طالب الرئيس الانتقالي المالي تراوري ديونكوندا، الثلاثاء، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بالتدخل عسكريا لتحرير شمال البلاد الذي وقع تحت سيطرة إسلاميي جماعة "أنصار الدين والقاعدة" منذ الانقلاب العسكري الذي استهدف الرئيس المالي السابق أمادو توري توماني في مارس الماضي. وقال جان فليكس باغانو، ممثل فرنسا في منطقة الساحل بعد لقائه برئيس ساحل العاج الحسن واتارا في العاصمة أبيدجان: "إن رئيس ساحل العاج، الذي يترأس حاليا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، تلقى طلبا رسميا من نظيره المالي من أجل التدخل عسكريا لإعادة الاستقرار والتوازن الأمنيين إلى مالي واسترجاع منطقة الشمال التي وقعت في قبضة الإرهابيين"، مشيرا أن دول المجموعة في صدد دراسة هذا الطلب والنظر في كيفية تطبيقه على الميدان. وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أعلنت عن استعدادها لإرسال حوالي 3000 عسكري إلى شمال مالي، لكن في إطار قرار أممي وبطلب رسمي من السلطات المالية. وفي هذا السياق، قال جان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي، في مطلع أوت الماضي إن بلاده ستساند أية عملية عسكرية تقوم بها القوات الأفريقية، مشيرا أن التدخل العسكري في شمال مالي أصبح أمرا "ضروريا". من جهته، صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطابه للأمة في 14 جويلية الماضي أن قرار التدخل عسكريا في شمال مالي يعود إلى الأفارقة أنفسهم، لكن في حال قرروا ذلك، ستقف فرنسا بجانبهم وتدعمهم. ولم يوضح هولاند طبيعة الدعم التي تعتزم فرنسا تقديمه. وفي هذا السياق صرح عبدو عبدو لاي سيديبي، وهو نائب مدينة غاو أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تأخرت كثيرا في حسم قرار التدخل العسكري، مشيرا أن هذا التأخر ساعد الإسلاميين على تعزيز قبضتهم أكثر على المنطقة وتوسيع انتشارهم فيها. وأضاف سيديبي: "الوضع في شمال مالي تأزم أكثر. الإسلاميون باتوا يملكون أسلحة كثيرة وفتاكة بفضل مساعدات تلقوها من بعض دول الخليج. وقال: "لو تدخلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في أفريل الماضي، لكنا انتهينا من مشكلة الإسلاميين في الشمال واسترجعنا ترابنا كاملا" وانتقد النائب الموقف الجزائري من الأزمة المالية ووصفه بغير "الواضح"، مضيفا أن أعدادا كبيرة من شبان مالي يريدون الذهاب إلى الشمال لدحر الإسلاميين، لكنهم يفتقرون إلى الأسلحة اللازمة للقيام بذلك. لكن الإرادة لوحدها لا تكفي". ورغم خطورة الوضع، يأمل سيديبي أن تستيقظ الأسرة الدولية والدول المجاورة لمالي، وأن يكفوا عن "الكلام الفارغ" ويتحملوا مسؤولياتهم قبل فوات الأوان. "الإسلاميون لا يعرفون معنى الحدود الجغرافية. لذا بإمكانهم الوصول حتى إلى العاصمة باماكو إذا شعروا بعدم وجود أية قوة عسكرية في وجههم". يذكر أن غاو وتمبكتو وكيدال في شمال مالي وقعت تحت قبضة الجماعات الإسلامية منذ خمسة أشهر، أبرزها حركة "التوحيد والجهاد" في أفريقيا الغربية و"القاعدة في منطقة الساحل"، فضلا عن مجموعات مسلحة أخرى مثل حركة أزواد. وكان الانقلاب العسكري الذي قام به النقيب صانوغو ضد الرئيس المنتخب توماني أدخل مالي في مرحلة عدم استقرار سياسي واقتصادي، ما ساعد الجماعات المسلحة على بسط سيطرتها على هذه المدن الشمالية وفرض تطبيق الشريعة الإسلامية فيها.