مليكة حراث مازالت أكثر من 45 عائلة تعيش وضعية مزرية وكارثية للغاية بحي كردونة المتواجد على مستوى إقليم بلدية بئر خادم، في الجزائر العاصمة، جراء انعدام ابسط متطلبات العيش الكريم في ظل انعدام الغاز والكهرباء والماء الشروب داخل بيوت شيدت بطريقة فوضوية ، شبيه بإسطبلات على حد تعبير سكان هذا الحي ل"أخبار ليوم"، ناهيك عن مشكلة التهيئة المنعدمة التي يشهدها هذا الأخير. وبالرغم من الشكاوي والمراسلات المتكررة للسلطات المحلية إلا أنها تنتهج سياسة الصمت والتجاهل اتجاه هؤلاء السكان غير مبالية بالوضعية المأساوية التي يتخبطون فيها في ظل جملة المشاكل اللامتناهية حسب ممثل السكان ولم تحرك ساكنا لحد ألان لتغير مجرى هذه الوضعية او حتى تكلف نفسها عناء الوقوف على حجم المعاناة اليومية التي يعشونها والتدخل لانتشالهم من الغبن والبؤس، ومرارة الحياة التي قال عنها محدثونا أنها الموت البطيء ، ونهم ضاقوا ذرعا من العيش تحت وطأة تلك المشاكل والوضع البدائي الذي لا يتحمله بشر ولا خروج من هذه الدائرة المظلمة كما سماها محدثتا إلا رفع صرخة استغاثة عبر صفحات أخبار اليوم على وعسى تصل للمسؤولين الذين لا يولون أدنى اهتمام لانشغالاتهم أو محاولة معالجة مشاكل السكان الذين يعانون الأمرين منذ عدة سنوات في ظل غياب أدنى التفاتة من طرف مصالح البلدية "الذين وعدونا سابقا بحل مشاكلنا" ، مؤكدين أنهم أودعوا عدة ملفات لدى مصالح البلدية غير أنها بقيت حبيسة الأدراج وأضاف ذات المتحدث أنهم يعيشون تلك الأوضاع البدائية والمزرية منذ ما يزيد عن 20 سنة، بسبب افتقارهم لأدنى ضروريات الحياة الكريمة بدء من الماء الصالح للشرب الذي مازال أولى مطالب السكان وبان لجوءهم لتشييد الأكواخ والبنايات القصديرية جاء نتيجة انسداد جميع الأبواب في أوجههم مضيفين في نفس الوقت أنهم منذ استقرارهم بعين المكان لم يتلقُ أي زيارات من المسؤولين ليقفوا على حجم المعاناة التي يعيشونها، خاصة وأن البناءات التي اتخذوها مأوى لهم لاتصلح أن تكون إسطبلا للحيوانات فأغلبها مصنوعة من الباربان للجدران والصفيح الذي غطى الواجهة، كما تسبب الوضع في حرمان السكان من الاستمتاع بالراحة خاصة في ظل افتقاد المياه،الأمر الذي يضطرهم إلى الذهاب في رحلة البحث عن هذه المادة الضرورية والحيوية حتى في عز الشتاء أما في الصيف فحدث ولاحرج ، أما في فصل الشتاء فتصبح تلك لسكنات عبارة عن مستنقعات نتيجة تسرب الأمطار من كل جهة مما ينغص على العائلات القاطنة حياتهم وراحتهم المفقودة داخل تلك البيوت ، الآيلة للسقوط بأي لحظة فوق رؤوسهم نتيجة تأثرها بالزلازل والظروف الطبيعية جعلتهم يعيشون جحيما حقيقيا نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات، ضف إلى ذلك هاجس الرطوبة العالية بالسكنات،الوضع الذي أثر سلبا على صحتهم خاصة الأطفال وكبار السن، الذين أصيب أغلبهم بالحساسية والربو، ماتطلب الخضوع للمعالجة الطبية. وأضاف محدثنا أن معاناتهم مسلسل متواصل من خلال المشاكل والنقائص خاصة بما تعلق بمشكل غياب الإنارة العمومية بالحي إضافة إلى مشكلة انعدام النظافة حيث انتشرت الأوساخ والقاذورات بشكل عشوائي في ظل غياب عمال النظافة الذين لا يؤدون مهامهم على أكمل وجه في ظل الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها سكان الحي المذكور يناشد هؤلاء من السلطات المحلية التدخل العاجل للنظر في انشغالاتهم وأخذ مطلبهم على محمل الجد في أقرب الآجال. ومن جهتها اتصلت أخبار اليوم بالسلطات لرفع انشغالات هؤلاء السكان رد احد المسؤولين من ذات البلدية الذي أخبرنا أن المصالح شرعت في برمجة لتهيئة الشاملة للحي بتوفير بعض الضروريات كالإنارة العمومية وإعادة تزفيت الطريق وإصلاح قنوات صرف المياه الصحي ، أما بخصوص عمليات الترحيل أكد نفس المسؤول أن المصالح ضبطت القائمة المعنية وبأنها بمجرد تلقي الحصة السكنية من طرف الولاية ترحيلها إلى سكنات لائقة.