في ظل أجواء الحرارة الشديدة والنقص الفادح لكميات المياه الصالحة للشرب الي جانب حالات العوز التي يصارعها السواد الأعظم من ساكنة قرى ودواوير بلدية السور تحديدا التابعة إقليميا لدائرة عين تادلس بجنوب شرق ولاية مستغانم ،فان الروائح الكريهة المنبعثة من المركز التقني لردم النفايات المنزلية الكائن بدوار أولاد عامر باتت وحسب ما جمعته اليومية من أراء مبعث قلق ومصدر سخط رهيب حيث لم تقوى عشرات العائلات القاطنة بتلك المنطقة الريفية التي تتوسطها تلك المفرغة على تحمل ذلك الواقع المرير الناتج عن الافرازات الخطيرة المترتبة بفعل تلوث الأجواء ،إذ انهارت البيئة تماما بكامل مكوناتها حسب ما عاينته اليومية فإلى جانب الهواء الذي أصبح ملطخا بشتى أنواع الميكروبات والكائنات المجهرية ، حيث يصعب على الجميع استنشاقه خصوصا أثناء الليل إذ تشتد وطأة الروائح الكريهة لتزداد معها معاناة الساكنة جميعا خصوصا من المصابين بمختلف أنواع الأمراض الصدرية والتنفسية، حيث لا متنفس أمامهم غير الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام له .في وقت باتت فيه جل الحقول والمساحات الزراعية المحاذية لذلك المركز من بساتين التين والعنب والمشمش وغيرها من أنواع الخضروات عرضة لشتى أنواع الأمراض والطفيليات المتسربة منه ،ليتكبد جراء ذلك الفلاحون البسطاء الخسائر الفادحة حيث اجبر السواد الأعظم منهم على العزوف على مواصلة نشاطاتهم نتيجة الكارثة التي حلت بهم وهم بذلك ومن خلال الجريدة يوجهون نداءاتهم لجميع السلطات بضرورة التدخل العاجل لإيجاد الوصفات العلاجية اللاّزمة للحد من معناة آلاف السكان الذين لا حول ولا قوة لهم خصوصا بعدما باءت جميع تحركاتهم بالفشل وذهبت صرخاتهم أدراج الرياح وهم مجبرون عنوة ورغما عنهم على العيش في كنف الروائح الكريهة التي جعلت و تجعل من أيامهم ولياليهم على حد وصفهم أحلك من الظلام في ظل لا مبالاة المشرفين والقائمين على الشأن العام.. إذ تجدر الإشارة حسب العديد من سكان المنطقة أن المركز الذي افتتحت أبوابه السنة المنصرمة لاستقبال آلاف الأطنان من النفايات المنزلية المتدفقة من مختلف جهات ولاية مستغانم ، أقيم على أنقاض موقع تاريخي كان إبان الثورة التحريرية مسرحا لمعركة حاسمة كبد فيها المجاهدون قوات الاستعمار خسائر جسيمة سنة1958 ووسط نسيج غابي واسع أصبح اليوم من الماضي قد واجهه السكان وبفعل تأثيراته السلبية الوخيمة وسوء اختيار الأرضية بسلسلة من الرسائل والمناشدات لجميع السلطات المعنية إلى جانب تنظيم عدة حركات احتجاجية اعتصامات دامت عدة أسابيع دون أن تلقى الاستجابة المطلوبة من لدن القائمين بل لا يزال العديد من الساخطين والرافضين لذلك الواقع والمطالبين حسبهم بحقوقهم في الوجود والحياة الكريمة البسيطة محل متابعات قضائية لا لشيئ سوى لأنهم رفضوا استنشاق الروائح الكريهة واستنكروا تحويل المواقع التاريخية المقدسة إلى مزابل ترمى بها النفايات احتراما لأرواح الشهداء في الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية . و لا يتوانى سكان المنطقة في المطالبة لتلك الأسباب الموضوعية بغلق المزبلة على حد تعبيرهم وتحويلها إلى معلم تاريخي يظل شاهدا على بطولات أهل المنطقة في مجابهة قوى الاستدمار لكي لا يبقى وصمة عار في جبين من تسبب في ذلك الاختيار المشؤوم.. مستغانم: ع. البوراسي