دعت الحكومة المالية، رسميا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التدخل عسكريا لتحرير المدن الشمالية التي وقعت تحت قبضة الجماعات المسلحة، وهي الدعوة التي جاءت على لسان، الرئيس الانتقالي المالي تراوري ديونكوندا. ونقلت الوكالات عن جان فليكس باغانو، ممثل فرنسا في منطقة الساحل: "إن رئيس ساحل العاج، الذي يترأس حاليا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، تلقى طلبا رسميا من نظيره المالي من أجل التدخل عسكريا لإعادة الاستقرار والتوازن الأمنيين إلى مالي واسترجاع منطقة الشمال التي وقعت في قبضة الإرهابيين". وذكر المسؤول الفرنسي أن دول المجموعة تعكف على دراسة هذا الطلب والنظر في كيفية تطبيقه على الميدان، غير أن عقبات كؤودة تقف وراء تجسيد هذا الطلب، أولها رفض الجيش المالي انتشار قوات عسكرية أجنبية في العاصمة باماكو، وهو الشرط الذي قدمته مجموعة دول غرب إفرقيا. وترى مجموعة "الإكواس" أن انتشار القوات الأجنبية في شمال مالي، يجب أن يسبقه انتشار في العاصمة باماكو، بهدف حماية الحكومة المدنية المفروضة من الخارج على العسكريين الذين أطاحوا بالرئيس السابق، أمادو تومانو توري، غير أن العسكريين يرفضون هذا المقترح، ويؤكدون أن مكان التدخل هو في الشمال، الذي سقط تحت قبضة جماعات إسلامية مسلحة. وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أعلنت عن استعدادها لإرسال حوالي 3000 عسكري إلى شمال مالي، مدفوعة برغبة فرنسية جامحة، عبر عنها وزير الخارجية لوران فابيوس في أكثر من مناسبة، غير أن المجموعة الدولية، وقفت في وجه الرغبة الفرنسية، عندما فشلت باريس في إقناع مجلس الأمن الدولي في ترسيم طلبها. ويبقى قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالدفع بال 3000 جندي إفريقي في أتون الأزمة المالية، مرهون باستصدار قرار من الأممالمتحدة يفوض التدخل العسكري، وهو خيار لا يزال بعيد التحقيق في الوقت الراهن، بسبب مخاوف المجموعة الدولية من أن تتحول مالي إلى أفغانستان جديدة. وترفض الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوربية التدخل الأجنبي في مالي، بداعي محاربة الإرهاب، فيما تقف فرنسا لوحدها إلى جانب بعض الدول السائرة في فلكها، مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وقد عبر عن هذا الموقف، جان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي، في مطلع أوت الماضي، عندما قال إن بلاده ستساند أية عملية عسكرية تقوم بها القوات الأفريقية، بعد أن قدر بأن التدخل العسكري في شمال مالي أصبح أمرا "ضروريا". عمراني. ب