يتجدد للمرة السابعة بمدينة ندرومة بتلمسان موعد الملتقى الدولي، المخصص للتراث الحي المتواجد بالمدينة و نواحيها، الذي سينظم هذه السنة ضمن الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر تحت موضوع التراث الحي لمدينة ندرومة و نواحيها، تاريخ و ذاكرة الإرث الأندلسي، حيث يسعى هذا الموعد الثقافي في كل مرة حسب ما أكده لنا رئيس الجمعية الموحدية "ميدون عز الدين"، إلى البحث عن الكيفيات المستعملة في التبليغ و استعادة التراث الأندلسي بجميع أشكاله و ممارساته لمعرفة مختلف أشكال التحولات الاجتماعية الثقافية و اللغوية بندرومة و نواحيها، حيث يرى أن كل تساؤل يساعد بدون شك على توضيح بالبحث و التحليل، ظروف التقارب و التوافق للثقافة العربية المغربية، و يؤدي كذلك إلى تحليل دقيق لمفهوم التراث المادي و اللامادي الذي يعود بنا إلى القرون العابرة في التاريخ المحلي. اللقاء الذي سينظم الأسبوع المقبل ويدم ثلاثة أيام بالتنسيق مع جمعية الحفاظ على التراث "مرممون بلا حدود" الاسبانية، سيساعد على مد جسور التعاون الثقافي و العلمي و التقريب باستمرار ثقافة و علاقة الشعوب، كما يهدف حسب محدثنا إلى دراسة شهادات و ثراء التراث المحلي و يحدد المكانة التي قد يحتلها التراث في الحياة الإجتماعية و الثقافية لسكان المنطقة، كما يدعو إلى ضرورة الاهتمام بالإجراءات المتخذة في مجال التراث ، كإنشاء ورش عمل فنية أو بيداغوجية، و حرف تقليدية قديمة، تأسيس مواقع لإعادة التأهيل ، مع تنظيم بعض المعارض، و الدعوة إلى تثمين التراث العربي الأندلسي من خلال تنظيم و إحياء التظاهرات الثقافية، الحفلات الموسيقية و المعارض المتخصصة في مجالات الهندسة المعمارية و الأدب و الفن و العلوم على المستوى الوطني و الدولي، كما يهدف الملتقى يؤكد رئيس الجمعية الموحدية إلى نشر دوريات لها علاقة بالعالم العربي الأندلسي، و العمل على تطوير وتأهيل و إعادة الاعتبار للحرف التقليدية، مع المساهمة في الحفاظ على الهندسة المعمارية العربية الأندلسية و الزخارف الداخلية و المواد التقليدية المستخدمة و جعل من الموسيقى الأندلسية تراثا فنيا حيا ، كما يسعى الملتقى الدولي السابع هذا إلى التعريف بالعالم العربي الأندلسي بواسطة السندات و الوسائل السمعية البصرية، و الاقتراب من المؤسسات العمومية لإثراء مكتبة الموحدية بالوثائق و الكتب الخاصة بالمدينة و المنطقة، مع تشجيع المشاريع البحثية التي تتعلق بالتراث و تاريخ ندرومة، هذه المدينة التي قال عنها عز الدين ميدون أنها تواجه تغير مستمر، تداخلته بناءات فوضوية، حول من الطابع التقليدي إلى العصري، هذا ما يستدعي –يؤكد- اتخاذ إجراءات مقابل هذه التطورات و الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، مع الأخذ بعين الاعتبار القيمة الفنية و التاريخية لهذا التراث، و استغلال جانب التنمية المستدامة مع التأكيد على العوامل التاريخية و الجغرافية و تبادل الآراء للتذكير و التأكيد على كل هذه الاعتبارات التاريخية و التراثية ، و ضرورة عدم نسيان الإرث الأندلسي المشترك بين ندرومة و الأندلس بما في ذلك الموسيقى الأندلسية. و فيما يتعلق بمحاور هذا الحدث الذي اعتادت جمعية الموحدية على تنظيمه كل سنتين أو ثلاثة سنوات ، كتكملة لأعمال الملتقيات التي سبقت و انتظمت في مختلف ولايات الوطن على غرار تلمسان، الجزائر العاصمة و وهران، يشير محدثنا إلى وجود ثلاث محاور هامة، تتلخص في تحديد و تسليط الضوء على التراث العربي الاندلسي، تاريخ ندرومة و علاقته مع العالم العربي الأندلسي، الموسيقى العربية الأندلسية تراث حي للمستقبل، حيث يهدف هذا المحور إلى إثبات وجود نظام لنقل المعرفة و الدراية بخصوص الموسيقى الأندلسية و يضمن الحفاظ عليها كتراث فني. و عن أهمية هذه الملتقيات قال رئيس الجمعية الموحدية أن التراث المادي و اللامادي يأخذ مكانة في ثقافة ندرومة و نواحيها، كالعادات، التقاليد، التصرفات ،المعاملات، الإشارات، الأغاني و الموسيقى ذات أصول أندلسية كلها تساهم و تدعم الممارسات ذات الطابع المحلي، و كيف ما كان نوع هذا التراث، موروثا أو مستوردا فإنه يترك بصماته مع الوقت و الزمن. مليكة.ب