كشف المُكلف بالإعلام في المديرية العامة للحماية المدنية النقيب نسيم برناوي، اليوم الثلاثاء، أن 24 حريقًا لا يزالُ مُشتعلا بولاية تيزي وزو لوحدها. ورجح المتحدث، في تصريح صحفي، ارتفاع عدد الحرائق بسبب موجة الحر. وقال المُتحدث، إن مصالحة تعمل حاليا على إخماد 69 حريقا عبر 17 ولاية،منها 24 حريقا لا يزال مشتعلا بولاية تيزي وزو لوحدها. وقال برناوي إن عدد الحرائق مرشح للارتفاع بسبب موجة الحر التي تشهدها المنطقة والرياح، مشيرا إلى أنه يتم التنسيق مع الجيش والأمن لاحتواء الحرائق. وخلَفت ألسنة النيران التي أتت، أمس، على مناطق مُتفرقة من البلاد، خسائر بشرية ومادية ثقيلة، ففي ولاية تيزي وزو توفي خمسة، فيما تم إجلاء المئات من العائلات نحو عاصمة الولاية مساء أمس الأول. وقضى سكان أكثر من 12 بلدية بولاية تيزي وزو، ليلتين استثنائيتين بسبب النيران التي اندلعت بأعالي الجبال، مساء الأحد، في حدود الساعة الثالثة زوالا أدت إلى حجب أشعة الشمس وتحول لون السماء إلى اللون البرتقالي ولم يعد السُكان قادرون على التنفس بسبب الدخان الكثيف الذي انتشر بقوة في البلديات المُتضررة، وأرهق كثيرًا الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، على غرار مرضى القلب وداء السكري وتسببت أيضا بصعوبات في التنفس لدى عديد من مرضى ضيق التنفس وضغط الدم. وتسببت الحرائق التي اندلعت في كل من دائرة "الأربعاء ناث إيراثن" و "بني يني" و"عزازقة" و "واسيف" و "أقني قغران" في اتلاف العشرات الهكتارات من الغابات والأراضي الفلاحية في ظرف ساعات قليلة، وقد امتدت ألسنة اللهب لتشمل المجمعات السكنية التي لا تبعدُ كثيرًا عن المناطق الغابية، حيث تم إجلاء المئات من العائلات من لهيب النيران التي وصلت إلى مشارف مساكنهم إلى عاصمة الولاية حيث تم إيواءهم في فنادق تابعة للخواص وقاعات الحفلات ومنشآت تربوية ورياضية، وتزامُنًا مع تم إطلاق هبة شعبية لتزويدهم بالمؤونة الغذائية، ناهيك عن السيارات والمجرورات والحاصدات والشاحنات التي احترقت بالكامل ببلدية "آيت عقواشة" بدائرة الأربعاء ناث إيراثن. وتكبد الفلاحون خسائر مادية كبيرة بسبب النيران التي حاصرت القرى من كل صوب وحدب، حيث أتلفت 17 مفرخة دواجن ناهيك عن محاصيل الكروم وأشجار الزيتون التي تأثرت بشكل كبير منها، كما تسببت ألسنة اللهب في إتلاف مُؤسستين صناعيتين ببلدية "واسيف" وأتلفت أيضا شبكة الهاتف الثابت والمتنقل وأعمدة الكهرباء وهو ما تسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي عبر العديد من البلديات. وكشفت مصادر طبية ل "الجزائر الجديدة" تسجيل ما يزيد عن 32 ضحية من المدنيين لحد الساعة، بينهم عائلة أبيدت بالكامل خلال انفجار محطة بنزين بعين الحمام لحظة وجود سيارتهم التي كانت تُقلهم هُروبًا من ألسنة النيران. وتم إجلاء 1082 عائلة في اقامة جامعية وقاعة حفلات "مدوحة" وفندقين للخواص وتم توزيع آخرون على بيوت تابعين لمواطنين في ولاية تيزي وزو.