لا زال سكان باب الوادي القصديري الواقع بمدينة مسلمون ضواحي تيبازة يتجرعون مرارة غياب التنمية في ظل التخلف الكبير الذي يعيشون فيه، ما حوّل حياتهم إلى بدائية، وقد أجمع معظم السكان على أن الفقر احتل المراكز الأولى على مستوى هذه المنطقة والذي اجتاح معظم العائلات القاطنة هناك .عائلات تتخذ من منحدرات الجبال مسكنا لها شهدت المنطقة عدة علميات خلال التصعيد الأمني في السنوات الماضية وخوفا على حياتهم وحياة أبنائهم لجأت معظم العائلات إلى التنقل نحو سفوح الجبال وكذا المرتفعات بعد أن كانوا يقيمون في أعالي الجبال كمدينة بوحريز وبوزيرو وعمارشة، وقد عبّر السكان عن غبنهم الشديد لما آلوا إليه، ووصفوا منطقتهم بحلقة الموت نظرا للأخطار الكبيرة، التي يواجهونها، وفي ذات السياق أكد السكان على أن المرافق الأساسية تنعدم هنا تماما نظرا للموقع الجغرافي الذي تتوسطه، حيث لا توجد قنوات الصرف الصحي ما حوّل المكان إلى مفرغة عمومية مع انتشار الروائح الكريهة وتسرب بعض السوائل السامة التي شوّهت المنطقة، وأصبحت مسرحا لتفاقم الأمراض والأوبئة خصوصا بالنسبة للأطفال المقيمين هناك، وقد اشتكى السكان من ظهور بعض الأمراض الخطيرة نتيجة لتسرب البعوض وبعض الحشرات السامة خصوصا المرض الجلدي الخطير والمعروف "بالليشملنيا" ناهيك عن انتشار الفئران في البيوت والتي أضحت تشكل فردا من العائلات المقيمة هناك. الطين مادة أساسية لسكناتهم وبالنظر إلى الوضعية الصعبة التي يعيش فيها السكان فقد استحال على العائلات بناء مساكن بمواد أساسية، فاتخذوا من الطين أولى موادهم لتشكيل منازلهم حتى أن بعضها أصبحت غير صالحة للسكن والإقامة سبب هشاشتها، كما أصبحت تشكل خطرا كبيرا على القاطنين خصوصا في فصل الشتاء بسبب تعرضها للانجراف والمؤدية مباشرة نحو الوادي، وقد أضاف معظمهم أن بعض المنازل قد تعرّضت للسقوط مخلفة أضرارا مادية كبيرة، وعلى حد تعبير بعض القاطنين فإن الفقر لم يكفيهم ليزيد عليهم مشكل انحراف السيول لبيوتهم.وفي خضم المعاناة يناشد سكان باب الوادي تدخل السلطات لإنقاذهم من الموت المحتم، ويطالبون بتوفير المرافق الأساسية حتى يحضوا بحياة كريمة.