في خطوة تكشف مدى سعي الطرف الفرنسي لاستثمار اعتراف فرانسوا هولاند بالجرائم المرتكبة بحق المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر 1961، دعا وزير المحاربين القدامى الفرنسيين، عبد القادر عريف، الجزائر إلى "القيام بخطوة"، في طريق رد الاعتبار لفرنسيي الجزائر. وقال وزير شؤون المحاربين القدامى الفرنسي، قادر عارف، إن باريس تنتظر خطوة من الجزائر بخصوص قدامى المحاربين في الجيش الفرنسي "الحركى"، وهو أول تصريح لمسؤول فرنسي، يتحدث فيه عن العلاقة بين الجزائر وباريس، بعد اعتراف فرانسوا هولاند بجرائم الشرطة الفرنسية بحق المهاجرين الجزائريين الذين تظاهروا في 17 أكتوبر 1961 في باريس. ودعا قادر عارف، في حوار نشر أمس الأحد على موقع جريدة " لوجورنال دو ديمانش"، الطرف الجزائري إلى الرد بخطوة ممثالة لتلك التي صدرت عن الطرف الفرنسي، أكد أن اعتذار الرئيس الفرنسي عن الأحداث الدامية ل 17 أكتوبر 1961 يجب أن يقابله تحرك جزائري في اتجاه الاعتراف بحقوق الجزائريين المقيمين بفرنسا في إشارة إلى "الحركى" والفرنسيين من أصل جزائري في إشارة إلى الأقدام السوداء، بزيارة البلد الذي ولدوا فيه وبالسماح لمن يريد منهم أن يدفن هناك. ولاحظ المسؤول الفرنسي أن سفره إلى الجزائر رفقة فرانسوا هولاند خلال زيارته الجزائر في 2006 و2010، سمحت له بالوقوف على إرادة لدى المسؤولين الجزائريين في مناقشة هذا الملف وإيجاد حلول نهائية له، غير أنه لم يصدر عن الوزير الفرنسي ما يشير لاقتناعه بشرعية المطالب الجزائرية المرفوعة في وجه السلطات الفرنسية منذ الاستقلال. وزير قدماء المحاربين الفرنسيين، الذي ولد في الجزائر، حرص على الإشارة إلى أن زيارة فرانسوا هولاند للجزائر في بداية شهر ديسمبر المقبل، سوف لن تكون محطة ثانية على طريق اعتراف باريس بجرائمها الاستعمارية في الجزائر، وقدر بأن شرعية هذا المطلب يجب أن تتحدد في إطار جو من النقاش الموضوعي والمعمق بشأن المشاكل المتعلقة بالذاكرة المشتركة بين الجزائر وباريس. وأوضح ممثل الحكومة الفرنسية أن الرئيس هولاند "سيذهب إلى الجزائر حاملا مسؤولية كبيرة، ولا تقتصر الزيارة على بلد يملك فيه أصدقاء كثر بل بفتح نقاش عاجل مع المسؤولين الجزائريين حول الوضع الأمني في الساحل وإعادة إحياء فضاء التبادل الإقليمي بعد فشل مشروع الإتحاد من أجل المتوسط وكذا التوقيع على اتفاقية بين البلدين". وفي سياق ذي صلة، قال رئيس الدبلوماسية الفرنسية، لوران فابيوس، إن الجزائريين لا يطالبون فرنسا بالاعتذار، ومن ثم فمطلب اعتذار فرنسا غير مطروح في زيارة هولاند للجزائر، وأكد الوزير الفرنسي في تصريح لإذاعة "أوربا 1" أن مشروع اتفاق الصداقة الذي كان من المقرر أن يتم التوقيع عليه في العام 2005، قد صار من الماضي، وأن الأمر استبدل ب "شراكة استثنائية" كما أراد الطرف الجزائري. عمراني. ب