رفض محمّد بنّوزة الحكم الدولي الجزائري كل الاتهامات التي لاحقته عقب مباراة وفاق سطيف واتحاد الحرّاش بملعب 8 ماي 1945 بسطيف، يوم الجمعة الماضي، برسم نصف نهائي كأس الجزائر، مؤكّدا بأنه أدار المباراة بنزاهة طيلة التّسعين دقيقة التي انتهت بفوز وفاق سطيف بنتيجة 3 - 2. وحسب أحد مقرّبي الحكم الدولي محمّد بنّوزة، فإن هذا الأخير أقسم بأنه كان نزيهًا وبأنه أدار المباراة باحترافية ودون أن يميل لوفاق سطيف، مضيفًا: "لم أتعرّض لأي ضغط على خلاف ما يتم تداوله في الشّارع الرّياضي، كنت أعلم بأن المباراة صعبة لأنّ الأمر يتعلق بتأشيرة التأهّل إلى المباراة النهائية، لكن لم أكن تحت ضغوطات لتفضيل فريق على آخر، وضميري مرتاح وبالنسبة إليّ لم أظلم اتحاد الحرّاش". رأيت قريش يلمس الكرة بيده والمساعدان أكّدا لي ذلك
وواصل الحكم الدولي محمّد بنّوزة يقول بأنه كان عليه اتخاذ قرار سريع في لقطة إعلانه عن ضربة الجزاء الأولى لوفاق سطيف في أقل من ثانية، حيث قال: "أقسم بالله أنني شاهدت قريش يلمس الكرة بيده، هذا ما بدا لي وكنت متأكّدا مما رأيت، كما أن الحكمين المساعدين نبّهاني إلى أن الكرة لمست يد قريش مدافع اتحاد الحرّاش، فقطعت الشّك باليقين وأعلنت عن ضربة جزاء". وأضاف الحكم بنّوزة قائلا: "حتّى لو كنت قد أخطأت، فإن الخطأ لم يكن متعمّدا لأنّني بشر، قد أصيب وقد أخطئ أيضا، كما أن كل من انتقدني لم يشاهد اللّقطة جيدا في الملعب، وحتى من تابع المباراة على شاشة التلفزيون رأى قريش بالظهر ولم يكن له أن يتأكّد من أن الكرة لمست يده من عدمه، لكنني شاهدت الكرة تلمس يده وأعلنت عن ضربة جزاء دون تردّد"، مشيرا: "أسأل الجميع عن التوقيت الذي احتسبت فيه ضربة جزاء للوفاق، والجواب سيكون في العشرين دقيقة الأولى على أكثر تقدير، ويعني ذلك بأن المباراة كانت في بدايتها فقط، ولم تأتي ضربة جزاء في اللّحظات الأخيرة، وكان بمقدور الحرّاش أن يسجّل هدفا وأهدافا أخرى مثلما كان الوفاق قادرا على تسجيلها أيضا". واعتبر "بنوزة" أيضًا بأن تضييع بونجاح لفرصة إضافة الهدف الثاني للحرّاش قبل لقطة ضربة الجزاء، كانت منعرجا للفريق الضيف". "جابو تعرّض لخطأ وحشّود عرقل بن عبد الرحمان"
ودافع بنّوزة أيضا عن نفسه في لقطة احتسابه لضربة جزاء ثانية لوفاق سطيف، مشيرا: "الأكيد أن مدافع الحراش تسبّب في سقوط جابو في منطقة العلميات، وهو ما يسمّى خطأ غير متعمّد، لكنه خطأ ويجب احتساب ضربة جزاء"، مضيفا: "لو لم أكن نزيها في تلك المباراة أو أنني أهديت متعمدا لضربة جزاء للوفاق في الشوط الأول، لتحاشيت الإعلان عن ضربة جزاء ثانية لصالح المحليين، خاصّة وأن اللقطة لم تكن واضحة للبعض، لكنني رأيت قدم مدافع الحرّاش تلمس قدم لاعب الوفاق جابو داخل مربع العمليات، وهو خطأ يعاقب عليه بالإعلان عن ضربة جزاء وتوجيه إنذار للمتسبّب في العرقلة، وهذا ما قمت به". مضيفا: "لو تعاد لقطة ضربة الجزاء الأولى وليست الثانية، لن تشاهدوا احتجاجات كثيرة للاعبي الحراش، خاصّة الذين كانوا أمام قريش، ومن تحدّث معي للحظات هو المدافع قريش فقط ثم انصرف، ما يؤكّد أن رفقاءه شاهدوا لمسه للكرة بيده". وعاد الحكم بنّوزة إلى لقطة إعلانه أيضًا عن ضربة جزاء لاتحاد الحرّاش في الوقت بدل الضائع من المباراة، ليؤكد لصديقه: "لم أحتسب ضربة الجزاء لتدارك ما يعتبره البعض خطأين، لأنني مقتنع بأن مدافع وفاق سطيف حشّود ارتكب خطأ على بن عبد الرحمان على ما أذكر، فأعلنت عن ضربة جزاء، وأنا مقتنع بالقرار الذي اتخذته". "منحت ضربتي جزاء للحرّاش في نهائي البطولة سنة 1998"
وحسب الحكم الدولي محمّد بنّوزة، فإنه لا يوجد أي قانون يمنع أي حكم من احتساب أكثر من ضربة جزاء في مباراة واحدة، مشيرًا إلى أنه لو كان عليه احتساب عشرة ضربات جزاء، بدت له شرعية، لفعل ذلك دون أي تردّد. وعاد بنّوزة وهو يتحدث لصديقه: "لست ضدّ اتحاد الحرّاش ولا مع وفاق سطيف، لكن سبق لي إدارة مباريات اتحاد الحرّاش، أهمها نهائي البطولة سنة 1998 بملعب 5 جويلية الأولمبي أمام اتحاد الجزائر، ووقتها منحت ضربتي جزاء لاتحاد الحرّاش حين قدّرت أنهما شرعيتان، وتوّج اتحاد الحرّاش بلقب البطولة، ما يؤكّد بأنني حكم أحكم بالعدل خلال المباريات، ولا أتعرّض لأي ضغط من أيّ كان، وهو ما حدث في مباراة وفاق سطيف واتحاد الحرّاش، وأعيد وأقول بأن ضميري مرتاح، وعدا الاحتجاج على لقطة ضربة الجزاء الأولى، لم يكن هناك أي اختلاف فيما أعلنت عليه من أخطاء واتخذته من قرارات خلال المباراة". "لست معاقبا وضربة جزاء بارادو شرعية وترشّحي للتشريعيات لن يمنعني من التّحكيم" وتحدّث بنّوزة أيضا عن مباراة مولودية قسنطينة أمام نادي بارادو التي أدارها قبل إدارته لنصف نهائي الكأس، وقال: "هناك من يتحدّث عن عدم شرعية ضربة الجزاء التي احتسبتها لنادي بارادو في قسنطينة، لكنّني متأكّد من أنني اتخذت القرار السليم، فقد كان هناك خطأ، وعموما، هناك مراقبي المباريات، ومنهم من حضر مباراة مولودية قسنطينة ونادي بارادو، وحتى مباراة نصف نهائي الكأس. ونفى الحكم الدولي في حديثه أمس، الاثنين، مع صديقه أن يكون قد تعرّض للعقاب أو الإيقاف من طرف اللّجنة المركزية للتحكيم، مشيرا: "لست معاقبًا ولم أحصل على أيّة وثيقة من لجنة التحكيم تؤكّد توقيفي"، مضيفا: "أنا مترشّح للتشريعيات، ولا أعتقد بأن ذلك سيمنعني من مزاولة التحكيم، حتى في حال انتخابي، لأن التحكيم ليست مهنة قارة لأي شخص".