لم يبق على امتحان شهادة البكالوريا سوى ستة شهور بعدما حدد توقف الدروس في 10 ماي المقبل ،هذا القرار الذي قابله التلاميذ بالرفض و شن "حرب "على إجراءات بن بوزيد التي اعتبرها هؤلاء تقديرات تفرض عليهم في آخر المطاف من دون إشراكهم في القرار ، و يدفعون هم الثمن في الأخير ، الجزائرالجديدة وقفت في موضوع الساعة الذي صار يؤرق الأولياء و التلاميذ على حدّ سواء . أنيسة.ب تلاميذ الباكالوريا بين حمىّ الإضرابات و شبح الرسوب بكثير من الأسى قابلنا بعض التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان مصيري كشهادة البكالوريا ، و السبب يعود إلى المشاكل و الإضرابات التي تعرقل مسارهم الدراسي في كل سنة ، و كأنها صارت بمثابة ملح الطعام من دونه تفقد النكهة ،فلا يكاد يمضي عام من دون أن تكون هناك "قنابل" من الاحتجاجات و الإضرابات من و إلى مبنى بن بوزيد ، يقول محمد طالب في الثالثة ثانوي ،أن امتحان مصيري كشهادة البكالوريا يخلق في النفس الكثير من التوتر و القلق كونه يتعلق بمستقبل بأكمله ، و النجاح فيه يعتبر بمثابة مفتاح للمستقبل ، و لكن ما يزيد الطين بلّة في كذا موقف هو الإضرابات و المشاكل التي يعاني منها قطاع التربية ، و التي يدفع ثمنها التلميذ و الذي يكون التحكم في مصير نجاحه في غالب الأحيان ، مردفا أن شبح الرسوب يطارده في كل لحظة هو و زملاؤه ،كونهم يعانون الكثير من الضغط النفسي ، فهم مقبلون على اجتياز امتحان مصيري من دون الاستيعاب الجيد للدروس ، فالأساتذة يقومون بالإسراع في إلقاء الدروس وهذا من أجل إنهاء المقرر ، مهملين بذلك قدرة الاستيعاب لدى التلميذ ، و هناك من يعمد إلى إثقال كاهل الطلبة بالتمارين و الواجبات المنزلية و يكون بذلك فهم التلميذ للدروس بين فكي الدروس المتراكمة و الإلقاء السريع ، لأن عامل الوقت في كذا ظروف له أهمية كبيرة ،و انصب غضب بعض التلاميذ الذين استجوبتهم الجزائرالجديدة عن ضيق الوقت الذي حددته الوزارة بين توقف الدروس و اجتياز الامتحان ، و الذي لا يتعدى 23 يوما ، و هي مدة اعتبرها التلاميذ غير كافية و لا تستجيب لتطلعاتهم التي صارت لا تهم الوزارة كما يبدو . أساتذة يهددون و أولياء يتوعدون و تلاميذ يتحسرون شهد قطاع التربية هذا العام الكثير من الاهتزازات و الإنقطاعات التي جعلته على صفيح ساخن لا تنطفئ ناره ،و لم يجد الأساتذة من ملجأ للمطالبة بحقوقهم سوى المراهنة على توقيف الدروس و إحداث شلل في المدارس ، فلغة التهديد أصبح يتقنها الأساتذة جيدا و يفهمون أبجدياتها كثيرا ، و صارت حلا لمن لا حل له ،أمام هذا التهديد لم يجد الأولياء من لغة يتقنونها سوى الاستنكار و التوعد أمام الرسوب الذي صار بمثابة الشبح الذي يهدد أبناءهم في كل لحظة ، و يضعهم رهانا أمام مشاكل الكبار ،فيكونون بذلك لعبة القدر ،و هم بدورهم يتحسرون على جعلهم ورقة ضغط في كل مرة ،فتارة تضغط عليها الوزارة و تارة يضغط عليها الأساتذة ،و تبقى مصلحة التلميذ هي الرهان الذي يلعب عليه في كل مرة ، و لكن مسألة تحديد الدروس تبقى بين مؤيد و معارض من الأولياء مع العلم أنه أصبح يعمل بها في السنوات الأخيرة فقط .