بينما راهن البعض على جعل الجريمة المروعة والاليمة التي تعرض لها الشاب جمال بن سماعيل، بدائرة الاربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو، عاملا لضرب اللحمة الوطنية، جاءت النتيجة معاكسة. بداية، كان رد والد المغدور جمال بن سماعيل، اكثر من حكيم وواع بما يحاك ضد البلاد، عندما سارع الى وأد نار الفتنة في مهدها، وذلك من خلال دعوته الجزائريين عموما وابناء خميس مليانة خصوصا مسقط راس الضحية، الى التعقل، وتاكيده على ان " القبايل إخوتنا". بعض المتهورين وأصحاب النوايا السيئة حاولوا استغلال هذه الجريمة الشنعاء لاعتبارات من شانها ان تضر باللحمة الوطنية، في هذا الظرف الحساس، الا ان صوت الحكمة كان هو الغالب في مختلف الفيديوهات التي بثت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث جنح اغلب المتدخلين عبرها، الى التهدئة وتفويت الفرصة على المتربصين في الداخل والخارج، والتركيز على اطفاء الحرائق التي تجتاح البلاد. ومن سوء حظ المتآمرين، تجند الكثير من سكان منطقة القبائل، وعلى راسهم مواطني دائرة الاربعاء ناث ايراثن، للرد على مرتكبي هذا الفعل الاجرامي، واعتبار منطقة القبائل برمتها بريئة من دم جمال المغدور، وتحميل المسؤولية فقط، للاطراف التي تورطت مباشرة في تصفية الشهيد جمال بتلك الوحشية منقطعة النظير، واعتزامهم الاقتصاص لجمال عن طريق تقديم المجرمين الى العدالة لينالوا جزاءهم في الدنيا قبل الاخرة، كما جاء في احد الفيديوهات على اليوتيوب. سكان دائرة الاربعاء ناث إيراثن اصدروا بيانا منذ البداية، جاء فيه "ان سكان الاربعاء ناث ايراثن ينحنون اجلالا واحتراما امام ذاكرة وروح الفقيد ويعزون عائلته واقاربه وكل سكان مدينة خميس مليانة"، كما قدموا "اعتذارهم الصادق"، وتمسكوا بمطلب " تحقيق العدالة وكشف كل ملابسات قتل وحرق الشهيد جمال". وبعد ان استقبل الجزائريون في مختلف ربوع الوطن، الجريمة بحكمة بالغة، واستطاعوا تحويل الفاجعة من وسيلة لضرب الوحدة الوطنية الى اسمنت لصيانة اللحمة الوطنية من خلال محاصرتهم لبؤرة الازمة المتفاقمة عبر الوسائط الرقمية، جاء التجاوب من قبل السلطات العليا باعلانها القبض على المتورطين في الجريمة، لتتم بذلك واد الفتنة في مهدها.