تتواصل معاناة سكان البيوت القصديرية بكل من حي السفينة وسيدي امحمد الواقعان بإقليم بلدية باب الزوار، في ظل غياب أدنى مؤشرات العيش الكريم التي تصلح للجنس البشري، مع العلم أن السلطات المحلية للبلدية قامت بإحصاء 630 بناية فوضوية عبر 23 موقعا بإقليم البلدية، ويعتبر هذين الموقعين أحد المواقع التي تسعى الجهات المعنية للقضاء عليها في أقرب الآجال، ومن جهة أخرى استغلال العقار لانجاز مشاريع تنموية تعود بالفائدة على سكان البلدية، إلى جانب المحافظة على المنظر الجمالي لإقليم البلدية، الذي عرف تشوها كبيرا في الآونة الأخيرة. رغم اختلاف الأسباب الكامنة وراء التحاق هؤلاء القاطنين بهذه البيوت الفوضوية فإن المعاناة واحدة لا تختلف عن بعضها البعض وتتجسد في غياب أدنى مظاهر الحياة الكريمة، وانعدام جميع المرافق الضرورية، التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية للمواطن. فسكان البيوت القصديرية بحي السفينة وسيدي امحمد والجزيرة يتجرعون مرارة العيش، تحت أسقف وجدران مبنية بطريقة فوضوية لا تحمي من قر الشتاء ولا حر الصيف، والتي هي عبارة عن قطع من الزنك والترنيت، تتسبب في أمراض عديدة للقاطنين خاصة جراء ارتفاع نسبة الرطوبة لغياب التهوية بشكل كلي ناهيك عن الانتشار الرهيب للجرذان والثعابين التي تتسلل لداخل مساكنهم التي أضحت تثير الرعب والخوف في نفوسهم وكذا أبنائهم الصغار، الذين لم يضفروا بمحيط ملائم لمزاولة دراستهم التي تعرف تذبذب كبير، ومما زاد من تخوف القاطنين هو عدم إدراج أسمائهم ضمن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية المزمع توزيعها ضمن المخطط السداسي الأول لهذا العام. وقد أضاف محدثونا أنهم قاموا تكرارا بإيداع ملفاتهم لدى المصالح المكلفة بالشؤون الاجتماعية على مستوى البلدية، لكن لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تتجسد على أرض الواقع. انقطاع التيار الكهربائي وغياب قنوات الصرف الصحي ومما زاد من تذمر هؤلاء القاطنين، هو الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بمجرد هبوب بعض الرياح وذلك راجع للتوصيل العشوائي لخيوط الكهرباء بالمولد الرئيسي، والذي لا يستوعب الكم الهائل لجميع السكان، وفي هذا السياق تحدّث المعنيون أن غالبا ما تحدث شرارات كهربائية، وعلى مستوى المولد الكهربائي مما أضحى يهدد حياة السكان، وأضاف القاطنون بالحي أن غياب قنوات الصرف الصحي هو الآخر أضحى هاجسا كبيرا ينغص حياتهم جراء تسرب المياه القذرة، أمام مداخل سكناتهم مسببة لهم روائح كريهة تسد النفوس وتسبب الحساسية، والأمر يتفاقم بمجرد سقوط الأمطار، أين تختلط المياه القذرة بمياه الأمطار مشكلة برك يصعب التنقل عبرها، إضافة إلى ضيق المكان الذي أصبح لا يتسع للعديد من العائلات التي يتعدى أفرادها العشرة، ناهيك عن عزوف الشباب عن مشروع الزواج مع العلم أن أغلبتهم تعدى سنه 35 سنة، فيما يلجأ البعض منهم لتشييد بيوت فوضوية بذات الموقع. هذه الظروف أنشأت جيلا متعصبا لا يفقه إلا للغة الشجارات والمخدرات، حيث تعرف أغلب أحياء البيوت القصديرية سلسلة من الانحرافات أبطالها شباب معظمهم خريجي سجون، يقضون وقتهم في السرقة والاعتداء على المارة.