أنيسة .ب الكراتي و الجيدو .. من رياضة إلى وسيلة للدفاع عبّر العديد من الأولياء الذين صادفتهم الجزائرالجديدة ، و هم بصدد تسجيل أبنائهم في أحد قاعات الرياضة المتواجدة بباب الزوار عن أهمية الرياضة في حياة الطفل، و بالخصوص على سلوكه و صحته العقلية و البدنية، باعتبارها متنفسا يفجر من خلالها جمّ طاقاته و حيويته ، و المعروف عن الرياضة أنها تساعد على زرع الأخلاق و السلوك الحسن في نفسية الطفل ، فهي تربي الطفل على الهدوء و الرزانة و الاحترام ، و لكن قليل من الأولياء من ينظر إلى الأمر بهذا المنطلق ، كون معظمهم يعمدون إلى تعويد أبنائهم على رياضات الدفاع من أجل التصدي للأعداء و المخاطر، و يقول السيد كمال الذي وجدناه رفقة ابنه مصطفى ينتظر دوره لتسجيله ،أن الوقت الحالي هو من فرض الإقبال على مثل هذه الرياضات لأن الاعتداءات أضحت بصورة يومية و في كل مكان، و حتى المدرسة لم تسلك من هذه التصرفات ، و صارت الاعتداءات على الأطفال تتصدر عناوين الجرائد ، وكذا الخطف الذي يلزم الأولياء لمرافقة أبنائهم أينما تواجدوا ، فالحياة هي مجموعة من المخاطر التي يجب على الطفل أن يتعلم كيفية إنقاذ نفسه منها إن حلّت واحدة عليه في يوم ما .
ميولات الطفل الرياضية.. آخر ما ينظر إليه عندما يفكر الأولياء في تسجيل أبنائهم لدى القاعات الرياضية ، فإنهم ينظرون إلى كل المعطيات الخارجية التي تمكنهم من ذلك ، لتبقى رغبة الطفل و ميولاته و النظر إلى ما يشد انتباهه و يطرح مخيلته و أفكاره آخر اهتمامات الأولياء ، و تؤكد المختصة النفسانية (ك.م)أن الأولياء عندما يرغبون في تسجيل أولادهم في أحد قاعات الرياضة، فإنهم لا يكترثون لرغبة أبنائهم لسبب بسيط، وهو درايتهم بمصلحة الطفل ، كونه صغير لا يقدر على الاختيار و الظفر بالرأي الصائب ، فيفرضون عليه رياضات أهمّها الرياضات القتالية التي سببها العنف الذي اعتنقه المجتمع كقاعدة في الحياة ، و لذلك فإن الأولياء بتصرفهم هذا يعملون على إكراه الطفل على ما يقوم به و إبعاده عن هواية يريدها ، و هو ما سيشكل عقدة في نفسه عندما يكبر ، و على الأولياء أن يعطوا الطفل مجالا ليبرز فيه اهتماماته ، كون حب الشيء و التعلق به هو نصف النجاح فيه و السبب الأول في التميز مستقبلا في المجال الذي اختاره. الجنس اللطيف يزاحم الرجال في الرياضات القتالية أصبحت الرياضات القتالية ملاذ حواء ، تسدُ بها أوقات فراغها و متنازلة عن الرياضات التي تعد حكرا عليها، و بذلك تندفع لمنافسة الرجل في عقر مملكته التي يمارس فيها أعنف الرياضات ، و هو إقبال ملفت للإنتباه، تقول أمينة التي قررت أن تمارس "الكاراتي" عن حب و قناعة، في الوقت الراهن ليس هناك أفضل وسيلة للدفاع عن النفس أكثر من الهجوم، و بالخصوص لدى المرأة التي تجد صعوبات في حياتها اليومية ، لا لشيء سوى لأنها أنثى أو مخلوق ضعيف ، قررت أمينة و غيرها كثيرات التخلص من هذه النظرة بالفعل و ليس بالقول ، و لا توجد وسيلة أفضل من الرياضة من أجل فرض الذات، و تضيف أمينة أنها كانت توّدٌ أن تنظر إلى مثل هذه الرياضات بنظرة واعية و ثقافية أكثر كونها فن بالدرجة الأولى ،و لكن الواقع المعاش يفرض أن تكون الفنون القتالية هجومية بحتة من أجل حماية الذات و الدفاع عن النفس ، نظرا لقساوة المجتمع على المرأة ، و بالخصوص في الشارع الذي لا يرحم المرأة من مخاطره .