ارتأت الجزائرالجديدة بعد الجولة الميدانية التي قادتها إلى بعض أحياء براقي، أين التقت بمجموعة من المواطنين الذين استغلوا فرصة تواجدنا لسرد أهم مشاكلهم العالقة وتساؤلاتهم التي عبّروا من خلالها عن فضولهم الكبير في معرفة أهم المشاريع التنموية التي سطرتها السلطات المحلية بالبلدية، والتي من شأنها إخراجهم من دائرة التهميش والمعاناة التي طال أمدها، لذا عكفت الجزائرالجديدة على التنقل الى مقر البلدية، لنقل كامل انشغالات السكان الى نائب رئيس البلدية المكلف بالشؤون الاجتماعية "محمد قطاف" الذي استقبلنا بمكتبة، وبصدر رحب أجاب عن كافة الاسئلة، كما كشف عن جملة المشاريع التنموية التي تم تسطيرها لسنة 2010، والميزانية المالية الأولية المخصصة لإنجازها، و لقد كان ذلك بحضور رئيس لجنة الادارة و المالية بالبلدية "مسعود جبارة" فكان لنا معه هذا الحوار. الجزائرالجديدة:كيف تقيّمون الوضع حاليا على مستوى بلدية براقي؟ محمد قطاف: يمكن القول أن بوادر التنمية قد بدأت بالظهور، بعد سنة ونصف من تعطل عجلة التنمية وتجميد مختلف المشاريع، والدليل على هذا فقد أصبحت البلدية عبارة عن ورشة كبيرة مفتوحة لإتمام إنجاز أشغال مختلف المشاريع، حيث كانت البداية الاولى تتعلق بمشاريع تعبيد الطرقات، فهناك ما تم إكمالها، أما بقية المسالك فهي عبارة عن ورشة، حيث عرفت البلدية انطلاقة قوية بالنسبة لتهيئة الطرقات التي طالما شكلت احدى نقاطها السوداء. * ماهي المشاريع التي انتهت البلدية مؤخرا من إنجازها؟ سؤال وجيه، وبهذا الخصوص أود القول ان البلدية قد شهدت إنجاز العديد من المشاريع وجهت في غالبيتها لقطاع الاشغال العمومية الذي اخذ حصة الاسد، فقد انتهينا من تعبيد سبعة طرق تتواجد في أحياء مختلفة، ففي حي حوش ميهوب قمنا بتعبيد أربع طرق، ثلاثة منها قد انتهت الأشغال بها بنسبة مائة بالمائة، كما قمنا بتعبيد طرقات حي "كاربونال" والطرقات المتواجدة وسط مدينة براقي على غرار طريق شارع " بوعلام قدور" ومدخل طريق "دكاني السعيد"، وبالنسبة لقطاع الشباب والرياضة، فقد تمكّنا من إنجاز قاعة لممارسة رياضة "الجيدو" بمدخل براقي، فضلا عن انتهاء الاشغال بالمركب الرياضي المتواجد بحي بن طلحة، كما قمنا بإعادة ترميم ملعب كرة اليد، ملعب كرة السلة و الكرة الحديدية، كما ان الاشغال انتهت بالنسبة لمشروعي 20 محل في حي " محمودي" كما تم إنجاز حدائق وأماكن للتسلية والترفيه في حي بن طلحة ومدخل براقي، فضلا عن إنجاز ثانوية استقبلت أول تلاميذها خلال الموسم الدراسي الحالي. * كم تقدّر ميزانية البلدية التي تم تخطيطها لسنة 2010؟ وهل في رأيكم تكفي إنجاز مختلف المشاريع التنموية؟ ** تقدر ميزانية البلدية الاولية خلال هذه السنة ب 73 مليار سنتيم معظمها موجه لقطاع الاشغال العمومية، وكتقدير أولي أرى أنها غير كافية لأن المشاريع المسطرة كبيرة، حيث عانت البلدية تخلفا تنمويا كبيرا و منذ عدة سنوات، بعد الدمار والخراب الذي لحق بها جراء تعرضها لالة الدمار الارهابية خلال العشرية السوداء، وقد برمجنا في المخطط الخماسي عدة مشاريع ونحن نتمنى أن ننتهي من انجازها قبل نهاية العهدة، ولذلك نحن نعتمد على إعانات المصالح الولائية التي ساعدتنا كثيرا، كما اننا برمجنا المشاريع القديمة وخصّصنا لها غلافا ماليا قدره 10 مليار سنتيم لاكمال إنجازها، وعن ميزانية البلدية الحالية فإن 50 مليار سنتيم مخصص للتسيير و 20 مليار سنتيم موجهة للتجهيز. * هل لك أن تطلعنا عن قائمة المشاريع التي تم تسطيرها خلال هذه السنة. ** مازلنا نركز على المشاريع ذات الصلة بتهيئة الطرقات والنظافة، حيث مازالت أحياء البلدية تعاني من هاذين الجانبين، اذ تعد من نقاطهما لاكثر سوادا، فالمشاريع عامة بالنسبة لسنة 2010 موجهة غلبها للطرقات، على غرار تهيئة طرقات وسط المدينة، و حي بوداداس، حي 2004 مسكن، هذا الاخير الذي خصص له غلافا ماليا قدر 240 مليار سنتيم، طرقات "احمد نازنى"، بالاضافة الى اكمال انجاز قاعة للجيدو المتواجدة في مدخل البلدية، ومكتبة بلدية وسط المدينة، وانجاز اربع مدارس جديدة وخمسة مطاعم مدرسية، فضلا عن اقتناء شاحنات دكاكة لرفع القمامة، ولقد تحصلنا حاليا على ثلاث شاحنات كاعانة من الولاية بمبلغ مليار و800 مليون سنتيم، كما سنقوم باقتناء أربع شاحنات دكاكة أخرى وشاحنتين مختصة كبيرة بغلاف مالي يقدر بحوالي 3 ملايير سنتيم، وذلك كله بهدف القضاء على القمامة. * فيما يخص حي 2004 مسكن الذي يعد من بين أكبر التجمعات السكانية على مستوى البلدية، لا يزال سكانه يشتكون من الحالة الكارثية التي تشهدها مختلف المسالك، فضلا عن ضعف الانارة العمومية والانتشار الواسع للأوساخ، متى سينال هذا الحي نصيبه من التنمية؟ ** منذ 25 سنة من إنشاء الحي، البلدية قد أهملته لفترة لأن التسيير انذاك كان يعود وبالدرجة الأولى إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري، لكن المجلس الشعبي البلدي حاليا قد أخذه بعين الاعتبار، حيث تمت برمجته خلال هذه السنة للاستفادة من برنامج التنمية المحلية وبإعانة من طرف المصالح الولائية خصصنا له غلافا ماليا قدره 24 مليار سنتيم، 12 مليار منها مقتطعة من ميزانية الولاية، أما 12 مليار الباقية فمن ميزانية البلدية، وفي أقرب الآجال الممكنة ستنطلق بها اشغال تهيئة الطرقات والإنارة العمومية.* أين وصلت أشغال مشروع ال 100 محل تجاري؟ بالنسبة لبرنامج رئيس الجمهورية المتعلق بإنجاز مشروع ال100 محل تجاري، فقد انتهت أشغال المشروع في موقعين، وأنا شخصيا قد استلمت مفاتيح هذه المحلات رفقة مصالح من الدائرة الادارية، وهي 20 محل تجاري المتواجدة بحي محمودي محمد، المتكونة من طابق أرضي وطابق علوي، بما يفي أن 40 محلا صارت جاهزة، أما الموقعين الآخرين المتبقين أحدها متواجد بحي 2004 مسكن هذا الأخير الذي عرف في وقت سابق بعض العراقيل والمشاكل مع سكان الحي ووصلت القضية الى أروقة العدالة، غير أن الأشغال قد انطلقت مجددا في 20 محل المتواجد بذلك الحي ووصلت نسبة الإنجاز تقريبا 40 بالمئة أما الشطر المتبقي، فلم يتم بعد اختيار الأرضية المناسبة لإنجاز المحلات، وفيما يخص الملفات ستتكفل بدراستها لجنة على مستوى الدائرة الادارية لبراقي، وقد بدأت اجتماعاتها الدورية، فما على الشباب الراغب في الاستفادة منها سوى التقدم بملفه الى مقر الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، أو الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر أو الصندوق الوطني للتامين عن البطالة. * تعاني بلدية براقي على غرار العديد من بلديات الجزائر العاصمة من استفحال ظاهرة التجارة الفوضوية، ما هي الإجراءات التي سيتم اتخاذها لاحتوائها؟ * شكرا على هذا السؤال بخصوص التجارة الموازية، فقد قمنا في البداية بالقضاء على السوق الفوضوي الذي كان متمركزا على مستوى شارع سعيد يحياوي بالقرب من السوق البلدي، حيث كان المكان يعج بالتجارة الفوضوية، لذا عملنا بجهد على إزالة ذلك السوق الذي شوّه المنطقة، ولم يكن ذلك سهلا علينا، لكننا تمكّنا من القضاء عليه، مصالح الدائرة الإدارية كانت قد برمجت مع الولاية ثلاث أسواق جوارية سوق في حي بوقرعة وسوق في حي المرجة، وآخر في حي محمودي ببن طلحة، حيث قمنا بنشر إعلان بالجريدة الرسمية لكل شاب يريد أن يعمل ما عليه سوى التقدم إلى المصالح البلدية وتقديم ملفه للاستفادة عن طاولات بتلك الأسواق، حيث كانت شروط العمل في تلك الأسواق الجوارية تقضي بضرورة البيع لنصف يوم أي الفترة الصباحية فقط، لكن الشباب رفضوا الوضع وطالبوا بتأمين السوق بوضع بوابات حديدية لضمان عدم نهب سلعهم، وهذا الإشكال عرف أخذ ورد بين مصالح البلدية، والدائرة والتجار، وبعد فترة تم الاتفاق على تخصيص ميزانية لهذه الأسواق لبنائها بشكل يحمي سلعهم، فالتجار أكدوا أنهم لا يستطيعون العمل بسوق غير آمن، كما أن هناك فئة من التجار تتخوف من الإنطلاق بممارسة نشاطهم التجاري في مكان جديد، ولفرض الربح السريع يفضلون التجارة الفوضوية. * أين ميزانية البلدية من المشاريع المتعلقة بقطاع التربية والتعليم، الشباب والرياضة والصحة العمومية؟ ** بداية نشكر فخامة رئيس الجمهورية ومختلف الجهات المسؤولة على اختيار بلدية براقي لإنجاز مشروع ضخم وهو مستشفى ب 240 سرير الذي سيتواجد في مختلف البلديات المجاورة، وفي سياق متصل، لا ننسى أننا قد طلبنا بإعادة استرجاع المستشفى القديم ببلدية براقي الذي تبلغ طاقة استيعابه 60 سرير، والذي تم استغلاله خلال العشرية السوداء بتحويله إلى مركز أمني، غير أننا مؤخرا قمنا بإعطاء قطعة أرض للمصالح الأمنية لبناء مقر جديد وبذلك نتمكن من استرجاع ذلك المستشفى، كما قمنا بتوجيه طلبات لمديرية الصحة ووزارة الصحة لبناء قاعات علاج على مستوى بعض التجمعات السكنية التي لا زالت تفتقر لها، وذلك بهدف تغطية كل الأحياء، على غرار حي المرجة، وحي المناصرية أما فيما يخص قطاع الشباب والرياضة، فنشكر كذلك مختلف الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة على اختيار بلدية براقي لإنشاء مشروع العصر والمتمثل في بناء ملعب أولمبي ذو طاقة واستيعاب تصل إلى 45 ألف متفرج سيتواجد عند مدخل البلدية حيث انطلقت عملية إنجازه مؤخرا، كذلك قمنا بإعادة تهيئة الملعب البلدي المتواجد وسط براقي، زوّدناه بالعشب الاصطناعي، كما تم إنجاز شبه مركب رياضي في حي بن طلحة وهو جاهز لاستقبال الرياضيين، فضلا عن إنشاء ملاعب جوارية لكرة القدم تقريبا في كافة الأحياء، فضلا عن إنجاز قاعة للجيدو عصرية جدا، وصلت نسبة الأشغال فيها ما بين 60 و 65 بالمائة، وقاعة متعددة الرياضيات عند مدخل بلدية براقي وصلت نسبة الإنجاز 80 بالمائة تقريبا، وبمساهمة مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر قمنا بترميم ملاعب كرة اليد كرة السلة وملعب الكرة الحديدية وكرة القدم، أي إعادة ترميم كافة المركب الرياضي وخلال الأيام القليلة القادمة سنقوم بتدشينه، ناهيك عن برمجة إنجاز قاعة متعددة الرياضيات في حي المرجة، ومنه يمكن القول أنه بالنسبة للجانب الرياضي هناك العديد من البرامج الثرية وعن قطاع التربية والتعليم، ستعكف البلدية على إنشاء 5 مطاعم مدرسية و 4 مدارس ابتدائية فضلا عن إعادة تهيئة كل المدارس القديمة، وفي هذا الشأن قمنا بتخصيص غلاف مالي قدره 10 ملايير سنتيم لتهيئة تلك المدارس.* كم بيتا قصديريا تحصون على مستوى البلدية؟ ** قمنا بإحصاء 1613 بيت قصديري موزعة على 27 موقع، ولقد عكفت الجهات المختصة على بناء 5 مراكز للمراقبة يتواجد بها مقر للفرع البلدي أي مراقب من البلدية، مكتب للشؤون الدينية، مكتب للشرطة ومكتب للشباب والرياضة، وهذه المواقع الخمسة موزعة تقريبا على كافة تراب البلدية، غير أن هناك مواقع يتواجد بها 10 بيوت قصديرية وهناك مواقع أخرى تضم 200 بيت قصديري.* هل استفادت البلدية من حصص سكنية اجتماعية أو تساهمية؟ ** بالنسبة للسكن التساهمي لحد الساعة لم تستفد البلدية منه، أما فيما يخص السكنات الاجتماعية فالبلدية قد عرفت مشاريع كثيرة من ضمنها 700 مسكن على مستوى حي بن طلحة و 180 مسكن في ذات الحي و 500 مسكن انتهت الأشغال بها في حي الميهوب، وكذا مشروع آخر من 500 مسكن في حي الميهوب وصلت نسبة الأشغال بها 30 بالمائة، وألف مسكن سيتم إنجازها ما بين حي بن طلحة وحي الميهوب، ومنه يمكن القول أن بلدية براقي قد عرفت مشاريع ضخمة في جانب السكن الاجتماعي.