تعرف أسعار زيت الزيتون غلاء فاحشا خلال هذه الأيام بمختلف أسواق وقرى دوائر آزفون، حيث فاق سعر اللتر الواحد 650 دينار بعدما كان يقدر سعره ب 400 دينار خلال السنة المنصرمة، وحسب العارفين بهذا المجال فإن الغلاء راجع إلى النيران التي عرفتها المنطقة خلال الصائفة الماضية، والتي لم تترك حقول الزيتون مثلما كانت في سابق عهدها حيث أتلفت ألسنة النيران حوالي 10793 شجرة مثمرة، في حين سجلت مصالح الحماية المدنية 39 حادث حريق في مختلف غابات ولاية تيزي وزو، وذلك خلال الفترة الممتدة من الفاتح جوان إلى غاية 27 جويلية الفارط، الأمر الذي كبد خسائر كبيرة لعدد من الفلاحين الناشطين في العديد من القرى على غرار الساحل، آزرو، إعشوبة وغيرها، كما أن العديد من الأشجار شاخت وقلّ مردودها، فيما تبقى العديد من المناطق تعاني من قلة مياه السقي، للإشارة فإن منطقة أزفون تشتهر بأجود أنواع الزيتون كما توجد بها معاصر تقليدية، وأصبحت المنطقة تعرف إقبالا كبيرا للعديد من التجار لاقتناء هذه المادة، غير أن حوادث الحريق لم تفقد أمل سكان القرى الذين لا زالوا متشبثين بالاعتناء بحقول الزيتون المتبقية، التي تعد ثروة توارثتها الأجيال أبا عن جد، محاولين النهوض بإنتاجها الذي أصبح مع مرور الوقت يعرف تراجعا ملحوظا، لا سيما وأنها كثيرا ما كانت ولا زالت موردا لكسب لقمة العيش بالنسبة للكثيرين من مواطني القرى والمداشر التي ترتفع فيها نسبة البطالة التي تصل فيها في بعض الأحيان إلى 70 بالمائة، حسب ما تشير إليه لغة الأرقام فرغم أن مسؤولي المنطقة باشروا التعويض عن الخسائر التي تسببت فيها النيران، بمنح شجيرات من الزيتون للمتضررين إلا أن عملية الاستفادة من هذه الشجيرات لن تكون قبل أقل من 10 سنوات، وهي المدة اللازمة التي تصبح خلالها هذه الشجيرات أشجار منتجة للزيتون ما جعل الكثير من المواطنين مستاءين.