كرمت جمعية الكلمة نهاية الأسبوع الماضي الدكتور احمد بن نعمان،و ذلك عرفانا بنضاله و جهوده الذي قدمها لخدمة لغة الضاد في الجزائر و خارجها، و ذلك بحضور العديد من العلماء والشخصيات الأدبية و الفكرية. منهم رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى الشيخ الدكتور محمد شريف قاهر ، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية السفير السابق الدكتور عثمان سعدي ، و رئيس الزاوية القرآنية العلمية بمدينة الهامل الدكتور مأمون القاسمي الحسني، ... وغيرهم. حفل التكريم الذي احتضنته الجامعة المركزية جاء بمناسبة اليوم العربي للغة العربية المصادف للفاتح من شهر مارس من كل سنة، و قد أجتمع فيه المتدخلين بأن الدكتور أحمد بن نعمان هو رجل عصامي أثرا الساحة الأدبية و الفكرية بأعماله و بمؤلفاته، و أنه ناضلا كثيرا من أجل الارتقاء بلغة ضاد، و قد تصدى بمواقفه المعهودة النزعة البربرية التي حاول من خلالها الاستعمار الفرنسي طمس الهوية الوطنية، كما دعا هؤلاء الشباب من أجل الإقتداء بهذه الشخصية الفذة التي سيشهد لها التاريخ بكل ما قدمته خدمة للغة الوطنية و للوطن بصفة عامة. الدكتور عثمان سعدي قال الدكتور عثمان سعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية في كلمته بالمناسبة " أنا شاوي من اكبر القبائل الامازيغية في الجزائرية قبيلة النمامشة ، و الدكتور احمد بن نعمان قبائلي، جمعتنا لغة القرآن ، فكلانا نذر حياته وجهده لخدمة اللغة العربية" ، كما أكد الدكتور سعدي في كلمته أن الدكتور بن نعمان تصدى لنزعة البربرية التي أوجدها الاستعمار الفرنسي لتدمير الهوية الوطنية، و أنه كان أيضا من الأوائل الذين كانوا يدعون لقضية التعريب، واعتبر كتابه " فرنسا و الروح البربرية " ومن أهم مؤلفاته و التي يضيف المتحدث حارب به فرنسا، و أشار أيضا إلى أن يمكن اعتماده كمرجع في ما يتعلق بقضية التعريب، و ذلك باعتباره كان موثقا و مدوننا لكل ما كان يحدث بأدق تفصيله. الشيخ محمد شريف قاهر الشيخ محمد شريف قاهر ذكر أنه عرف الدكتور بن نعمان بعد استرجاع السيادة الوطنية، في بداية الثمانينات ،و قال بشأنه "إنه رجل فذ لا يُملّ من مجالسته ، سليم الصدى" مضياف " أنه نموذج حي وقدوة كبيرة للشباب الناهض الواعي بقضايا أمته"، و قد أكد في كلمته أنه كان رجلا عصاميا ، و كان عقلانيا مفكرا بالدرجة الأولى، كما تضمنت كلمة الشيخ محمد الشريف أيضا شهادة حينما طلبت منهم السلطات في المجلس الإسلامي الأعلى أن يصدرا بيانا يؤيدان فيه التضييق الذي تعرض له الشيخان المرحومان "احمد سحنون" و "عبد اللطيف سلطاني"، فقد اتفقنا في كلمتهم على الرفض و أن لن يصدروا البيان و حينها قال بن نعمان حسب المتحدث " والله لو نصدر البيان سيتبعنا الخزي والعار طول أعمارنا". الشيخ مأمون القاسمي أما الشيخ مأمون القاسمي يرى الدكتور بن نعمان أنه مثال للمثقف المسلم، ابن المدرسة الأصيلة التي ننتمي إليها جميعا ، يؤمن بثوابت الأمة ، دفعا و لا زال يدافع ضد ما يعرف بالنزعة البربرية في بلانا وسياسة التغريب والتخريب على مستوى اللسان و الهوية ، و من أهم ما كان يميزه يضيف المحدث أنه كان وفيا لمبادئه، و ثابت على الحق،داعيا هو الأخر لضرورة الإقتداء به. الدكتور عبد الرزاق قسوم الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من جهته قال أن بن نعمان كان مجاهدا بالسلاح ثم بالقلم ، واصل جهاده بعد الاستقلال فملأ الدنيا بثقافته و صوته الذي يصل كل مكان ، عمّق التأصيل في الانتماء إلى زواوة ، فأصبح مدافعا عن العربية و الإسلام كما فعل أسلافه في زواوة، و أن ثبات مقوماته و مبادئه هذا أكثر ما يميزه عن الآخرين. الدكتور سعيد شيبان من جانبه ذكر الدكتور سعيد شيبان أن كان مجاهد، كرس حياته لطلب العلم ، كان عصاميا بأتم معنى الكلمة ، أكبر فيه هذا النضال الدائم وتقديم العلم في كل مكان ومشاركاته المستمرة في مجالس العلم وملتقياته. الأستاذ عبد الله عثامنية أما الأستاذ عبد الله عثامنية فقال اعرف بن نعمان منذ نصف قرن ، عرفته في القاهرة حين زرتها مع وفد جزائري فلما شاهدنا في التلفزة زارنا في الفندق ، وجعل يوميا يزورني فنخرج للتنزه ، انه اعز أصدقائي و يغلبنا دائما بكرمه وسخائه و حنانه ...علينا أن نشكر مساهماته في تعريب الحالة المدنية ، و اجتهاداته في تعريب المرسلة الوطنية للإدارة ، والوفاء احد الصفات المتأصلة فيه ...والملازمة له" الأستاذ محمد بوعزارة الأستاذ بوعزارة أكد في كلمته أنه عرف الدكتور احمد بن نعمان منذ 43 سنة، و أنه أنتج له عملا إذاعيا عنوانه " رياضة فكرية " ، و أنه يعد من أهم رجال ثقافة ، و قال "أْكبر فيه موقفه حين كان دبلوماسيا في القاهرة ، حيث استقال مباشرة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد وعاد إلى الجزائر" ، و يعتبر كتابه " اطلبوا الوطنية ولو في فرنسا " من أهم الكتب التي ألفها هذا الرجل. الدكتور الهاشمي جيار أكد وزير الرياضة الأسبق الهاشمي جيار في تدخله أن أحمد بن نعمان استطاع أن يحقق كل ما حققه، بفضل إيمانه بفكرته ودفاع المستميت على هويته ، و دعا في سياق ذاته الشباب للإقتداء بهذه الشخصية الفذة ويأخذ منها العبرة و يرفع التحديات ضد كل من يهدد هويتنا الوطنية. نسرين أحمد زواوي