الدعاء : فما استجلبت الخيرات بمثله ، وهكذا كان هدي الصالحين يضرعون إلى بارئهم أن يوفقهم لبر والديهم وأن يكون آباؤهم وأمهاتهم راضين عنهم ، قال تعالى رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه .. الآية . 2- تذكر نعمة وجودهما وأنهما راحلين : أجل إن هذين الوالدين اللذين يستنير البصر برؤيتهما وينجلي الحزن بابتسامتهما وتتوالى المسرات بفرحهما .. هذان الوالدان قد يأتي يوم يُصّدِّع القلب مَسَاؤه ويُفَطِّر الكبد صباحه ، حيث تصبح أو تمسي وقلبك مجروح بفقد أحد والديك ، وغيابه عن ناظريك .. فهل تأملت تلك اللحظات العصيبات !! إن وجود والديك أو أحدهما نعمة عظمى ومنحة كبرى ، فبادر بشكرها بعظيم برهما ، وعمل كل أمر يسرهما .. 3- تذكر الأجر المرتب على برهما : الوالدان باب من أبواب الجنة ، إذا بررتهما وقد يكونان سبباً في شقائك إن أنت أسرفت في عقوقهما ، فإذا تذكرت ما في برهما من الأجر الجزيل وما في عقوقهما من الإثم العظيم كان ذلك دافعاً قوياً للحرص على برهما . 4- كما تدين تدان : نعم .. كما تدين تدان وكما تبر والديك اليوم فسيكون بر أولادك لك غداً .. وأيضاً كما تعق والديك اليوم ، فمن ورائك عقوق أبنائك لك غدا . والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحداً .. فاحذر أن تُشقي نفسك فتشقي أبناءك معك ومن بعدك .. 5- أداء الدّين عنهما : خاصة إذا كانت لهما تركة فقد وجب القضاء من تركتهما قبل قسمة الميراث ، وإن لم يكن لهما مال وعليهما دين فإن الواجب عليك أن تسارع إلى تسديد هذا الدين عنهما براً لهما وإحساناً .. 6- إنفاذ الوعود التي وعدها أبواك ، فيستحب لك أن تفي وتنجز لهما ما وعدا وفاءً لهما وابتغاء الأجر والثواب من الله عز وجل . 7- ترك النياحة عليهما إذا ماتا : لأن النياحة لا تفيد بل تضر .. أما مجرد البكاء مع دمع العين وحزن القلب فلا جناح على من صدر منه ذلك ، ولنا في رسول الله أسوة حينما مات ولده إبراهيم .. 8- الصدقة الجارية : فهي تفيد الميت مما يصل ثوابها إليه .. وقد نقل الإمام النووي رحمه الله الإجماع على ذلك . شرح صحيح مسلم (4/167 ) . ومن أفضل الصدقات الجارية سقيا الماء ، كما قال أهل العلم .. 9- الصيام عنهما إذا ماتا وعليهما صوم .. مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ( من مات وعليه صيام ، صام عنه وليه ) . والحديث في الصحيحين . 10- الحج عنهما إذا ماتا ولم يحجا . لقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي أتت تسأل عن أمها ، فقال : ( حجي عنها ) . والحديث في الصحيحين . وحتى إذا كانا كبيرين ولا يستطيعان الحج .. والعمرة أيضاً جائزة عن الوالدين . 11- إسترضاء الخصوم : كأن تكون بين والدك وبعض الناس قبل الممات شحناء وخصومة ، فقم بطلب العفو عن أبيك ودعائهم له ، وكذا عن والدتك . 12- صلاة الولد على والديه بعد مماتهما : إن أمكن أن يصلي عليهما صلاة الجنازة كإمام للمصلين ، فعل ذلك ؛ لأن الابن – في الغالب – يكون أشد إخلاصاً في الدعاء لوالديه والله تعالى أعلم . 13- أن تصل أهل ود أبيك أو أمك : وذلك كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه ) صحيح مسلم برقم ( 2552 ) وذلك أيضاً من حسن العهد ومن الوفاء والصلة المحمودة .. فواصل صلة الرحم التي كان يصلها أبوك ولا تقطعها .. 14- واصل مسيرة الخير التي سار فيها والدك : إن كان والدك يعطي الفقراء والمساكين ، فواصل العطاء ولاتبخل على هؤلاء .. 15- أصلح ما أفسده والدك : بمعنى إن كان والدك قد اقترف سوءاً أوجره إلى مسلم أو ظلم شخصاً أوقطع رحماً .. الخ ، فعليك إن كنت تريد رحمة والدك مما هو فيه من العذاب ، أن تصلح ما أفسده ..