استطاع النابغة إياد عبد المومن مشقق صاحب 13 ربيعا أن ينجز عدة مشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي، وتكتسي هذه المشاريع أهمية بالغة للمجتمع، ومنها مشروع ذكي للتعرف على الإصابة بفيروس كورونا من خلال صور أشعة سكانير، ومشروع آخر للتعرف على الأمراض الجلدية، ومشروع اكتشاف وجود نيران بالاعتماد على جهاز إنذار وغيرها من المشاريع الأخرى التي حققها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. ويملك هذا الطفل النابغة المتمدرس في السنة الثالثة متوسط بمتوسطة محي الدين دربال بأولاد يعيش بولاية البليدة عدة مؤهلات بالرغم من صغر سنه، واستطاع أن يسبح طويلا في عالم الكمبيوتر والبرمجيات، كما أنه يحسن ثلاث لغات يتحدثها بطلاقة كبيرة وهي العربية، الفرنسية والانجليزية، كما اقتحم مجال تأليف القصص باللغتين العربية والفرنسية، وكان قد فاز بالمرتبة الأولى في مسابقة أقلام بلادي التي تنظمها وزارة التربية بالتنسيق مع وزارة الثقافة في طبعتها الأولى بينما كان متمدرسا في السنة الخامسة ابتدائي، وذلك عن قصة ألفها باللغة الفرنسية، كما يعد إياد من المتفوقين في الدراسة ويحصل على معدلات ممتازة. التقت "الجزائر الجديدة" إياد عبد المومن وتحدث لنا مطولا بلغة عربية فصيحة خالية من " الدارجة" عن مشاريعه المختلفة، وكيف استطاع الوصول إلى تحقيق كل هذه المشاريع المبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي كانت من الدوافع الأولى لتعمله هي لعبة الشطرنج وتعلقه بألعاب الحاسوب واستفساراته المتكررة حول عملها بالذكاء الاصطناعي، ويخيل لك وأنت تجالس هذا الطفل البالغ من العمر 13 سنة وكأنك تتحدث مع عالم كبير في مجال الالكترونيات والبرمجيات. الحجر الصحي كان دافعا للابتكار يقول إياد عبد المومن بأن العامل المساعد الذي دفعه لتحقيق هذه المشاريع هو الحجر الصحي جراء وباء كورونا الموسم الماضي، حيث استغل هذه الفترة وانقطاعه عن الدارسة للبحث والتعلم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي وصفه بالمجال الرائع، وعرف الذكاء الاصطناعي على أنه إعطاء الآلة قدرة التعلم، مضيفا بأن لتعلم الآلة فيه ثلاثة طرق مهمة هي التعلم العميق، تعلم الآلة، والتعلم المعزز، مشيرا إلى أنه تعلم في البداية لغة البرمجة "البايسن" الأشهر حاليا والأكثر استخداما في مجال الذكاء الاصطناعي، ثم شرع بعدها في تعلم الذكاء الاصطناعي من خلال دراسة بعض النظريات وبدأ في تطبيقها في مشاريع علمية، ومن أهم المشاريع التي أنجزها إياد عبد المومن هو مشروع التعرف على الإصابة بكوفيد 19 باستخدام " مودل" خاص، وأوضح بأن هذا المشروع يمكنه من قراءة صور الأشعة والتعرف مما إذا كان أصحابها حاملين لفيروس كورنا من عدمه، وقال بأنه اعتمد في هذا المشروع على تقنية التعلم العميق، بحيث يعمل بواسطة الشبكات العصبية الاصطناعية، مضيفا بأنه قام في هذا المشروع بتدريب" المودل" على عدة صور للأشعة تحمل فيروس كورونا، وأخرى أشعة طبيعية، بحيث دربه على 4 آلاف صور خاصة بكوفيد 19 و4 آلاف صور أخرى طبيعية كان يحصل عليها من موقع عالمي خاص بهذه الصور، وانطلاقا من ذلك تمكن "المودل" الذي يستخدمه من التعرف على صور الأشعة التي تحمل فيروس كورونا والصور التي لا تحمله، كما أن هذا المشروع عملي ويمكن تطبيقه في الوقت الراهن مع ارتفاع حالات الإصابة بوباء كورونا، بحيث يمكن بمجرد قراءة صور الأشعة تحديد عن طريق استخدام هذا "المودل" ما إذا كان صاحب الصور يحمل فيروس كورونا من عدمه، بحيث وصلت نسبة الدقة في استخدام هذا النموذج إلى 96 بالمائة، ونسبة الخطأ لا تمثل سوى 0.01 بالمائة. مشروع ذكاء اصطناعي للتعرف على أمراض جلدية من المشاريع التي أنجزها النابغة إياد عبد المومن مشقق مشروع آخر مرتبط بالذكاء الاصطناعي يمكن من التعرف على عدة أمراض جلدية، منها سرطان الجلد، بحيث تدرج الصورة في " المودل"وبعدها يعطيك نتيجة نوع المرض الجلدي الذي يعاني منه صاحب الصورة الإشعاعية، وقال بأن هذا "المودل" هو الآخر تم تدريبه بالذكاء الاصطناعي من خلال دعمه بمجموعة من الصور لأمراض جلدية مختلفة منها سرطان الجلد، ومن خلال دراسة هذه الصور يحدد نوع المرض الجلدي الذي يعاني منه صاحبة الصورة، ومن المشاريع التي حققها الطفل المذكور مشروع اكتشاف النار باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة مع انتشار الحرائق في السنوات الأخيرة بالغابات، بحيث أن هذا المشروع قادر على اكتشاف وجود نار وتحديد موقعها عندما تصل لمستوى معين، ويستند هذا المشروع على تثبيت جهاز كاميرا في مكان معين ولما تشتعل النيران يطلق المشروع المذكور جهاز إنذار ويحدد موقع تواجدها بدقة. وفي السياق ذاته صمم النابغة إياد عبد المومن مشقق مشروع آخر باستخدام الذكاء الاصطناعي دائما، وقادر هذا المشروع على التعامل مع فئة الصم البكم من خلال التعرف على بعض الإشارات والأحرف والأرقام الخاصة بلغة الإشارة الأمريكية تحديدا، وقام إياد بتطبيق هذا المشروع من خلال بعض الإشارات البسيطة الخاصة بالصم البكم التي تعلمها، كما له مشروع حول الكشف والتعرف على ألواح الترقيم الخاصة بالسيارات، وفي نفس الإطار استخدم الذكاء الاصطناعي في تقديم عدة ألعاب منها الشطرنج، وأشار مشقق في هذا الإطار بأن الشطرنج يعد من هوايته المفضلة، وشارك مؤخرا في البطولة الجهوية للشطرنج واحتل المرتبة الأولى المؤهلة للبطولة الوطنية في صنف أقل من 14 سنة، كما كان قد فاز بالمرتبة الأولى في مسابقة أقلام بلادي في طبعتها الأولى، وفي السياق ذاته ألف إياد مؤخرا قصة باللغتين العربية والفرنسية بعنوان " دموع وطني "