت أمس الأول أن هذه المستشفيات ستفتح بداية شهر أوت القادم، كون تجهيزها وتهيئتها لهذا الغرض لم تكتمل. علما أن هذه المستشفيات انطلق إنجازها في عهد الوالي عبد المالك بوضياف سنة 2014، وانتهت أشغالها منذ أكثر من سنتين، ولم تفتح لاستقبال المرضى إلى اليوم. وبالتالي ارتفع الضغط على مستشفى حي "النجمة" إلى حد لم يعد يطيقه كهيكل، إضافة إلى الإرهاق الكبير الذي مس العاملين فيه الذين يعملون ليل نهار ودون توقف في ظروف خطيرة على حياتهم. وفي الوقت الذي كان سكان الولاية ينتظرون إجراءات استعجالية من السلطات المحلية، منذ إعلان الموجة الثالثة لهذا الوباء، الذي دخل أسبوعه الرابع، للمجابهة هذا الخطر، وفي ظل الانتشار الرهيب للأوساخ والقمامات ومخلفات عيد الأضحى في كل الأحياء والشوارع، قامت سلطات ولاية وهران بحملة ليلية أمس الخميس لتعميق الشوارع والطرقات، التي مازالت الأوساخ مكدسة فيها. كما لم تتوقف عن تعبيد وتزيين الطرقات التي من المنتظر أن يسلكها الوفد الذي سيرافق الوزير الأول، المرتقب أن يتنقل إلى وهران لتوزيع السكنات. مع الإشارة إلى أن والي الولاية لم يكلف نفسه عناء التنقل إلى أي من مستشفيات الولاية، ومنها مستشفى حي "النجمة"، الذي يعالج فيه مرضى "كوفيد 19" لاتخاذ الإجراءات المستعجلة لحل مشكل نقص الأوكسيجين، وهو المستشفى الذي أنجده المتطوعون والمحسنون. ويجابه إطارات قطاع الصحة والعاملون فيه وحدهم الوباء، في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات الأطباء والمواطنين مطالبة بفرض إجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء، في ظل التساهل الملحوظ في تطبيق الإجراءات الوقائية. ل. بوربيع