شخصية غريبة و فكر متحرر لا شك أن التقدم في مجال المعلوماتية أهم ما يميز عصرنا الراهن ، فالانفجار المعرفي يسيطر على المعلومة ، و يسيطر على تشكيل العقل و القيم و السلوكيات خصوصا عند الطفل باعتباره أرض خصبة قابلة للاكتساب و المعرفة على أنواعها ، الجزائرالجديدة خرجت إلى الشارع الجزائري و حاورت بعض الأولياء عن تأثر أبنائهم بالعولمة و مجتمع المعلوماتية الذي نعيش فيه ، أخبرتنا سهيلة أم لطفل في الخامسة عشر من عمره ، مدمن على ألعاب الفيديو، قائلة صحيح أن هذه العولمة لها إيجابيات كبيرة فهي تسهل الحياة الاجتماعية و تبسطها ، لكن من جهة أخرى أرى أن سلبياتها هي الأخرى عديدة ، فابني يبقى ساعات طويلة و هو جالس على الأنترنيت و الألعاب الإلكترونية ، و هذا ما أدى إلى تراجع تحصيله الدراسي و اكتسابه لشخصية متحررة و هذا ما بات يقلقني كثيرا . عنف شديد و سلوكات خطيرة تعتبر معظم ألعاب الفيديو ، والأفلام الكرتونية التي تبث في التلفزيون و يتابعها البعض على شكل أجزاء على الشبكة العنكبوتية محيطا مملوء بالسلوكيات الدخيلة على المجتمع الجزائري ، فمعظم الألعاب تستند إلى اقتحام البطل لمدينة أو منزل أو ترأس عصابة ، فهذه الرؤية تفسر العقلية العنفية لما تنشره من تهور و سرعة ، فيكتسب الطفل صفة التوتر الشديد و المبادرة و المغامرة و التهور ، دون تحمل عواقب الأفعال ، فمعظم الأطفال أصبحوا سريعي الانفعال و عديمي الصبر ، و هذا ما أكده لنا بعض الأولياء ، حيث أخبرتنا نجاة أم لثلاثة أطفال مشيرة بشأن العولمة أن لها أثرا مباشرا على سلوكيات الأطفال ، حيث يظهر ذلك على تصرفاتهم و تعاملاتهم ، و الشيء الذي لاحظته على أبنائي أن معظم ممارساتهم صارت تطبعها السرعة ، فهم يتناولون طعامهم بسرعة و الدراسة بسرعة و البحث بسرعة ، كما أنهم باتوا يتصرفون بكل عدوانية ، مريم أستاذة التعليم الإبتدائي شاركتنا الحديث، و أخبرتنا أن العولمة أصبحت رسالة موجهة من العالم الغربي إلى الطفل بصورة نمطية محددة ، كانت في السابق رسالة غير مباشرة ، لكن في وقتنا الحالي في أي وقت تشغل شاشة التلفزيون حيزا من حياة الطفل فإننا سنلمس الخطر على الطفل الذي يجد نفسه منساقا وراء هذا الخطر باعتباره صفحة بيضاءنكتب عليها ما نشاء . الطب النفسي : دخول الطفل عالم العولمة يفقده خصوصيته بات التطور التقني و التعرض لمختلف القنوات له تأثيره على جميع أفراد المجتمع بشكل مباشر، فما بالك الطفل الذي يكون عرضة لتأثيرات متعددة و سريعة لا يكاد يعيها ، مثلما يكتسب الطفل قيما إنسانية بعيدة عن التي وجد فيها ، باعتباره عضوا داخل المجتمع ما يساهم في تكوين شخصيته ، و بهذا يتشكل خطر كبير على أخلاق الطفل و سلوكه ، إضافة إلى تغيير في خصوصيته و انشغالاته ، لذا يجب أن تلعب الأسرة دورا بارزا في حياة الطفل بحمايته من الأخطار الناجمة ، مثلما يتوجب على الأولياء إبعاد المحتويات غير اللائقة عن متناول الأطفال، لأن الطفل يهوى تقليد الأدوار و تقمصها ، و بذلك يقع في الخلط بين الحقيقة و الخيال ، و لا يدرك الجانب الخفي من وراء ما يتلقاه ، مما يعرضه لبعض التأثيرات مثل الأرق و قلة النوم و سوء التغذية ، و ذلك نتيجة قضاء أوقات طويلة في التعرض للفضائيات و ألعاب الفيديو و غيرها مما يؤثر على شخصية الطفل .