ندرة في غاز البوتان، وتعثر مشاريع غاز المدينة تعرف العديد من مناطق الوطن ندرة حادة في مادة الغاز الطبيعي خاصة بالمناطق الريفية والنائية من الوطن، وهي الوضعية التي تشهدها هذه المناطق في فصل الشتاء الذي يعرف طلباً متزايداً على المادة الحيوية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق الموازية، حيث وصل السعر في بعض المناطق النائية 400 دج للقارورة الواحدة، فيما عمد مواطنوا مناطق أخرى إلى الإحتجاج وقطع الطرق مطالبين السلطات بمد منازلهم بشبكات غاز المدينة. ففي العاصمة، يشتد الطلب على هذه المادة الحيوية خاصة الأحياء القصديرية التي تنعدم فيها أبسط ظروف المعيشة، حيث تعرف نقصاً في الإمداد بغاز البوتان، وكذا الأحياء التي تقع في البلديات الشبه الريفية، كحي الشراعبة ببلدية الكاليتوس،التي تعرف تعثراً في مشاريع توصيل شبكات غاز المدينة. هذا في الوقت الذي ناشد فيه سكان حي 80 مسكن تطوري بالجهة الجنوبيةالغربية لبلدية تيبازة، السلطات قصد التدخل لتمكينهم من الإستفادة من الغاز الطبيعي الذي لا يزال غائباً عن الحي منذ نشأته. في السياق ذاته، طالب سكان القرى التابعة لبلدية شعبة العامر، جنوب شرق ولاية بومرداس، من الجهات الوصية بتعجيل تزويدهم بخدمات الغاز الطبيعي، فعلى الرغم من استفادة بلدية شعبة العامر من مشروع التزود بالغاز الطبيعي خلال العام الماضي، إلا أنها بقيت تشهد عدة تذبذبات على مستوى عدة مناطق. خاصة وأن هذه المناطق تعرف برداً قارصاً في فصل الشتاء، بحكم قربها من جبال جرجرة، كقرية ماتوسة، وبنطاس. ومما زاد من معاناة السكان، الندرة في قارورات غاز البوتان بهذه المناطق الجبلية، ناهيك عن الإرتفاع المذهل في أسعارها، الأمر الذي دفعهم إلى العودة إلى الطرق البدائية في التدفئة بالإعتماد على قطع الخشب، خصوصاً بعد الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي مما دفع الكثير من العائلات إلى الإستغناء عن التدفئة بالكهرباء. وأمام تزايد الطلب على مادة غاز المدينة بولاية الشلف، لا سيما سكان البلديات النائية، الذين أرهقتهم قارورة غاز البوتان بغلاء سعرها، حيث خصصت مديرية المناجم والصناعة بالولاية مبلغ 880 مليون دينار لإنجاز مشروع إيصال غاز المدينة، الذي سيتم استلامه أوخر السنة الجديدة، لكي تستفيد منه قرابة 19 ألف عائلة منتشرة في الشفة، وتنس، وبوقادير، والزبوجة، وأولاد فارس. ومن جهة أخرى، لاحظ مواطنوا ولاية تيارت هذا النقص في الإمداد بغاز البوتان، خاصة في بلدية قصر الشلالة، وبلدية زمالة الأمير، وبلدية السايقة، حيث وصل سعر القارورة 250 دج بعد أن كان في الأوقات العادية 200 دينار. وسياق متصل، قام حوالي 200 مواطن ليلة الإثنين إلى الثلاثاء بحي ساعد بوساحة ببلدية تازقاغت على غلق الطريق المحاذية للحي في وجه حركة المرور، احتجاجاً منهم على ما وصفوه بالإنتقائية في وصل الأحياء بشبكة الغاز الطبيعي، وحسب بعض المحتجين، فإن سكان الحي قد لجؤوا في السابق إلى احتجاجات، ورفعوا شكاو إلى جميع الهيئات المعنية وصولاً إلى والي الولاية، إلا أنهم في كل مرة لم يتلقو سوى الوعود. هذا وقد عرفت العديد من البلديات بولاية الجلفة نقصاً في الإمداد بغاز القارورة، خاصة ببلدية حاسي بحبح وعين وسارة، وحد الصحاري، والبيرين، وحد الصحاري، حيث تسببت هذه الندرة إلى ارتفاع الأسعار في السوق السوداء، حيث وصل في بعض المناطق إلى 250 دينار. كما عبر سكان حي البدر، تجزئة 470 مسكن وسط مدينة بشار عن تذمرهم من التأخر الفادح الذي تشهده عملية ربط مساكنهم بشبكات الغاز الطبيعي، رغم استيفائهم لكافة الإجراءات بما فيها المالية، وهذا منذ سنة 2003. بالإضافة إلى الإتصالات الحيثية التي أجروها بالمسؤولين بغية التعجيل بإدخال هذه المادة الحيوية، خاصة في فصل الشتاء، الذي يعرف ببرودته القاسية. ومن جهة أخرى، استغرب أحد المواطنين من عملية التوزيع التي شابها التمييز والمحسوبية، حيث استفادت مجموعة سكنية يشغلها بعض الأعوان التابعين لسونلغاز، في حين يحرم منها الآخرون. ولاية بسكرة تشهد هي الأخرى في الآونة الأخيرة ندرة حادة في قارورات غاز البوتان، مما تسبب في خلق أسواق موازية لهذه المادة الحيوية والمطلوبة بكثرة من طرف السكان خاصة في فصل الشتاء. حيث وصل سعر القارورة الواحدة إن وجدت 300 دج، وهو الأمر الذي اضطر العديد من العائلات للعودة لاستخدام الحطب في الطهي، خاصة في المناطق الريفية. والمعروف أن العديد من مناطق الولاية مازالت تعاني من تغطية ضئيلة لشبكة غاز المدينة، خاصة بعد تعثر مشروع مد شبكة الغاز لأسباب متعددة. كما تعاني بلديات وقرى الجهة الجنوبية بولاية النعامة من نقص في التزود بغاز البوتان، مقارنة بالجهات الشمالية التي استفادت من الغاز الطبيعي، حيث تم ربط جل هذه البلديات بهذه المادة، خاصة في هذا الفصل البارد، أين تصل درجة الحرارة في ولاية النعامة إلى ما دون الصفر. وهذا ما اضطر سكان القرى التابعة لبلديات الصفيصفة ومغرار إلى اللجوء إلى اقتناء قارورات البوتان من المدن المجاورة، حيث وصل سعر القارورة 300 دينار، زيادة على مصاريف النقل أو البقاء لساعات بانتظار من يقلهم إلى محطات توزيع الغاز أو إلى نقاط البيع للتزود بالمادة.