يُعاني سكان الشطر الثالث من حي "ديار البركة" العتيق و التابع إقليميا لبلدية براقي، من أوضاع معيشية ضنكة يتكبدها القاطنون منذ الخمسينات، رغم الشكاوي التي قاموا بتقديمها على مستوى البلدية، والتي قوبلت بالصمت من قبل المسؤولين الذين غالبا ما ضربوا بانشغالات ومطالب المواطنين عرض الحائط ،حيث لم يتم إعلامهم بموعد عملية الترحيل لحد الساعة ،خاصة وأنه قد تم ترحيل سكان الشطر الثاني منه مؤخرا . وحسب البعض ممن تحدثنا إليهم فإن الحياة في تلك المنازل الهشة الآيلة للسقوط بات لا يُطاق، مضيفين أن تلك البيوت تفتقر لأدنى متطلبات العيش وهو ما ينغص حياتهم التي تحوّلت إلى جحيم على حد قولهم، مؤكدين أنهميعيشون أوضاعا صعبة منذ عدة سنوات ، بسبب وعود السلطات لم تتجسد لتخفف مرارة الأيام التي يتجرّعونها، وحسب أحد القاطنين فإن ضروريات الحياة منعدمة كالماء الشروب الذي يعد من أولى مطالب السكان، مشيرا أن لجوءهم إلى تشييد البنايات القصديرية جاء نتيجة انسداد جميع الأبواب في وجههم، وظرف مؤقت لما عجزوا عن تحقيقه أو الحصول عليه بصفة عادلة. من جهة أخرى أوضح السكان أن تلك السكنات آيلة للسقوط في أية لحظة فوق رؤوسهم نتيجة تأثرها بالزلازل المتعاقبة على المنطقة، وهو الأمر الذي جعلهم يعيشون في رعب نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات، ضف إلى ذلك هاجس الرطوبة العالية بالسكنات، الوضع الذي أثر سلبا على صحتهم خاصة الأطفال وكبار السن، سيما منهم الذين يُعانون الأمراض المزمنة كالحساسية المفرطة، الربو، وغيرها من الأمراض التنفسية الأخرى. وواصل السكان سرد معاناتهم خلال حديثهم ل"الجزائرالجديدة"، مشيرين إلى مشكل انعدام الإنارة العمومية بالحي وانتشار النفايات، مرجعين السبب الرئيسي في ذلك إلى تقصير عمال النظافة الذين لا يأتون إلى العمل بصفة منتظمة، ضف إلى ذلك أنهم لا يقومون بعملهم على أكمل وجه، مؤكدين في نفس الوقت أنهم أودعوا ملفات للحصول على سكنات اجتماعية في الكثير من المرات غير أن مطلبهم لم يرى النور لحد الساعة، وهو الأمر الذي زاد من حدة معاناتهم. وأمام الأوضاع المزرية التي يتكبدها قاطنو"ديار البركة" ببراقي، يُطالب هؤلاء من السلطات المحلية التدخل العاجل للنظر في انشغالاتهم وأخذ مطالبهم على محمل الجد في أقرب الآجال.