تنطلق، السبت، بالمسرح الجهوي لمدينة قسنطينة و إلى غاية 25 من الشهر الجاري، فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الدولي لموسيقى المالوف، تحت شعار " الجزائر في القلب"، بحضور السلطات الولائية، و محافظ المهرجان جمال فوغالي، إلى جانب حضور وجوه فنية و ثقافية يمثلون ستة دول عربية. و حسب محافظة المهرجان فإن الطبعة هذه السنة التي تتزامن و الاحتفالات الخاصة بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية سيعرف مشاركة ثلاثة جمعيات حازت على الجوائز الأولى في المهرجان الوطني الأخير المخصص للموسيقى المالوف، إلى جانب مشاركة فرق جزائرية أخرى من ولاية البليدة، من قسنطينة، بالإضافة للجمعية القسنطينية للتراث الموسيقي وفرق ضيفة بالمهرجان، و وفقا لذات المصدر فأن العنصر النسوي سيكون حاضرا و بقوة في المهرجان من خلال مشاركة فرقة "أريج" من المغرب، و "ثلاثي الطرب الأصيل" من مصر، وفرقة "الطيور" من العراق، بالإضافة للمطربة "لميس الخوري" من سوريا، و"نينا" من لبنان، و"سينية" من تونس. أما عن حفل الافتتاح يضيف ذات المصدر و الذي سيكرم خلاله الفنان الشيخ عبد الرشيد بوخويط عرفانا بعطائه الفني، سينطلق بحفل موسيقي للفنانين عباس ريغي، وتوفيق تواتي من قسنطينة، وتوفيق بن طيار من ميلة ، بالإضافة إلى المطرب سليم رفاس من عنابة. من جهته أكد حسن فوغالي أن المهرجان يعد متنفسا لفن المالوف بقسنطينة، و أنه أضحى عادة ينتظرها كل سنة سكان قسنطينة، و كل عشاقه من باقي الولايات المجاورة، لكونه يمثل نوعا خاصا من الطرب الموسيقى الأصيل المتربع في الساحة الفنية الجزائرية، والمغاربية. الجدير بالذكر، تعد موسيقى المالوف الطابع الذي اشتهرت به مدينة قسنطينة و هو نوع من الموسيقى العربية الأندلسية، في البداية كانت نوبات المالوف متأثرة بمدرسة إشبليا، ثم بعدها بالموسيقى العثمانية، و من أشهر النوبات نجد نوبة ذيل، نوبة ماية، نوبة مزموم، نوبة سيكة، بالإضافة إلى نوبة الزيدان و نوبة حسين صابة، فالموسيقى الكلاسيكية الجزائرية هي وريثة الموسيقى العربية، التي تعدّ بذاتها خلاصة للحضارات الشرقية القديمة، ولا تزال تحتفظ بتسمياتها الفارسية إلى يومنا، وباحتكاك بلاد المغرب ببلاد الأندلس، عرفت الموسيقى مسارا خاصا بها إلى أن تحرّرت من المدرسة الكلاسيكية الشرقية، ونتج عنها منظومة من 24 نوبة، تمزج بين القواعد النظرية والرموز الميتافيزيقية، وكل نوبة تمثل ساعة من الزمن، لكن لم يبق منها سوى ست عشرة نوبة، أربع منها غير مكتملة في مدرسة الجزائر العاصمة، لتكون بذلك البلد الذي يحتفظ بأكبر عدد من النوبات، و بعد سقوط غرناطة وجد هذا الفن ملجأ في كبرى المدن و الحظائر المغاربية على غرار تلمسان و الجزائر و قسنطينة و فاس ، و تونس، ففي الجزائر مثلا نجدها ممثلة بثلاثة مدارس و هي على التوالي مدرسة تلمسان "الغرناطي"، مدرسة الجزائر " الصنعة"، و مدرسة قسنطينة "المالوف" و المرتبطة بإشبليا، كما يجدر الذكر أن النوبات أدخلت في الأندلس على يد أب الموسيقى العربية الأندلسية زرياب. نسرين أحمد زواوي