توجه رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية "عثمان سعدي" برسالة إلى القائد معمر القذافي رئيس القمة العربية في دورتها الثانية والعشرين، يدعوه فيها إلى إدراج بند خاص باللغة العربية في جدول أعمال قمة طرابلس العربية، باعتبار وضعها يهدد مستقبل العرب كأمة وكيان يجعل خطط التنمية العربية متعثرة، وأردف قائلا : "العربية ليست بخير يا قادة العرب، العربية هي الرابط القوي الذي لا زال يربط العرب، والتآمر عليه اليوم قائم ومنذ سنوات من طرف أعداء الأمة العربية، لأن العربية تمثل الوجود العربي، وإذا ضاعت ضاع العرب". وطالب السفير السابق الدكتور"سعدي" وحسب ما جاء في نص الرسالة التي تلقت الأمة العربية نسخة منها، بضرورة اتخاذ قرار تعريب الطب، العلوم، التقانة، والبحث العلمي بالجامعات العربية، والحذوحذوسورية والسودان في إدخال العربية للميدان الرقمي، مرجعا السبب الرئيسي وراء ضعف مستوى التعليم الجامعي والبحث العلمي بالأقطار العربية إلى تواضع حركة الترجمة والتأليف وكذا تعليم العلم والتقانة باللغة الأجنبية من خلال استيراد الكتب المقررة والمراجع والمنشورات بالفرنسية مغربا والإنجليزية مشرقا. واستدل صاحب "معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية" في تأكيده على أهمية تعريب العلوم من تاريخينا العربي، حيث ذكر أنه في عهد محمد علي الألباني بمصر كان العلم والتقانة يدرّسان باللغة العربية، وأن اليابانيين في بداية نهضتهم بالقرن التاسع عشر أرسلوا بعثة للقاهرة درست تجربة محمد علي التعليمية التنموية، وطبقها اليابانيون فوصلوا إلى ما وصلوا إليه، ثم جاء الاستعمار البريطاني بأرض الكنانة فعين اللورد كرومر الذي سيطر لمدة ربع قرن على التعليم بمصر وأنجلزه؛ وجاء جمال عبد الناصر فلم يكن له وعي لغوي شبيه بوعي رفاقه من أمثال ماوتسي تونغ بالصين، وتيتوبيوغوسلافيا، وسوكارنوبأندنوسيا، فلم يُعد تعليم العلمَ والطبَّ إلى اللغة العربية، معتبرا في ذلك أرض الكنانة قاطرة للقطار العربي، فقلدتها الأقطار الأخرى فلم تعرب العلوم باستثناء سورية والسودان. وفي ذات السياق أشار المكرم مؤخرا من قبل المجلس الأعلى للغة العربية في يوم اللغة العربية، إلى أن العرب لم يُدلوا بدلوهم في المساهمة في تاريخ العلم البشري، إلآ بعد أن عربوا، ابتداء من قرار عبد الملك ابن مروان بتعريب الدواوين التي كانت تسير بالسسكريتية، وبعد أن أسس المأمون بيت الحكمة التي ترجمت العلوم من الهند والصين واليونان، وتم صياغتها بالعربية فتمثلت علم عصرها ثم أبدعت فنتج بذلك علم عربي. وعليه وفي ختام رسالته الموجهة لرئيس القمة العربية التي ستنعقد يومي 27 و28 من شهر مارس الحالي، دعا المناضل في سبيل عزة لغة الضاد، إلى إصدار قرار يقضي بأن تكون لغة الفضائيات الفصحى بدل اللهجات المشوَّهة، مع ضرورة إنشاء مؤسسة اللغة العريبة والموسوعة العربية برأس مال هام، تتولى بدورها إصدار معجم حديث للغة العربية على أحدث المقاييس تجدد طبعته كل سنة، أيضا تعنى بإصدار الموسوعة العربية، إلى جانب ترجمة أمهات الكتب العلمية لتعريب تعليم العلم والتقانة والطب بالجامعات العربية، متيقنا بما سيحققه المشروع من إحرازات على كافة الأصعدة، لاسيما مع دعم الأثرياء العرب له مثلما فعلوا لتأسيس مؤسسة الفكر العربي.