ما زالت معاناة سكان مزرعة "العقيد سي الحواس" المتواجدة ببلدية عين البنيان، متواصلة مع قارورات غاز البوتان، على الرغم من الشكاوي المستمرة، والتي طالبوا من خلالها السلطات المحلية برمجة مشروع شبكة الغاز الطبيعي بالمنطقة، لاسيما بعد استفادة العديد من الأحياء المجاورة من هذه المادة الحيوية. وفي هذا الصدد، عبر بعض سكان الحي في حديثهم للجزائر الجديدة، عن تذمرهم الشديد من هذه الحالة المزرية التي طال أمدها، نظرا للصعوبات الكبيرة التي يتلقونها في سبيل الحصول على قارورات غاز البوتان، لاسيما خلال فصل الأمطار، أين تعرف هذه المادة الأساسية ندرة في العرض بفعل الطلب المتزايد عليها، هذا ويقطعون مسافات طويلة تصل إلى غاية الكيلو متر أو ما يزيد عن ذلك، من أجل إحضار قارورات الغاز من المناطق المجاورة، ناهيك عن سعرها الذي يتجاوز 200 دينار للقارورة الواحدة، والتي لا تكاد تكفي لأسبوع واحد كأقصى تقدير، حسب ما أكده محدثونا، الذين أضافوا أن شراء القارورات يكلفهم أحيانا أكثر من 1500 دج شهريا، حيث أوضحت معظم العائلات القاطنة بهذه المزرعة، أنها تقتني حوالي ثلاث قارورات أسبوعيا أو ما يزيد عن ذلك، خاصة في فصل الشتاء عندما تتضاعف الحاجة لاستعمال هذه المادة الأساسية، مما خلق عبئا ماليا أرهق جيوب أرباب العائلات حيث فاق ذلك قدرتهم الشرائية المحدودة، خاصة وأن معظمهم عمال بسطاء من طبقة متوسطة الدخل، هذا و أشار محدثونا أن المبالغ المالية التي يدفعونها للتزود بقارورات الغاز قد لا تدفع مستحقات غاز المدينة كل ثلاثة أشهر، وهم يعيشون على هذا الحال منذ عدة سنوات، دون أن يتلقوا أي التفاتة من الجهات المعنية التي راسلوها مرات عديدة. من جهة أخرى، طالب السكان بإعادة تهيئة مسالك الحي، التي باتت تشهد وضعية كارثية تغزوها الحفر من كل ناحية، مما صعب حركة السير على المواطنين وجعلهم يعيشون نوعا من العزلة، فمعظم أصحاب المركبات باتوا يتفادون المرور عبر مسالكه الداخلية. وأمام هذه الظروف المعيشية المزرية، يجدد سكان مزرعة العقيد الحواس، مطلبهم من السلطات المحلية والجهات الوصية، بضرورة ربط منازلهم بغاز المدينة في أقرب الآجال الممكنة، ليتم وضع حد لمعاناتهم على نقل قارورات غاز البوتان التي طال أمدها. ومن ناحيته رد رئيس المجلس الشعبي البلدي لعين البنيان "فريد قياس" بأن عملية وصل الأحياء والمزارع بالبلدية بغاز المدينة قد انطلقت وستصل إلى مزرعة العقيد الحواس قريبا، حيث قامت مصالح البلدية وبالتنسيق مع مديرية المناجم لولاية الجزائر بتسجيل وإحصاء الأحياء التي تنعدم فيها هذه المادة الأساسية، والعملية قد انطلقت بحي البلاطو، وستطال كل الأحياء خلال الأيام القليلة القادمة.