لا يزال سكان أحياء الحميز 3، 4 و 5، التابعة إقليميا لبلدية الدارالبيضاء، يتساءلون عن سر عدم التفاتة السلطات المحلية لمشكل الطرقات التي يسلكونها، كونها لم تعرف أي عملية تزفيت منذ عدة سنوات، رغم برمجة المصالح البلدية عدة مشاريع لتهيئة الطرقات داخل هذه الأحياء نهاية السنة الفارطة، ورغم أن هذه الأحياء معروفة بنشاط تجاري كبير لاحتوائها على محلات كثيرة لبيع مختلف المواد الكهرومنزلية والخردوات، وهو ما يجعلها مقصدا للمئات من التجار من مختلف الولايات المجاورة لابتياع حاجياتهم، إلا أن هذه الحركة التجارية الكبيرة التي تتميز بها هذه الأحياء لم تشفع في الحصول على حقها الشرعي من التهيئة التي تبقى غائبة إلى إشعار آخر، حيث تحوّلت مسالك وطرقات تلك الأحياء إلى كابوس عكر صفو حياة السكان، بسبب درجة الإهتراء الفاضحة التي آلت إليها، وفي هذا الصدد عبّر السكان للجزائر الجديدة عن استيائهم الشديد من تماطل السلطات المحلية في حل هذا الإشكال رغم الشكاوي والنداءات العديدة التي تقدموا بها وخلال عدة مناسبات، حيث أصبحت في معظمها عبارة عن مسالك ترابية عرقلت حركة المرور، كما تسببت في تعرض العديد من المركبات لأعطاب متفاوتة، فضلا عن تحولها خلال فصل الشتاء إلى برك من الأوحال المتراكمة التي تتجمع على مستوى الطرقات بشكل يعيق حركة المرور، ويؤدي إلى حدوث العديد من الإنزلاقات، حيث يجد القاطنون أنفسهم تائهين في هذه الوضعية الكارثية التي امتدت لعدة سنوات في الوقت الذي تصبح فيه تلك الطرقات خلال فصل الصيف مصدرا للغبار المتطاير، الذي يحتم عليهم غلق نوافذ منازلهم لتفادي تسربه، لتصبح هذه الوضعية ومع مرور الأيام مصدر قلق واستياء كبير في أوساط السكان الذين لم يخفوا تذمرهم واستيائهم الشديد من تجاهل السلطات المحلية لمعاناتهم، وحتى الأطفال ضاقوا ذرعا من هذه الوضعية، نظرا للصعوبات التي تواجههم خلال تنقلهم إلى مؤسساتهم التربوية، التي لا يستطيعون بلوغها ألا بشق الأنفس، كما أن تلك المسالك أصبحت مصدرا لانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة للغبار المتطاير من جهة والحشرات الناتجة عن تراكم برك المياه الراكدة من جهة أخرى، مما أكسب تلك الأحياء طابعا ريفيا لعدم تزفيت الطرقات، وأسوء ما تعرفه هذه الأحياء، وعلى الخصوص الطريق الرئيسية التي تتوسط هذه الأحياء هو التوقف العشوائي للسيارات على جنبات الطريق، الأمر الذي تسبب في حدوث حالة من الاختناق المروري. وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها قاطنو أحياء الحميز 3، 4 و 5 ببلدية الدارالبيضاء، يناشد هؤلاء السلطات المحلية الإسراع بتخليصهم من هاجس إهتراء الطريق الذي طال أمده، من خلال إدراج أحيائهم ضمن المشاريع التنموية الكفيلة بإخراجها من دائرة المعاناة والتهميش وذلك في أقرب الآجال.