لا يزال سكان التعاونية ب 720 مسكن المتواجدة بحي عين النعجة التابع إداريا لبلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، يتساءلون عن سر عدم التفاتة السلطات المحلية لمعضلة طرقات ومسالك حيهم، هذه الأخيرة التي تحوّلت وفي معظمها إلى طرقات ترابية مهترئة أكسبت الحي طابعا ريفيا، كونها لم تعرف أي عملية تزفيت منذ عدة سنوات مما جعلها تشكل خطر على قاطني الحي، وباتت كابوسا عكر صفو حياتهم نظرا لدرجة الإهتراء التي آلت إليها، والتي أصبحت السبب المباشر في عرقلة حركة المرور من جهة، وتعرض المركبات للعديد من الأعطاب من جهة أخرى، وهي الحالة التي منعت العديد من قاطني الحي من إدخال سياراتهم إليه، بل وأجبرت معظمهم على ركنها بالأحياء المجاورة على الرغم من النداءات العديدة والشكاوي التي تقدم بها هؤلاء إلى السلطات المحلية قصد التعجيل في تعبيدها، ليتواصل سيناريو معاناة سكان الحي مع تلك المسالك وعلى مدار السنة. وبهذا الشأن، أعرب هؤلاء للجزائر الجديدة عن عميق استيائهم وتخفوّهم الشديد من الحالة الكارثية التي باتت تشهدها الطرقات، لا سيما وأن فصل الشتاء على الأبواب، أين تتحول هذه الأخيرة إلى برك ومستنقعات من المياه الراكدة والأوحال المتراكمة يصعب اجتيازها دون استخدام الأحذية البلاستيكية، فضلا عن غياب البالوعات، الأمر الذي تسبب في تفاقم الأوضاع وزاد الطين بلة، وحسب تأكيدات السكان فقد تسببت هذه الوضعية في حدوث العديد من الإنزلاقات، فكثيرا ما سجلت إصابات متفاوتة كان ضحيتها الأطفال وكبار السن، في الوقت الذي تتحول فيه تلك الطرقات، خلال فصل الصيف إلى مصدر للغبار المتطاير الذي يغزو المنطقة ويعكر جوها، لتصبح هذه الوضعية مصدر قلق واستياء كبير في أوساط سكان الحي، الذين لم يخفوا تذمرهم من تجاهل السلطات المحلية لمعاناتهم، فبالرغم من أن هذا الحي لا يبعد عن المراكز الحضرية الأخرى إلا ببضعة أمتار، إلا أن وضعية طرقاته الكارثية أكسبته الطابع الريفي والذي يمكن لكل من يتجول فيه أن يلحظه ولأول وهلة، وحتى الأطفال ضاقوا ذرعا من هذه الوضعية التي طال أمدها، نظرا للصعوبات التي تواجههم خلال تنقلهم إلى مؤسساتهم التربوية والتي لا يستطيعون بلوغها إلا بشق الأنفس بسبب الطرقات الترابية الوعرة، هذه الأخيرة التي لم تكتف فقط بشل حركة المرور وإنما تحولت كذلك إلى مصدر لانتشار الأمراض والأوبئة بسبب الغبار المتطاير والحشرات الناتجة عن تراكم برك المياه القذرة من جهة ثانية، كلها عوامل ضاعفت من معاناة السكان وحوّلت حياتهم إلى كابوس حقيقي، حيث لم يظفر حيهم بحقه الشرعي من التنمية المحلية. من ناحية أخرى يشتكي سكان الحي من غياب الإنارة العمومية، الأمر الذي جعل الظلام الحالك يخيّم عليه بمجرد أن يسدل الليل ستائره، وهو ما يصعب الحركة الليلية على المواطنين الذين أبدوا استيائهم من تدهور الإنارة العمومية، كما طرح هؤلاء المشاكل الكبيرة الناتجة عن غيابها خاصة فيما يتعلق بانتشار ظواهر السرقة والسطو التي أصبحت تؤرقهم، كما أضاف المواطنون أنهم يجدون صعوبة بالغة، لا سيما في فصل الشتاء في الوصول إلى موقف الحافلات في الصباح الباكر بالنسبة للسكان الذين يعملون بمناطق بعيدة، وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها يوميا قاطنو التعاونية ب 720 مسكن بعين النعجة يناشد هؤلاء السلطات المحلية التدخل العاجل لأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار من خلال إدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية الكفيلة بإخراجهم من دائرة المعاناة والتهميش التي طال أمدها.